الانتقال من وقف الحرب سيوفر للرياض مخرجاً للحفاظ على أمنها وسمعتها الدولية

> واشنطن بوست: بن سلمان كذب في روايته المنمقة وتجاهل مأساة اليمن

 

الثورة / متابعات
اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في تقرير نشرته للكاتب والمحلل السياسي الغربي روب مالي وابريل آلي أن بن سلمان كذب في روايته التي قدمها خلال زيارته لأمريكا بشأن اليمن وتجاهل تفاصيل كثيرة فيها، وقالت الصحيفة كان يمكن للقائد السعودي أن يقدم قصة أفضل لو أنه وضع حداً لحربه الوحشية التي لا يمكن كسبها”.
وأضافت ساخرة ” إن الرواية مشوقة ومنمقة قليلاً ركزت على رؤيته الاقتصادية، ورغبته بتشجيع وترويج نسخة أكثر اعتدالاً للإسلام، والاعتراف بحقوق المرأة وتمكين الجيل الشاب، وتناولت تفاصيل قليلة عن حربه على اليمن، وتغافل المأساة الناجمة عن التدخل العسكري السعودي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة العسكرية التي شنتها الرياض على اليمن، تعد كارثة بكل معنى الكلمة”، معتبرة ان الحرب “قروسطية” بوحشيتها، مستدلة بوصول ثمانية ملايين يمني، من أصل 22.2 مليون نسمة إلى حافة المجاعة فيما بات جميع السكان بحاجة إلى المساعدات الإنسانية حسب قولها.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن في اليمن يوجد أكثر من مليون حالة يشتبه بأنها حالات مرض الكوليرا، ويعد أسوأ انتشار لهذا المرض في التاريخ الحديث في ظل الحرب التي تشنه السعودية.
وتطرقت الصحيفة أيضا إلى واقع القطاع الصحي مشيرة إلى أن نصف المرافق الصحية اليمنية فقط لا يزال يعمل؛ وحتى تلك التي لا تزال تعمل تفتقر إلى الأدوية الضرورية والمعدات والموظفين ، وأرجعت السبب إلى إعاقة السعودية المتكررة لوصول المساعدات الإنسانية والشحنات التجارية، وإغلاقها لمطار صنعاء الدولي وقصف الأهداف المدنية – بما في ذلك المنازل، والأسواق، والمدارس والبنية التحتية الحيوية والتي لعبت جميعها دوراً كبيراً في تفاقم المعاناة في اليمن .
واستشهدت ببعض التقارير الأممية التي تشير إلى وفاة أكثر من عشرة آلاف مدني نتيجة الغارات الجوية ، وفقا لما أعلنته أولاً الأمم المتحدة في يناير 2017 الذي وصف مدير مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية الوضع في اليمن بأنه أشبه بـ “قيام الساعة،” وحذر في نفس الوقت من حدوث أسوأ كارثة إنسانية عالمية منذ 50 عاماً ما لم تتغير الأمور ويتوقف القصف والحصار.
الصحيفة وضعت علامات تعجب كثيرة على قيادة السعودية لهذه الحرب للعام الرابع تواليا، والتي لم تقرّب الرياض من تحقيق أهدافها المعلنة وفي ذات الوقت باتت السعودية أقل أمناً اليوم مما كانت قبل ثلاث سنوات حسب الصحيفة .
وشككت الصحيفة بما أوردته السعودية من انتصارات ومكاسب في هذه الحرب ، مشيرة إلى ان المسؤولين في الرياض أخبرونا أن هذا العام سيكون عام الحسم – تماماً كما قالوا في العام 2015، و2016 و2017، ولكن الواقع يقول عكس ذلك خصوصا مع توغل اليمنيين إلى عمق الأرض السعودية.
واعتبرت ان السيناريو العسكري سيستمر في استنزاف السعودية مالياً، ويضعف مكانتها الدولية ويعمق العداوة اتجاه المملكة وحليفتها الولايات المتحدة في هذه المناطق، ويفاقم بؤس اليمنيين، ويجعل الوضع أكثر مأساوية.
وأكدت الصحيفة أن الرياض تمتلك المفاتيح لحل واقعي من شأنه أن يحقق مصالحها. خصوصا مع رغبة اليمنيين في المحادثات التي تعد نقطة بداية ، و يوفر حسب الصحيفة فرصة لتخفيف معاناة الملايين من اليمنيين.
واشنطن بوست أوضحت في تقريرها ان ثلاث سنوات من القتال أدت إلى تعميق الانقسامات المناطقية والطائفية في البلاد، وغذت الصراعات المحلية و بات البلد مجزأً؛ حتى إنه قد ينقسم بشكل دائم إلى دول منفصلة. لكن في الحد الأدنى، فإن من شأن التوصل إلى اتفاق أن يمنح اليمنيين مساحة للسعي إلى تسوية محلية تفاوضية. كما أن المخاطرة بإطلاق صواريخ على الرياض أو تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، وربما إثارة مواجهة إقليمية أوسع، ستتقلص حسب رأي الصحيفة.
وأكدت الصحيفة ان الانتقال من الحرب إلى السياسة سيوفر للرياض مخرجاً من حرب ألحقت الضرر بأمنها، وسمعتها الدولية وكذلك على نحو متزايد بمكانتها لدى واشنطن، ويمكن للرئيس ترامب أن يلعب دوراً مهماً، إذا كان مستعداً للعبة إذ ينبغي أن يوضح للسعوديين أن استمرار الدعم الأميركي للتحالف لن يكون قابلاً للاستمرار ما لم توقف السعودية هجماتها على المدنيين والأهداف المدنية، وما لم توقف إعاقتها لإيصال المساعدات الإنسانية والسلع التجارية الأخرى إلى اليمن، وأن تتحرك نحو مبادرة سلمية طبقاً لهذه المبادئ.

قد يعجبك ايضا