تم مناقشة الوضع المأساوي .. رئيس الوزراء يستقبل السفراء الأوربيين ويرحب بالراغبين في العودة إلى صنعاء
الثورة نت | صنعاء
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم بصنعاء السفراء الأوروبيين والمدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف ) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابلار، الذي يزور بلادنا حاليا .
وفي لقاءه برئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي أنتونيا كالفو بويرتا وسفير الجمهورية الفرنسية كرسيتان تيستو وسفيرة مملكة هولندا يرما فان دورين أكد أن جوهر المِحنة اليمنية الراهنة سياسي ومفتاح حلها يبدأ من الإرادة الدولية الصادقة لحلحلتها وخاصة مجلس الأمن الذي ساهم منذ البداية في صنعها .. مشيرا إلى أن بيان مجلس الأمن الأخير جاء منحازا ومعبرا بشكل واضح عن رغبة طرف على حساب الشعب اليمني.
وناقش اللقاء الأعباء الإنسانية الإضافية التي صنعها قرار نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وتوقف صرف مرتبات الموظفين وكذلك استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام حركة المسافرين خاصة المرضى، إلى جانب الأثار الصحية خاصة شحة وانعدام أدوية الأمراض المزمنة وثمنها الباهض أن توفرت وما نجم عن ذلك من موت الآلاف منهم خلال السنوات الثلاث المنصرمة، بخلاف التعقيدات التي يصنعها العدوان أمام دخول السفن إلى ميناء الحديدة وقيامه بإغلاقه مرات عديدة تحت مبررات وذرائع واهية وغير منطقية.
وتطرق اللقاء إلى أفق السلام في ظل الزيارة المرتقبة للمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، وما يمثله القرار ٢٢١٦ من مشكلة حقيقة أمام أية خطوات جادة في هذا الاتجاه، علاوة على المرجعيات الأخرى التي يتم التلويح المستمر بها بينما الواقع قد تجاوزها.
وقال ” العالم ينظر إلينا وشعبنا يموت بسبب الأمراض والأوبئة وسقوط الصواريخ والقنابل العنقودية عليه وأدرك مؤخرا أن اليمن يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة “.
وأشار إلى أن العالم بما فيه الاتحاد الأوروبي لا يريد أن يفهم المعادلة وأن العدوان بتدخله في الشأن اليمني واحتلاله لجزء من أراضي اليمن هو من أخر وصول اليمنيين إلى تسوية وتسبب في إطالة مأساة الإنسان اليمني .. مؤكداً انه لولا الدعم الإنساني الأممي والدولي للشعب اليمني لكانت مأساته اعظم وأشد عشرات المرات.
ورحب الدكتور بن حبتور، بالسفراء الراغبين بالعودة إلى العاصمة صنعاء وممارسة مهامهم الدبلوماسية وذلك في ظل ما تنعم به صنعاء من أجواء الأمن والاستقرار لما لذلك من أهمية في تحقيق الدور الفاعل سواء لدول الاتحاد الأوروبي أو الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن تجاه السلام المأمول.
بدورهم عبر السفراء الأوربيين عن قلقهم البالغ من تعاظم المأساة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني .. مجددين التأكيد على أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء هذه المأساة.
وأعربوا عن يقينهم بعدم إمكانية استقرار العلاقات بين الشعوب إلا عبر الحوار والسلام والاحترام المتبادل .. مؤكدين أن الاتحاد الأوروبي ودوله يدعمون المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن وجهوده لجمع جميع الأطراف إلى طاولة الحوار.
ولفت السفراء إلى ما تسببه توقف صرف مرتبات من تعقيد للأوضاع الإنسانية وأهمية معاودة صرفها لكافة موظفي الدولة .. مشيرين إلى أن المجتمع الدولي يتحدث حاليا عن تقديم حوافز للعاملين في القطاعين الصحي والتربوي بما يساهم في استمرار العمل بقطاعي الصحة والتربية.
وأكد السفراء أنه وبالنظر إلى أهمية الوصول الإنساني كضرورة للشعب اليمني فانهم دافعوا عن ميناء الحديدة واستمرار نشاطه .. مطالبين مجددا بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
وفي لقاء منفصل لرئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور مع المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف ) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابلار تم مناقشة الدور الإنساني الكبير لليونيسيف خاصة في قطاعي الصحة العامة والتربية والتعليم والطفولة بشكل عام، والإسناد الذي تقدمه لقطاع الطب الوقائي سيما تجاه الأوبئة التي ظهرت خلال العدوان كالكوليرا والدفتيريا.
كما تطرق اللقاء موضوع الدفعة الثانية من إعاشات الضمان الاجتماعي الممولة من قبل البنك الدولي عبر اليونسيف والمقرر البدء في صرفها خلال الأسبوع المقبل .
ورحب رئيس الوزراء بزيارة المدير الإقليمي لليونسيف .. مشيدا بالجهود الإنسانية التي تقوم بها اليونسيف لخدمة الطفولة والتخفيف من وطأة المأساة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة استمرار العدوان والحصار على مدى ثلاث سنوات.
ونوه بدور اليونسيف كوسيط في عملية صرف مستحقات الضمان الاجتماعي الدفعة الأولى والدفعة الثانية بما يمثله من عمل إنساني من شأنه التخفيف عن المستفيدين منها.
وأكد الدكتور بن حبتور أن هذه الأعمال الإنسانية التي تقوم بها اليونيسف وغيرها من المنظمات الإنسانية محل تقدير وامتنان المواطن اليمني قبل الأجهزة المعنية الذي يعيش آثار المأساة الإنسانية الراهنة وهو يتطلع نحو المستقبل.
وأشار إلى أهمية اللقاحات المقدمة من قبل اليونسيف للتحصين ضد الكوليرا .. مؤكداً أن حملة التشويه التي تتعرض لها وزارة الصحة بسبب اللقاحات الطبية تتطلب التوعية بأهمية اللقاحات بمختلف الوسائل المتاحة وخلق المناصرة لها في أوساط المجتمع .
واعتبر أن الطب الوقائي واحدا من الأعمال الصحية والعلاجية المهمة لتلافي انتشار الأمراض .. مذكرا بهذا الخصوص بالآثار الإيجابية التي حققتها حملات التحصين في العقود الماضية وخاصة إعلان اليمن خالية من العديد من الأمراض المزمنة ومنها شلل الأطفال.
بدوره نوه المدير الإقليمي لليونسيف، بالتعاون والالتزام المسؤول لحكومة الإنقاذ الوطني في تسهيل نشاط العمل الإنساني .. مؤكداً أن اليونسيف مقبلة على زيادة دعمها الإنساني وذلك بما ينسجم وتعاظم الاحتياجات الإنسانية للمواطنين في اليمن.
وقال ” سنرفع من مستوى دعمنا سواء في قطاع الصحة أو التغذية وسنساند الجهود المشجعة على الالتحاق بالتعليم “.. مثمنا الدعم السياسي المتنامي الذي لمسه لإسناد العمل الإنساني خلال زيارته الراهنة وما يمثله من أهمية على استقرار وزيادة حجم الدعم الإنساني للشعب اليمني في مختلف المجالات.