أعداء الدين و” توظيفهم لهفوات المسلمين ومسخهم عن الفطرة السليمة “
محمد أحمد المؤيد
من ينظر اليوم إلى حال الإسلام وكيفية انتشاره في أرجاء المعمورة بسرعة فائقة وبأرقام خيالية مقابل الديانات الأخرى التي قد لا تحمل في طياتها أي رقم يذكر لاعتناق الناس لها والدخول تحت رايتها , فهو لاشك يشعر بسعادة غامرة و(الحمد لله) , وهذه باعتقادي بشرى عظيمة لمستقبل دين الله الإسلام , حتى أن انتشاره بهذه السرعة جعلت من أعدائه مستميتين أيما استماتة من أجل تشويه الدين وتلطيخه بأبشع صورة قد تنال منه وأبنائه , وهذا بمنظورهم كمحاولة منهم فقط لتنفير الناس من الاستجابة لله ولرسوله المؤمنين والانصياع الكامل لواحد أحد فرد صمد واعتناق دين الإسلام , عبر إنفاق أموال قد لا يتخيلها أحدنا في ما مدى سعيهم للنيل من الدين ومبادئه العظيمة , التي لا يزيغ عنها إلا هالك, غير أن مما يدهش فعلا; هي تلك الطرق والأساليب العجيبة والمستخدمة في هذا الغرض , كونهم يعرفون قيمة المال وكيفية تحقيق أكبر فائدة ممكنة في هذا الجانب.
وحقيقة يؤسفنا كمسلمين أننا لم نعٍ ونعرف حقيقة – بل حقائق – تمثل كل يوم أمام أعيننا , ونعيشها كواقع ملموس ومحسوس وحقيقي ويحيط بنا , فنتعامل مع بعض منها في حياتنا بشكل مباشر والبعض الآخر بشكل غير مباشر , فسواء كان الأمر مباشراً أو غير مباشر , غير أن النتيجة واحدة وغرضها كما شرحت لكم (التنفير عن الدين وتوظيفه للمسخ) , فمن الناحية المباشرة , وهي باعتقادي أخطر سبب ينال من الدين , وهي عبر شعورهم باليأس والقنوط من الوتيرة العالية والمتسارعة لانتشار الدين الإسلامي في أنحاء المعمورة , لذا فهم يحاربون الإسلام من عدة محاور , محور من خارج أبناء الإسلام وهم (المؤلفة قلوبهم) كمسلمي بورما والبوسنا والهرسك وغيرها من المناطق التي ينساب في أعماق أبنائها بلسم الإسلام ورائحة اعتناقه وبعذوبة ربانية قادرة ومقتدرة , وكذا ما تعمله المنظمات وخاصة الإغاثية من محاولة استعطاف الناس وشدهم إلى النصرانية , عبر الشعارات المستخدمة وعبر وسائل الإغاثة , كما هو حاصل في حال وجود فيضان أو زلزال أو نكبة لأي شعب من الشعوب (فالصليب موجود مع كل حركة وسكنة) , ومحور من هم أبناء الإسلام (أباً عن جد) , كما هو حاصل في بلاد الإسلام وخاصة منهم العرب , والحروب الدماء والدمار التي لم تنقطع منذ عقود , وكذا تفشي نسبة الفقر والبطالة والأمية والتراجع الفكري الفظيع مقابل ما وصل إليه الآخرون من أمن وأمان واستقرار معيشي وبيئي ونفسي ومادي وعلمي وتوعوي , فهم يستغلون هذه المفارقات والمقارنات , حتى ينالوا من دين الإسلام ووضع أبنائه وبناته في مستنقع التشكيك بأصول وفصول وقواعد الدين الحنيف , كتحريم قتل النفس المحرمة ولكنها تقتل فعلاً ولأي مبرر بسيط , أو حرمة المسلم على المسلم في النفس والمال والعرض , وهناك من يقتل أخاه على بيضة أو شيء تافه , وهناك من يكتسب ماله من حرام ويأكل أموال الناس بالباطل كما هو حال التجار المستغلين والمسؤولين المهملين والمتسلطين , وهناك من يغتصب عرض أخيه المسلم ويدعي أنه جاء من أجل دعم الشرعية ويريد أن يحكم بلداً مسلماً وهتك الأعراض سبيله كما حصل مؤخرا من الجندي التابع للجنجويد وبنت الخوخة المظلومة , وكذا البقاء عند مغارة خرم الإبرة التي يظل الناس ليل نهار في جدال عنها ولم يصلوا إلى حل مقنع للجميع , رغم أنها لاتفسد للود