قناعات اليمنيين وخياراتهم بعد ثلاث سنوات من الحرب !
صلاح القرشي
غردت توكل كرمان في تويتر وقالت (بعد طرد الاحتلال وإسقاط الهيمنة السعودية الإماراتية، سنمضي بالمطالبة بمحاكمتهم عن المجازر التي ارتكبوها بحق شعبنا وسنمضي بالمطالبة بالتعويض الكامل عن كل هذا الخراب لن يكفي نصف مخزونهم النفطي ونصف ثروتهم لتعويضنا، لن نتنازل عن حقنا وسنمضي جيلا بعد جيل للمطالبة بحقنا حتى نناله كاملا)
كما قالت في تغريدة ثانية لها (ليس صحيحاً ان #السعودية تريد نظاماً في #اليمن خاضعاً لها ، هي لا تريد دولة يمنية مهما كانت..!!
هي تقوض اليمن كشعب وجغرافيا!!
لكنها لن تمر بفعلتها الشنيعة هذه !!
سيرتد عليها غدرها وخيانتها!!)
قلنا لكم يا اهلنا في تعز وفي عموم الوطن من الذين ناصروا وأيدوا التدخل العسكري الخارجي هذا الكلام منذ بداية الحرب ، قلتم(دولار الحوثي أعمتك عن الحقيقة ) ولهذا انت واقف ضد عاصفة الحزم وتناصر ( الانقلابيين) وانك (بعت تعز) ، قلنا لكم ياجماعة الخير السعودية تاريخها معروف مع اليمن ونيتها عدوانية ضد اليمن وكذلك الإمارات ، قلتم شكرا ياسلمان ، شكرا ياسلمان ، قلنا لكم يا أهلنا: السعودية والإمارات ومن خلفهما بريطانيا وأمريكا وإسرائيل لن تأتي وتخسر المليارات وتدفع بجيوشها من سواد عيونكم او من اجل المحافظة على الدولة اليمتية او إرجاع (هادي وحكومته لصنعاء ) ، وأن لديهم أطماعاً ونوايا في تفتيت الدولة اليمنية وتدميرها وإفقار الشعب والعمل على نشر الفوضى والحروب الأهلية بين اليمنيين والهيمنة والوصايا والاحتلال ، وانظروا لكل تدخلاتهم الإجرامية في سوريا والعراق وليبيا ، ماذا حل بهذه الدول من كوارث وويلات؟
قلتم يجب طرد الروافض والمجوس وضرب التمدد الايراني ، حاولنا مراراً وتكراراً تذكيركم بما كان يقول الرئيس عبدالفتاح اسماعيل الله يرحمه إن السعودية هي العدو التاريخي لليمن ، وكيف أنها قامت بتصفية الرئيس الحمدي الله يرحمه منهية بذلك المشروع النهضوي لليمن ، وكل ماقامت به في السابق ، وذكرناكم أيضا بكل ما قاله الرئيس عبد الناصر الله يرحمه بحق دول الخليج والسعودية خاصة.
لكنكم اصررتم على موقفكم وقلتم يجب الوقوف ومناصرة (التحالف العربي من اجل (عروبة اليمن)
قلنا لكم السعودية والإمارات ماهما إلا أدوات وعملاء لأمريكا وبريطانيا وتقيمان اقوى العلاقات والتحالف مع إسرائيل وفيهما عشرات القواعد العسكرية ومئات الآلاف من جنود هذه الدول ، وهما تمثلان رأس الحربة في تنفيد مشاريعهم المدمرة للأمة ( مشروع الشرق الأوسط الجديد).
لكنكم أبيتم وقلتم يجب مناصرة (التحالف العربي) من أجل حماية الامن القومي العربي!!!.
