عام الهجمات الدموية العابرة للقارات

على غرار السنة الماضية، شهد العالم عام 2017م ارتفاعاً في عدد الهجمات الإرهابية التي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن معظمها في إطار تنفيذ سياسة استهداف الدول المشاركة في التحالف الدولي بعقر دارها.
بداية عام 2017 كانت دموية بامتياز، فخلال احتفالات رأس السنة فتح أحد مقاتلي تنظيم الدولة النار على رواد ملهى “رينا” الليلي بحي أورطاكوي في منطقة بشكطاش بمدينة إسطنبول التركية، ليقتل 39 شخصاً ويجرح 69 آخرين.
الهجوم على ملهى “رينا” كان إيذاناً ببداية عام جديد لا يقل دموية عن سابقه، وتأكيداً على نية تنظيم الدولة مواصلة نقل معركته من سوريا والعراق إلى العمق الغربي، وهو ما ترجمه أحد ذئابه المنفردة في 22 من شهر مارس، عندما دهس مواطن بريطاني، يدعى خالد مسعود، مجموعة من المارة على جسر “وستمنستر” في العاصمة لندن، قبل أن يطعن ضابط شرطة ويلقى مصرعه على أثر ذلك، مخلفاً 3 قتلى وعدداً من الجرحى.
ورغم تشديد إجراءاتها الأمنية، لم تَسلم المدن البريطانية من تواصل الهجمات التي يقف خلفها تنظيم الدولة؛ ففي 22 مايو، قُتل 22 شخصاً وأُصيب نحو 50 آخرين في انفجار عبوات ناسفة بقاعة “مانشستر أرينا” للحفلات الموسيقية في مدينة مانشستر.
وبعد أقل من أسبوعين من تفجير مانشستر، لقي سبعة أشخاص حتفهم وأصيب 48 آخرون، بعد أن صدمت حافلة بيضاء مجموعة من المارة على جسر لندن بريدج، ثم ترجَّل ثلاثة أشخاص وطعنوا عدداً من المارة في سوق “بورو” القريب قبل أن يُقتلوا برصاص الشرطة، ليتبنّى تنظيم الدولة لاحقاً العملية.
وشهدت مدينة برشلونة الإسبانية في 17 أغسطس، هجوماً هو الأعنف في تاريخها، عندما دهست سيارة من نوع “فان” يقودها أحد المنتمين إلى تنظيم الدولة، المارة في شارع لارامبلا؛ ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً جراء الدهس وشخص آخر طعناً من سائق المركبة الهارب، وإصابة ما لا يقل عن 100 شخص بجراح.
الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى، لم تكن أفضل حظاً من تركيا وبريطانيا وإسبانيا؛ ففي أكتوبر، أطلق مواطن أمريكي، يدعى “ستيفن بادوك”، النار على مشاركين في حفل غنائي بالمدينة، فقتل 59 شخصاً وأصاب 527 آخرين بجروح ثم انتحر.
وبعد ساعات قليلة من الهجوم، تبنَّى تنظيم الدولة عملية إطلاق النار، معلناً أن منفذ الهجوم يدعى “أبو عبد البر الأمريكي”، وأنه “اعتنق الإسلام” قبل 6 أشهر من تنفيذ العملية، وفق ما نقلته مجلة النبأ الناطقة باسم التنظيم.

قد يعجبك ايضا