الثورة نت/..
التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم بصنعاء رئيس الهيئة العامة لرعاية شهداء الواجب طه أحمد جرار ونائبه صالح حمزة صالح.
ناقش اللقاء أوضاع الهيئة وما تبذله من جهود تجاه حقوق الشهداء الذين ارتقت أرواحهم وهم يدافعون عن الوطن وعزة وشموخ الشعب اليمني في مواجهة العدوان ومرتزقته، بخلاف تناول دور الهيئة في رعاية أسر الشهداء والتنسيق القائم مع عدد من الجهات الحكومية في سبيل توفير سبل العيش لأفرادها عبر عملية التأهيل والتدريب في عدد من المجالات المهنية الأسرية.
وأوضح طه جرار الترتيبات المؤسسية القائمة للانتقال بالهيئة من العمل الشعبي إلى الرسمي لتعزيز مهامها تجاه الشهداء وأسرهم بمختلف الجوانب الإجرائية والقانونية والحقوقية .. لافتا إلى مشروع المسح الميداني لأسر الشهداء المقرر تنفيذه قريبا بالتنسيق مع المركز الوطني للإحصاء .
وأشار إلى أهمية تضافر الجهود من قبل الجهات الحكومية ذات الصِّلة مع الهيئة بما يحقق الغايات المنشودة في صون حقوق شهداء الوطن وتقديم الرعاية اللازمة لأسرهم نظير ما قدموه من تضحيات جليلة.
وعبر رئيس الوزراء عن تقديره وشكره لكافة المهام والأعمال الخيرة التي تقوم بها الهيئة لفائدة حقوق الشهداء ورعاية أسرهم رغم طبيعة الظروف والتحديات الكبيرة التي يخلفها استمرار العدوان والحصار على كافة القطاعات .
وأكد دعمه للجهود التي تضطلع به الهيئة في هذا الجانب بما في ذلك الانتقال بها من العمل الشعبي إلى العمل المؤسسي الحكومي لتمتين قوة دورها تجاه هذه الشريحة الاجتماعية التي جادت بأغلى ما تملك وهى أرواحهم في سبيل الانتصار لوطنهم.
وأعرب الدكتور بن حبتور عن تمنياته للهيئة والعاملين التوفيق ومواصلة جهودهم الإنسانية في الدفاع عن حقوق شهداء الوطن ورعاية أسرهم على النحو الذي يليق ببطولات وتضحيات الشهداء من أجل الوطن والدفاع عن سيادته واستقلال قراره.
من جهة اخرى حيا رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الدور الوطني والإنساني الذي تقوم به اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام بمختلف كوادرها في نزع الألغام وتخليص المجتمع من شرورها.
وأعرب رئيس الوزراء لدى مشاركته في الفعالية التي نظمتها اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام اليوم بصنعاء بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام تحت شعار ” الألغام والقنابل العنقودية كارثة إنسانية “، أعرب عن الأسف للضحايا الذين يتعرضون للموت أو الإعاقة نتيجة هذا الفعل الناجم عن الصراعات المتتالية التي بدأت منذ ١٩٦٢م وحتى اللحظة .
وأكد رئيس الوزراء في الفعالية التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشؤن الأمن والدفاع اللواء الركن جلال الرويشان ووكيل جهاز الأمن القومي مطلق المراني، أن نزع الأسباب التي تؤدي إلى الصراع هي مفتاح الاستقرار للشعوب وعامل مهم من عوامل القضاء على زراعة الألغام.. لافتا بهذا الشأن إلى أن الحروب ليست حكرا على الدول النامية بل والدول الصناعية الكبرى التي نالت نصيبها من الآلام والآثار التي تخلفها الألغام .
وبين أن هذه الدول بفضل تخلصهم من أسباب الحروب تمكنوا من الخلاص النهائي من الألغام التي حصدت الأرواح الكثيرة خلال الحربين العالمين الأولى والثانية.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أهمية اجتماع السياسيين لنزع أسباب الحرب المفروضة على الشعب اليمني والتي تغذيها أطرافا إقليمية ودولية .. وقال ” إن الحوار والاقتناع بالشراكة في العمل السياسي هي مفاتيح رئيسة للاستقرار ووقف هذه الحرب ودرء شرورها عن مجتمعنا وحاضر ومستقبل وطننا “.
وأضاف ” لابد من التفاف الفرقاء للبحث عن مستقبل الوطن وكل ما يؤسس لواقع افضل لجميع اليمنيين “.
