الأوبئة والأمراض المميتة.. سلاح العدوان لحصد المزيد من أرواح اليمنيين

 

 

تقرير / مصطفى المنتصر

تتعدد اشكال الموت والعدو واحد ؛ ففي الوقت الذي لايزال شبح الكوليرا يداهم أرواح الملايين من اليمنيين ويميت الآلاف منهم ، يدخل وباء الدفتيريا مكشراً عن أنيابه غمار المنافسة على حصد المزيد من الأرواح البريئة من خلال استمرار العدوان السعودي الإماراتي في إطباق حصاره الظالم على مدى 3 أعوام متتالية على اليمن .
” الثورة ” تسلط الضوء في هذا التقرير عن وباء الدفتيريا الذي ظهر مؤخرا في بلادنا والذي يعد احد الأوبئة المميتة التي يعتقد الكثير من الخبراء انها ناجمة عن أسلحة العدوان الخبيثة وناجمة أيضا عن انعدام الأدوية نتيجة الحصار …الى التفاصيل:

رغم نداءات الإستغاثة التي تضج بها أصوات المؤسسات الصحية والمنظمات الإنسانية من خطورة استمرار العدوان السعودي الإماراتي على بلادنا وفرضهم لحصار ظالم تسبب في خلق كارثة إنسانية غير مسبوقة وتفش للأوبئة والأمراض المميتة بالإضافة إلى تردي الوضع المعيشي والذي فاقم من حدة المعاناة وصعوبتها لدى المواطن .
انتشار الأوبئة والأمراض المميتة تعد سلاحاً آخر لقوى العدوان والإجرام للتنكيل باليمنيين ليل نهار بل ان استمرار العدوان في الحصار والدمار طيلة 3 أعوام قد تسبب في خلق كوارث إنسانية وصحية غير مسبوقة بحسب ما أشارت إليه منظمات دولية.
الدفتيريا وباء قاتل يواجهه اليمنيون نتيجة لانعدام اللقاحات واستمرار العدوان في إطباق الحصار الجائر ومنع وصول الأدوية والمعونات الإنسانية وهو ما تسبب بخلق كل هذه المعاناة التي يواجهها اليمنيون ابتداء بوباء الكوليرا والذي لازالت أثاره المميتة تلجم بملايين الأبرياء أو وباء الخناق الذي دخل الآن غمار المنافسة في شبح الموت لحصد أرواح المدنيين.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت في وقت سابق أن عدد المصابين بوباء “الدفتيريا” في العاصمة صنعاء، وصل إلى 150 شخصا في حين توفي 14 آخرون محذرة من تفشي الأمراض والأوبئة في اليمن نتيجة استمرار العدوان والحصار .
وقال الناطق الرسمي للوزارة الدكتور عبدالحكيم الكحلاني في تصريح له “في الوقت الذي لايزال اليمن يعاني من انتشار وباء الكوليرا الذي وصل إجمالي حالات الإصابة إلى 950 ألفاً في 22 محافظة ، والوفيات إلى ألفين 207 حالات فإن الوزارة تواجه حاليا انتشاراً لوباء الديفتيريا ( الخانوق ) في عدد من محافظات الجمهورية بلغت الإصابة به 150 حالة والوفيات 14 حالة وفاة .
الى ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضي عن تفشي مرض الخناق “الدفتيريا”، في اليمن، وكشفت عن تسجيل 14 حالة وفاة، خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشارت المنظمة إلى أن معظم الإصابات بالمرض هم من الأطفال، لافتة إلى أهمية تطعيمهم بجميع جرعات اللقاحات.
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة أن مليون طفل يمني على الأقل معرضون للإصابة بالدفتيريا بسبب منع دخول التطعيمات واللقاحات اللازمة نتيجة للحصار الذي يفرضه التحالف السعودي على الموانئ والمطارات اليمنية .
خناق الموت
و”الدفتيريا” هو مرض معدٍ ويعرف محليا باسم الخناق، وهو التهاب حاد معدٍ يصيب الجهاز التنفسي ويؤدي إلى تضرر البلعوم، والأنف، وأحياناً القصبة الهوائية، أما السم المفرز من بكتيريا المرض فيؤثر على الأعصاب الطرفية، وعضلة القلب، والأنسجة الأخرى.
والمرض يصيب الجهاز التنفسي العلوي بشكل واضح جدا ومن اعراضه ، الإصابة بالسعال مع ارتفاع درجة الحرارة ،الشعور بالإعياء ، تغير صوت المريض حتى يصبح صوته خشناً ويشبه صهيل الحصان ،تغير في رائحة الفم لتصبح كريهة، صعوبة في البلع ، تكون إفرازات في الأنف ،الإحساس بالغثيان وحدوث رعشة وقيء ، تزايد في سرعة دقات القلب مع حدوث صداع بالرأس ، صعوبة في التنفس نتيجة لتضخم الغدد اليمفاوية الموجودة بالرقبة مما يجعل المريض يمد رقبته للخلف.
استمرار الحصار
مضادات الذيفان Antitoxin هي منقذة لحياة المصابين بهذا الوباء وغير متوفرة داخل اليمن ويجب احضارها من الخارج بصورة عاجلة، كما أن مخزون اللقاحات المتوفر في اليمن يكفي لشهر واحد”.
ويضيف الناطق باسم وزارة الصحة أن استمرار هذا الحصار الجائر سيؤدي إلى كارثة صحية لأطفال اليمن وستنتشر الفاشيات وتتوسع لتشمل حتى البالغين الذين لم يحصلوا على تطعيماتهم حين كانوا صغارا.
ولفت إلى أن المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة تتحمل تبعات هذه الكارثة الوبائية وعجز الوزارة عن مواجهة الوباء لعدم وصول هذه الأدوية والمضادات للذيفان الخاص بالدفتيريا واللقاحات الثنائية لمواجهة الوباء وكذلك اللقاحات الروتينية للبرنامج الوطني للتحصين الموسع فوراً.
مختصون أكدوا ان استمرار العدوان في ارتكاب المجازر واستخدامه للأسلحة المحرمة بالإضافة الى فرضه لحصار ظالم منع وصول المساعدات واللقاحات بالإضافة الى تردي الأوضاع الإنسانية هي المتسببة في خلق هذه المعاناة وانتشار الأوبئة في أوساط المواطنين .
التخوف من اللقاح
امتناع الآباء عن تلقيح ابنائهم لدواعٍ شخصية احد الأسباب الرئيسية لانتشار هذا الوباء بل أصبح لزاما على الجميع حماية أبنائهم من انتشار هذا الوباء ووصوله إليهم ولاسيما مع دخول فصل الشتاء ونزلات البرد المرافقة له والتي يتعرض لها اغلب الأطفال وتكون الوقاية من هذا الوباء من خلال تطعيم الأطفال, والذي يكون في العادة بإعطاء الطعم الثلاثي (الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس DPT )، وهذه التطعيمات تعطى ضمن التطعيمات الإجبارية, وحسب جدول التطعيمات للأطفال بداية من 2– 4 شهور من عمر الطفل, بين كل جرعة والجرعة التي تليها شهران, ومن الممكن أن تعطى جرعة منشطة بعد ذلك بحوالي سنة, كما ينصح أن تعطى جرعات منشطة بعد ذلك على مدى عشر سنوات على شكل الطعم الثنائي (الدفتيريا والتيتانوس)DT .

قد يعجبك ايضا