الثورة/ مجدي عقبة
منذ بداية العدوان على اليمن بقيادة المملكة السعودية في ٢٦ مارس ٢٠١٥ م استهدف طيرانها بشكل يومي عدة مناطق متفرقة في العاصمة صنعاء ومن تلك المناطق منطقة فج عطان احد احياء مديرية السبعين التي تعتبر من اكبر المديريات في أمانة العاصمة صنعاء والتي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من العاصمة وفي هذا الحي جبل يسمى عطان وعلى امتداد منحدراته وسفحه وعلى جوانبه تقع منطقة تسمى فج جبل عطان وهي منطقية سكنية وتجارية راقية مكتظة بالوحدات السكانية والسفارات والشركات التجارية والمستشفيات الخاصة والمدارس.
زمن الانتهاك
يوم الاثنين الموافق20 /4/ 2015 م الساعة العاشرة والنصف صباحا، قصف الطيران الحربي السعودي بسلاح محرم دوليا جبل منطقة عطان نتج عنه سقوط مئات القتلى والجرحى ودمار شامل لمنطقة فج عطان وإلحاق اضرار كبيرة بوحدات سكنية وتجارية وحكومية لأكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية على امتداد ٧ كيلومترات من الموقع الذي حصل فيه الانفجار.
وبحسب تقارير صادرة عن منظمات حقوقية فقد تم رصد 130 غارة استهدفت هذا الحي خلال العشرين يوما الأولى من بداية العدوان غارات معظمها كانت تتم بعد منتصف الليل وكان صدى الانفجارات الناتجة عن القصف يصل الى مسامع سكان العاصمة صنعاء ويثير الفزع والخوف لدى النساء والأطفال وخلال رصد الغارات اليومية على منطقة عطان لوحظ تزايد وتيرتها وقوة الانفجار والأسلحة المستخدمة في قصف هذه المنطقة.
وبحسب تقرير صادر عن المركز القانوني للحقوق والتنمية انتقل فريق الرصد والتوثيق الذي يتكون من أربعة راصدين وثلاث راصدات الى منطقة عطان لرصد الانتهاكات وتوثيق الأضرار المادية التي نجمت عن القصف الذي حدث عند منتصف ليل 18 /4/ 2015م والذي سمعه كل سكان صنعاء وأثناء ما كان الراصدون يقومون بالتوثيق سمعوا في الساعة 10:35 ص تحليقاً للطيران المعادي فوق المكان وفجأة قامت تلك الطائرات بقصف المنطقة التي قصفتها المرة الأولى بتاريخ 20 /4/ 2015م واستخدمت هذه المرة في قصف جبل عطان سلاحا فتاكا ذا قوة تدميرية عالية وصوت انفجاره كان هائلا جدا فأصابت حافة جبل عطان لتحدث انفجارا هائلا لم يسبق لنا أن شاهدنا بمثله طوال حياتنا، والكلام هنا لفريق الرصد التابع للمركز القانوني، متابعين قولهم انه ونتيجة للقصف الهائل الذي صاحب الانفجار شعروا بقوة تنتزعهم من الأرض لتلقي بهم لمسافة عن مكان تمركزهم وصاحب الانفجار تصاعد كرة نارية كبيرة جدا يبلغ قطرها حوالي (500 ) متر تقريبا لتشكل بعد ذلك دخانا كثيفا تصاعد عموديا نحو السماء على شكل الشجرة وارتفع الدخان الى مسافة عالية تقدر بكيلو متر تقريبا وخلف الانفجار دمارا شاملا لكل الأحياء المحيطة بمركز وقوعه حيث تم مشاهدة كميات كبيرة من صخور الجبل بأحجام كبيرة حجم بعضها كحجم السيارة وكانت تلك الصخور تتساقط على بعد مسافات واتجاهات مختلفة في المنطقة كما شوهد تطاير أحجار مختلفة الأحجام بين المتوسطة والصغيرة يعادل حجم بعضها حجم جمجمة الإنسان ولوحظت كذلك ادخنة وغبار كثيف مختلط بالغازات يزحف على الاحياء السكنية مدمرا كل شيء اعترض طريقه من بيوت وفلل وعمارات سكنية ومدارس وروضات أطفال ومستشفيات خاصة وجامعات وسفارات ومبانٍ حكومية وأسواق وطرق وشبكات كهرباء واتصالات وملحقات قنصلية وبيوت سفراء ومبنى الأمم المتحدة وكان الضحايا بالمئات .