وأشار الدكتور بن حبتور إلى المآسي الكبيرة التي تصنعها الألغام.. مبينا أنها إذا لم تقتل المصاب بها فإنها تعطل حياته بإعاقاته جزئيا أو كليا.
ودعا الجميع إلى إدراك الأثار الكارثية والمأساوية التي تخلفها الألغام وأهمية التحرك كل من موقعه للعمل على إنهاء الأسباب التي تقف وراء ذلك.. معربا عن تقديره للجهود المبذولة ومستوى المسؤولية الإنسانية والأخلاقية التي يتحلى بها العاملين في نزع الألغام.
وثمن رئيس الوزراء التعاون والدعم المقدم من الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية الأخرى ذات الصِّلة في سبيل تخليص المجتمع من الألغام والقنابل العنقودية المحرمة التي يرميها العدوان على المدن والقرى اليمنية منذ بدء عدوانه.
بدوره أشار رئيس اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام قاسم الأعجم، إلى أن اليمن يحتفل اليوم مع 126 دولة انضمت إلى إتفاقية نزع الألغام وكان لليمن شرف السبق في التوقيع على هذه الاتفاقية والانخراط فيها والإلتزام بما تضمنته.
وأشار إلى أن برنامج نزع الألغام هو إنساني ولا يزال يعمل في جميع المحافظات من المهرة إلى صعدة.. لافتا إلى الجهود التي بذلت للحفاظ على البرنامج واستمراره في العمل تحت بند الطوارئ.
وبين الأعجم أنه تم وضع برنامج لإعداد خطة شاملة بالتعاون مع الأمم المتحدة لمسح الجمهورية اليمنية كاملة لتقديمها للدول المانحة للحصول على دعم لكي يتم مباشرة العمل.. وقال” حاولنا أن نحافظ على تماسك البرنامج لكن العدوان أعادنا إلى نقطة الصفر وهذا يتطلب منا تدخل “.
وأشار إلى ما تشكله القنابل العنقودية من خطر.. مبينا أنه تم البدء في التدريب في مجال القنابل العنقودية والكوادر موجودة وهناك احتياج في المعدات.
من جانبه أشار مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام العميد علي عبد الله صفرة إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام من خلال انتشار الألغام ومخلفات الحروب التي تشمل معظم محافظات الجمهورية.
ولفت إلى أن المركز نفذ بدعم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة منذ العام 2015م وحتى اليوم أنشطة نزع الألغام المختلفة ضمن خطة طارئة متفق عليها مع البرنامج الإنمائي تماشيا مع الأوضاع الحالية التي يمر بها البلد.
وأشار العميد صفرة إلى أن المركز نفذ أنشطة توعية بدعم من منظمة اليونيسف في مختلف المحافظات كما ينفذ أنشطة المسح غير الفني والمسح الفني والتطهير في المناطق والمحافظات الأكثر تضررا وتأثرا بالألغام ومخلفات الحروب والقنابل العنقودية.
وبين أن مساعدة الضحايا من أهم الأنشطة الرئيسية للمركز التنفيذي بحسب الإمكانيات المتوفرة .. لافتا إلى الصعوبات التي يواجهها المركز المتمثلة في النقص في المعدات الخاصة بالتطهير ووسائل النقل وكذا الصعوبات الفنية في التعامل مع أنواع جديدة من القنابل العنقودية والتي بلغت 15 نوعا ويتم التعامل معها حاليا كالغام مضادة للأفراد بعد أن تعرضت للدفن بسبب الأمطار والرياح .
ونوه بجهود البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة من خلال فرق العمل في البرنامج وكذا اليونيسف على دعمها في مجال التوعية.. متمنيا أن يتوسع ذلك الدعم والتعاون في أنشطة أخرى.
بدورها أشارت لبيبة عبده سيف في كلمة الجمعية اليمنية للناجين من الألغام الجهات المعنية والصناديق والمنظمات والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة واليونيسف ورجال المال والدول المانحة إلى دعم الضحايا بما يمكنهم من إعادة التأهيل البدني والنفسي والتدريب المهني كي يشاركوا بفعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتطرقت إلى معاناة الضحايا ..وقالت “أوقفوا نزيف الدم أوقفوا استخدام الألغام والقنابل العنقودية التي تسبب الدمار والموت والإعاقة للبشرية”.