قضية – كونها مسألة تدخل في باب الاجتهادات لأئمة الأمة وعلمائها ومجتهديها من الفقهاء وهم مؤمنون وسيسألون عنها يوم لا ملجأ فيه من الله إلا إليه – بقدر ماتفتك بأبناء الإسلام وتضيع وقتهم بالجدال والنقاش والتخاصم عنها ومن أجلها (كما في مسألة الضم والسربلة وغيرها ) ” يا أخي صلي لله وبس وهو من سيحاسبك , فيحصل مقابل ذلك تذمر من كثير من ضعفاء الوازع الديني والتشاؤم من الدين ومنتسبيه , مما يجعلهم لقمة سائغة للتنصير والتهويد ونعوذ بالله من الكفر بعد الإسلام , حتى بدا خلال اليومين الماضيين وجود تسريبات لأغنية بلهجة يمنية وطابع غنائي يمني وبكلمات وتلحين وغناء من شباب وشابات يمنيات وتقول في مطلعها : ” خذني معك .. خذني معك .. ويا (يسوع) شتبعك .. خذني معك أينما تشاء… وهكذا حتى تكتمل الأغنية بأسلوب متقن وصاخب وبزي يمني .. يبدو أنه تم الإنفاق عليها أموال طائلة لإخراجها بهذه الطريقة , التي يكون الغرض منها التنصير لليمنيين بشكل خاص ونعوذ بالله لأن النصرانية في اليمن صفر على الشمال فهم ممعنون بقوة حتى يخلخلوا العقيدة داخل المجتمع اليمني كما هو شأن إذاعة سوى المغرضة لذات الموضوع وفي الشأن اليمني.
أما من الناحية غير المباشرة , فهو بث الرعب في أوساط من ينتهجون الدين من الدين بأساليب مدبلجة في تصوير للقطات من على الفيديو ونشرها في اليوتيوب وغيرها , كأن يذهب أحدهم ليصلي بين أناس في المسجد ويشير إليه السهم وإذا به يلقى صريعاً في أثناء الصلاة بين المصلين , وهم بهذا يريدون أن يركزوا ذهن الكثيرين عند شيء واحد فقط وهو حال السقوط الذي قد يحدث لمن يصلي , وبذا يعملون على بث الخوف بسبب لقطة نادرة الحدوث , حتى وإن قلنا أنها تحدث , ولماذا لم يصور أحدهم يموت وهو سكران في المرقص , ويقوم بالتأشير عليه بالسهم , حتى يلقى في المرقص صريعاً بين الرقاصين والرقاصات ويخوفهم من الرقص (واضحة أصلاً) , وكذا بث أكثر صور على فيديوهات لنساء ينال من جسدها حيوانات كالكلاب والحصان وغيرها من الحقارات (ونعوذ بالله) , وهم بعملهم هذا يريدون خدش الفطرة الإنسانية , وتربية الناس على مواقف ساقطة ونادرة وتفتك بالبشرية جمعاء , رغم أن البشر فطرتهم محفوظة بحفظ الله , والتي جاء في ديننا الإسلامي قتل الفاعل والمفعول به , فلماذا يعملون على ترويج هكذا وقاحات تخل بالفطرة الإنسانية السمحة , إلا لجعل عقول البشر تنصب وراء مواقف أحقر من أن يفكر بها جاهل أو يلقي لها بالاً , ما بالكم من العقال والفطنين.. صحيح أن هذه الفيديوهات لكفرة ومشركين , ولكن ينبغي على أولياء الأمة عدم التساهل بأمر انتشارها في مواقع وبرامج تواصل اجتماعية ويستخدمها أبناء الإسلام , كون العقل البشري يبرمج كل ما يتلقاه فيصبح تصاوير لإفتاء الشيطان يروج لها ويجعلها واقعاً ساقطاً ككابوس يلاحق حتى الشخص في تفكيره وفطرته , حتى ولو مجرد رؤية حيوان مماثل فالعقل مباشرة يذهب لبرمجة تلك السقاطة لا غيرها .. ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن عمله.
دين الله محفوظ بحفظ الله , ولكن أبناء الإسلام عليهم الحذر والفطنة لأي أمور من شأنها الإخلال بالدين وجعل أبنائه عرضة للانتهازية والاستغلال والاستعطاف , عبر محاولة تنفير أبناء الدين أو المؤلفة قلوبهم وبدعوى التحجج بأعمال وحال وفكر ونهج أبناء الإسلام.. والله أعلم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.