وزارة الصحة اطلقت نداء استغاثة للتوجه نحو جميع مستشفيات العاصمة صنعاء والتبرع بالدم كما أعلنت المستشفيات حالة الطوارئ القصوى واستدعاء جميع كوادرها من الأطباء والاستشاريين والعاملين.
وصف الانفجار ونوع السلاح المستخدم
حسب التقرير الصادر عن المركز القانوني للحقوق والتنمية حيث وثق المركز انه وعلى بعد مسافات قد تصل الى كيلو ونصف وحتى اثنين كيلو تطايرت صخور من جبل عطان بأحجام صغيرة وكبيرة نتيجة القوة الهائلة للانفجار حيث يبدو انه حدث دمار هائل لجبل عطان وامتلأت شوارع العاصمة بأحجار صغيرة وتراب ناعم.
وبحسب خبراء مختصين أفادوا المركز فإن هذا الانهيار المتطاير للجبل بهذا الشكل وعلى بعد عدة كيلومترات مع ان مقدار الصلابة لمعادن الجبل تقريبا ما بين ( 4 إلى 6 ) وكثافة عالية تصل في المتوسط (2 إلى 2.4 كجم/م3 ) يقود الى الاستنتاج أن السلاح المستخدم قد ولد طاقة حرارية عالية وهائلة تتجاوز درجة انصهار المعادن المكونة قد تصل إلى أكثر من 4000 درجة مئوية.
الخسائر البشرية
حسب وزارتي الداخلية والصحة فإن عدد القتلى وصل إلى 84 قتيلا و364 جريحا إلى جانب وجود اكثر من 45 جثة مجهولة الهوية.
كما تم توثيق بعض الأضرار من قبل المركز القانوني للحقوق والتمنية نتيجة للانفجار حيث وجد هناك صعوبة لحصر كل الأضرار نظرا لكثرة المنازل التي تعرضت للدمار والخراب والإتلاف على امتداد (7) كيلو مترات من مكان الانفجار حيث دمرت مئات المنازل والشركات والمكاتب والمحال التجارية والمدارس والمستشفيات والجامعات وخطوط نقل الطاقة والشوارع ووسائل النقل المختلفة حيث قدر عدد الوحدات التي تضررت بحوالي سبعة آلاف مبنى ( منازل – مدارس – محلات تجارية – شركات – مؤسسات حكومية – سفارات).
هيئات ومنظمات دولية
نؤكد على ان السعودية وتحالفها الإجرامي استهدف بهذه الجريمة وغيرها احياء سكنية ومنشآت مدنية مما يشكل جرائم يعاقب عليها القانون الدولي والإنساني ولجميع الضحايا والمتضررين الحق في مقاضاة السعودية وتحالفها العدواني مع حقهم في طلب محاسبة كل من ساهم في هذه الجرائم كما ندعو محكمة الجنايات الدولية الى سرعة إرسال فريق للتحقيق حول هذه الجريمة وغيرها من جرائم الحرب التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي وإحالة مرتكبيها للقضاء ومعاقبتهم حتى ينالوا جزاءهم مع تأكيدنا على حق الضحايا في اللجوء الى القضاء الوطني كما ندعو كل المنظمات والهيئات الدولية وكل احرار العالم الى إدانة استهداف المدنيين والعمل على وقف الحرب العدوانية الظالمة على اليمن وسرعة إغاثة اللاجئين والمدنيين وتعويضهم التعويض العادل والضغط على تحالف العدوان لإعادة إعمار ما دمرته الحرب العدوانية على اليمن.