من جانبها أشارت رئيسة وحدة الحكم الرشيد وبناء السلام في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة سوريو يوزوروكافا إلى سعادتها بالمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بنزع الألغام.
وأكدت أن هذه المناسبة ذات معنى لتوضيح الأعمال والمهام المتعلقة بالألغام والذخائر غير المتفجرة خاصة في البلدان الأكثر تضررا كاليمن.
وجددت التأكيد على التزام البرنامج الإنمائي في إيجاد عالم خالي من خطر الألغام وغيرها من مخلفات الحروب ..وقالت” مشكلة الألغام والذخائر غير المتفجرة مشكلة عالمية ويقع على عاتقنا مسؤولية حماية السكان وكفالة حقهم في الحصول على حياة كريمة وضمان الأمن”.
كما قدم خلال الفعالية عرض حول أنشطة المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام والإنجازات التي حققها وما تم تطهيره من مخلفات العدوان وكذا الأنشطة التوعوية التي نفذها المركز.
وفي ختام الفعالية كرم رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع ورئيس اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة واليونيسف وعدد من الجهات المتعاونة مع المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام وتسهيل مهامه الإنسانية، وكذا تكريم عدد من المبرزين بالشهادات التقديرية.
وقام رئيس الوزراء ومرافقوه بالاطلاع على المعرض الذي نظمه المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام والجمعية اليمنية للناجين من الألغام والقذائف غير المتفجرة.
حضر الفعالية منسق قسم الألغام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مايكل فرانك وعدد من المسؤولين والقيادات العسكرية وممثلي المنظمات والمهتمين.
الى ذلك ناقش رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم بصنعاء مع أمين عام اتحاد عمال اليمن علي بامحيسون وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، نشاط الاتحاد وفي المقدمة ما يتعلق بمرتبات موظفي الدولة .
وفي اللقاء الذي حضره رئيس الاتحاد السابق عضو مجلس الشورى يحيى الكحلاني جرى الوقوف على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يكابدها موظفي الجهاز الإداري للدولة نتيجة تأخر صرف مرتباتهم لأكثر من سنة، وما تبذله حكومة الإنقاذ من جهود في حشد ما أمكن من الموارد المتاحة على شحتها للتخفف من حدة هذه المشكلة.
وأوضح بامحيسون طبيعة الوضع الشائك الذي يواجهه الاتحاد بسبب تأخر صرف المرتبات لأغلبية موظفي الدولة .. مطالبا الحكومة العمل على تعزيز جهودها من أجل التخفيف على الموظفين وأسرهم الذين ضاق بهم الوضع.
ولفت إلى أهمية التحرك الدولي وممارسة الضغوط لتحييد الملف الاقتصادي عن الملفين العسكري والسياسي والعمل على توفير الموارد اللازمة لصرف مرتبات الموظفين المتأخرة .. معربا عن تقديره لتفاعل حكومة الإنقاذ مع جهود الاتحاد في هذا المضمار وما قدمه من مبادرات خلال الفترة الماضية للحد من آثار تأخر المرتبات.
وجدد رئيس الوزراء سعي الحكومة بكافة مؤسساتها لمعالجة مشكلة تأخر صرف المرتبات .. مذكرا الجميع في أن ما هو متاح من موارد أمام حكومة الإنقاذ لا يتعدى حاليا خمسة بالمائة من موازنة ٢٠١٤م .
وأشار إلى أنه ورغم ما تتطلبه الجبهات من أموال بخلاف ما يتم صرفه من نفقات حتمية لخدمات الصحة العامة والسجون والنظافة، إلا أن الحكومة وفي حدود ما يتوفر لها من موارد تعمل على صرف نصف راتب بين فترة وأُخرى .
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أهمية أن يعي الجميع حقيقة شحة الموارد التي توجهها الحكومة بسبب الحصار المفروض على المنافذ كافة عدا ميناء الحديدة والذي أساسا لم يعد يعمل بطاقاته الكاملة .
وبين أن من يسيطر على المنافذ ويبيع النفط والغاز اليمني هو المعني الأول بصرف مرتبات الموظفين كافة باعتبار أن تلك الموارد هي ملك الشعب اليمني وليس ملكا لشخص أو جماعة.
كما أكد رئيس الوزراء تفهم الحكومة للضغوط التي يتعرض لها الاتحاد وحرصها على تعزيز الشراكة معه لما فيه خير وصالح الوطن وأبنائه.