قلنا لكم يا أهلنا لا تجعلوا من عدائكم او خلافكم مع (الحوثي) وصالح أن يذهب بكم بعيدا ويفقدكم صوابكم إلى درجة الوقوف وتأييد قوات الجيوش الخارجية تغزي وتدمر وتحتل بلادنا واقتصادنا وتقتل نساءنا وأطفالنا ، ويجب ان نقف جميعنا ضد هذا التدخل العسكري الخارجي هذا هو المهم على المستوى الخارجي اولا ، بعد ذلك على المستوى الداخلي من حقكم الدفاع عن مطالبكم ومظلومياتكم وحتى لو تتطلب الأمر لحرب ضد (الحوثي) و علي صالح ، إذا كان مشروعهم مناطقياً او هدفهم التفرد بالسلطة ، وذكرناكم بالمثل الشعبي اليمني الذي يقول ( أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) ،
لكنكم اصررتم وذهبتم بعيدا ووقفتم مع هذا التحالف العدواني وقلتم يجب تحرير اليمن من ( الانقلابيين والعصابة الايرانية) واعتبرتم الحرب العدوانية التي تشنها قوات التحالف العدوانية عملية تحرير وليس غزواً.
إذا كانت القضية واضحة وبينة لاتحتاج للتفكير منذ البداية ، ووقوفنا مع القوى الوطنية سواء أنصار الله او غير أنصار الله الواقفة ضد العدوان كان هو الموقف الصحيح والوطني منذ البداية لأي يمني حر، لا هو من اجل الدولارات ولا من اجل المناصب، واقسم لكم اني مشرد بأطراف صنعاء بعدما خرجونا من الشقة التي كنا نسكن بها بسبب عدم دفعنا للإيجار، بسبب توقف صرف المرتبات لموظفي الحكومة وهذا ما يعانيه الكثيرون وليس وحدي.
عموما الحمد لله ان معظم اليمنيين الآن وبعد مرور ثلاث سنوات من الحرب قد وعوا الآن بإجرام التحالف وأطماعهم ، و لذلك الآن رأينا الكثير من القيادات العليا والوسطى للأحزاب تعود وتعلن مواقفها الجديدة المعادية لدول التحالف العدواني وتوجه الانتقادات العنيفة لها ، وصلاح الصيادي ، وعبد العزيز جباري الوزراء بحكومة هادي عينة من هؤلاء القيادات والمسؤولين وغيرهم كثير.
وهذا يجعلنا نوجه الدعوة لكل القيادات السياسية في كل المكونات السياسية والعسكرية والأحزاب والمشائخ والوجاهات الاجتماعية ورجال الأعمال وكل النخب ان تعمل على فتح قنوات الاتصال بينهم ، والسعي لوقف إطلاق النار والحرب بين الأطراف الداخلية اليمنية وتبادل الأسرى بأسرع وقت ممكن ، وتحول الجميع لمجابهة دول التحالف العدواني من اجل وتصفية وجوده العسكري فوق الأراضي اليمنية.
فمن المتوقع ان تقوم دول تحالف العدوان بمهاجمة وقصف اي قوات عسكرية يمنية كانت تدعمها او متحالفة معها إذا ما تحولت ضدها ، ولذلك على الجيش واللجان الشعبية وقف اي أعمال عسكرية ضذ هذه القوات او التقدم في الأراضي التي تقع تحت سيطرتها ، وتفرغ الجميع لمقاتلة جيوش العدوان الخارجي فجميع المكونات العسكرية اليمنية الموجودة على الأرض الآن يجب ان يخضعوا لتسوية ومصالحة بينهم، والتي من خلالها ستنضم بتسليم سلاحها لجيش وامن يمني موحد ،بعد سحب مقاتليها وجيوشها ودمجها في هذا الجيش الموحد الذي يمثل الجميع في كل المحافظات اليمنية ويكون ذلك ضمانة للجميع ، وفي ظل حكومة وحدة وطنية.
فمن غير المقبول من اي جهة او طرف سياسي وعسكري يمني ان يحتكر السلطة والقوة والثروة ويهيمن على مؤسسات الدولة ، وعلينا جميعا ان نكون تحت سقف القانون ونلتزم بالثوابت الوطنية للجمهورية اليمنية، فلا خيار أمامنا اليوم نحن اليمنيين إلا بذلك، اذا اردنا ان نتخلص من الاحتلال والهيمنة الخارجية ونحمي بلادنا من التمزق والتقسم والحروب الأهلية المدمرة والطويلة.