قَلق ولا قَلق للغرب والصهيونية والسعودية والوهابية والإخوان
جميل أنعم العبسي
الغرب قلق وكذلك الصهيونية والوهابية والإخوان والسعودية.. الغرب غير قلق وكذلك إسرائيل والسعودية والإخوان والوهابية، لا يقلقون عندما نُذبح ونُقتل ونُحتل ونُستعمر ونُقسم ونُمزق بالحكام الخونة والعملاء والخيرات تُنهب وبثمن بخس.. ويقلقون جداً وكثيراً عندما نتحرر من الاستعمار والحكام الخونة، ويسود خطاب الوحدة الوطنية والتضامن القومي والإسلامي، ويقلقون أكثر وأكثر بوجود حركات المقاومة الوطنية والقومية واليسارية الإنسانية والإسلامية المقاومة للاستعمار والإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية الموالية لأمريكا واليهود.
يقلقون ولا يقلقون من أجل بني صهيون ونهب الخيرات، الشعوب العربية تقتل وتذبح وتنحر والقرى تدمر والشعوب تهجر وتشرد، بإسلام بني سعود وسُنّة محمد بن عبد الوهاب، والغرب لا يقلق فهو يعتبر ذلك “بروتستانت الشرق”، والأعراب يعتبرونه ثورة ضد “الشرك والبدع وعبادة القبور”، والتكفير يشتد والعرب والمسلمون يتفرقون ويتمزقون والغرب يظهر كمنقذ من التوحش ثم احتلال وتمزيق وسحق للوهابية حتى حين، وتنصيب حكام خونة ونهب للخيرات ويظهر الكيان العبري الذي يقتل ويشرد الملايين والغرب لا يقلق فهي شرعية بالأمم المتحدة، شرعية بأنظمة الاسر والعائلات الملكية الموالية للغرب.
وبظهور حركات التحرر العربية الوطنية القومية اليسارية يقلق الغرب واخوان القاهرة والسعودية والصهيونية وينتهي القلق بخروج مصر من الصراع العربي الصهيوني وارتماء بقايا رماد وهباب اليسار العربي في احضان بني سعود واخوان قطر وتركيا وعلمانية عيال زايد، والغرب لا يقلق بنشر التكفير وثوار اخوان الربيع وسيادة الذبح والتنكيل للأحياء والتمثيل بالجثث ونبش القبور وحرق رفات أولياء الله الصالحين وانعدام الخدمات والعمل والرواتب وغيره فهو يعتبر ذلك ثورة ربيع ودولة إسلامية وخلافة أردوغانية وتحرراً مناطقياً وعنصرياً وطائفياً….إلخ، والغرب يحضر كمنقذ من الإرهاب الإسلامي السعودي الوهابي، ويراد تمزيق وتقسيم سوريا واليمن والعراق وليبيا من أجل يهودية القدس وفلسطين.
وحركات المقاومة الإسلامية وحلفاؤها تقاوم والغرب يقلق وصواريخ المقاومة تصل إلى عقر دار العدو في الجولان السوري المحتل، والغرب يقلق أكثر وأكثر من النشاط الإيراني الإسلامي بالقرآن والعترة وحلفائهم في سوريا والعراق وغزة ولليمن رجالها وأهلها الأبطال وعلى نفس الطريق.
في الماضي قلق الغرب من النشاط القومي التحرري المصري والسوري في الوطن العربي وانتهى بخروج مصر من الصراع الصهيوني العربي ومحاصرة سوريا المقاومة، واليوم الغرب واليهود وبني سعود وإخوان قطر وتركيا قلقون من النشاط الإيراني ويراد بذلك خروج إيران من الصراع الإسلامي الصهيوني اليهودي.
قلقون وغير قلقون
لا يقلقون بقتل بعضنا البعض بالإسلام السعودي والإخواني أو باليهودي الصهيوني أو بالاحتلال البريطاني والفرنسي والأمريكي وحتى السعودي والإماراتي والسوداني والتركي كذلك، نعم، لا يقلقون فهو تحرير وإعمار وديمقراطية وحقوق إنسان ومركز سلمان للإغاثة بالشرعية المزعومة والمدعومة بشرعية الأمم المتحدة.
ويقلقون من المقاومة المعادية للعدو المُسطر بالقرآن الكريم والحديث الشريف شامنا ويمننا.
وكلَّما قَلقَ العدو دل ذلك بأننا في المكان الصواب، وعندما لا يقلق العدو الأمريكي والصهيوني وأذنابهم، دلَّ ويدل ذلك على وهن العرب والإسلام بذُّل وهوان وانبطاح الحكام الخونة والعملاء.
اليوم الغرب وبني صهيون وأذنابهم قلقون، ولن يتكرر مشهد كامب ديفيد ووادي عربة، بل سيتكرر مشهد صلاح الدين الأيوبي الكردي العراقي المسلم.. سيتكرر ببطل جديد، وفي الميدان المُقاوم يوجد “قاسم سليماني” الفارسي قائد فيلق القدس وإلى جواره قادة عرب وفُرس وغيرهم من قوميات العالم الإنساني.
فمن يا ترى سيرفع علم التحرير على القدس والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، قائد عربي أم فارسي أو كردي أو حتى تركي لا تهم الجنسية واللون والعرق كما أرادوا تمزيقنا، المهم أن يستمر قلق الغرب وبني صهيون وبني سعود وبقية الأذناب، وما بعد القلق الجنون والشتات لحلف إسرائيل وأمريكا، وعرب وأعراب هذا الزمان.