بن سلمان ينزع ورقة التوت عن هادي
مبارك حزام العسالي
لقد كشف تصريح محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في مقابلته التي قال فيها “الحرب في اليمن ستستمر لمنع تحوّل “أنصار الله” الحوثيين إلى “حزب الله” آخر على حدودنا الجنوبية” عن حقيقتين ، إحداهما نزع “ورقة التوت” التي كان يتستَّر بها الفار هادي ومرتزقة الرياض وأظهرته أنه كان مجرد طرطور “ولا شرعية له ولا هم يحزنون” إنما هي حرب سعودية صهيونية ضد اليمن، ولم يبق لهادي الآن إلا أن ينتظر الجائزة التي تُسلَّم للعملاء أمثاله ، وهي عبارة عن قلنسوة مخروطية طويلة مع عصى يستعملها كحصان ويجوب شوارع عدن ويجري خلفه الأطفال “هذا إذا تركت طائرات تحالف العدوان السعودي – الأمريكي ومرض الكوليرا أطفالاً في اليمن يلعبون !!
كما أكد تصريح بن سلمان على حقيقة أخرى وهي بأن مصير نظام آل سعود مرتبط بمصير الكيان الصهيوني فإذا سقط أحد منهم فسيسقط الآخر مباشرة ، وهذه هي الحقيقة المرة التي يرتعد منها آل سعود ، فكل عاقل في الوطن العربي يفهم من تصريحات محمد بن سلمان مدى حجم المؤامرة التي يحيكها آل سعود مع الصهاينة الحاقدين لضرب أي مقاومة للكيان الصهيوني ، إلا أن محاولتهم البائسة ستكلل بالفشل الذريع وسيلقون جميعاً في مزبلة التاريخ، فحزب الله أشرف بكثير من حُكام الخليج الخائنين الذين يستعرضون عضلاتهم على أشقائهم في اليمن وسوريا إرضاءً لأسيادهم بني صهيون وحاميهم ترامب الحاقد، إنه الذُل الذي ما بعده ذُل لحُكَّام الخليج الذين ركعوا شعوبهم، وصادروا حرياتهم، وكمموا أفواههم، ونهبوا ثروات بلدانهم، وزجوا بكل صوتٍ حُر ومعارض في السجون، وسخَّروا الأبواق الإعلامية لتمرير سياستهم المشؤومة، وسخَّروا أيضاً الوعَّاظ وشيوخ الدين لإصدار فتاوى على هوى الملك والأمير والسلطان !!
ولا يخفى على كُل ذي لب أن محمد بن سلمان ليس بقائد ولا سياسي ، بل هو مراهق فاشل أعتلى منصباً بدولة قبلية ليس بسبب قدراته ولا خبراته بل بسبب كونه الطفل المدلل لأبيه، وأعتقد أن الجميع يذكر عند بداية حرب اليمن حين أطلق تصريحاته العنترية بأن الحرب لن تستغرق أكثر من أسبوع وها نحن نسير في العام الثالث من الحرب العبثية، هذا غير التصريحات الطفولية له ولمستشاره خلال أزمة حصار قطر من خلال اللقاءات التلفزيونية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي جعلت من السعودية مثالاً للسخرية والاستهزاء في جميع أرجاء العالم العربي والإسلامي.
لقد أثبت العامان المنصرمان مدى تهور وعدم نضج محمد بن سلمان مما دفع العديد من صائدي الثروات الغربيين ومنهم “ترامب وإيفانكا” لاستغلال حماقته ونهب المليارات من الدولارات من الخزينة السعودية بدغدغة عواطفه وتطلعه لحكم السعودية واستماته لجلب شرعية لنفسه “ليس من شعبه بل من الدول الغربية” ما يؤذن بقرب إفلاس الخزينة السعودية ومن ثم انفضاض الزعماء عن ولي العهد الميمون، وبناءً على ذلك ما سبق ذكره فإن التصريحات التي بين أيدينا لا يمكن أن يؤخذ منها أي موقف بسبب أنها صادرة من شخص لا يملك أقل القليل من الدراية ولا الخبرة عما يقوله ، ناهيك عن المستشارين من حوله الذين هم على شاكلته مما أوصل الحال بالمملكة بأن تُدار من الإمارات !!
نعم نحن نعيش في أرذل الزمان وستذكر كتب التاريخ هذه المرحلة على أنها صفحة سوداء في تاريخ العرب والمسلمين تسلط فيها الغلمان والفاشلون على الأمة العربية والإسلامية وحاصروا بعضهم بعضاً لإرضاء الصهاينة وللقفز على كرسي العرش ، فاشهد يا تاريخ أني بريء من هذه الحقبة وأني قد أنكرت ما يصنع الحمقى والمغفلون من حكام الخليج والعرب ، اشهد يا تاريخ كما شهدت بأن اليهود طوال تاريخهم لم ينتصروا في معركة واحدة ضد العرب أو ضد غيرهم، لأنهم ببساطة لم يخوضوا حرباً طويلة الأمد وبمختلف الأسلحة ، بالمقاييس العسكرية لا شيء يُذكر لأنهم لم يلاقوا إلا منظمات قليلة التسليح ، وما حققوه في الماضي كان بسبب اعتمادهم على الإنجليز أو الأمريكان ، والقليل من الإنجازات التي لم تتحقق بفضل مجهود حربي بل بفضل خيانات العرب بعضهم لبعض وتهاونهم وتكاسلهم سنة 48 قصة الأسلحة الفاسدة معروفة وسنة 67 أخذوا المصريين على حين غفلة ويُقال أن تهاون القادة جعل إسرائيل تفاجئ طائراتهم وهي جاثمة في المطارات ، لكن سنة 73 استعد الجيش المصري ومعه بعض الجيوش العربية وسحقوهم ، وسنة 1968 في معركة الكرامة ضد الجيش الأردني 16 ساعة قتال اضطروا للانسحاب تاركين وراءهم “ولأول مرة” خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها؛ وسنة 2006 ضد حزب الله لم يتمكنوا من احتلال سنتمتر واحد بل هربوا ، وسنة 2014 ضد الغزاويين رأينا جنودهم يبكون كالنساء والفلسطيني يصفع على خدودهم وسمعنا عن جنود الحفاظات ، والأهم أن حماس رغم قلة إمكانياتها وخذلانها من قبل العرب وغياب تام للصواريخ المضادة للطائرات إلا أنها ضربت أروع الأمثلة في الصمود والتحدي جعلتنا ننتشي فرحاً ولا زلنا إلى اليوم نتباهى بهم ، ونقول للفرنسيين انظروا أسيادكم الفلسطينيين وما عملوه باليهود رغم قلة أعدادهم وإمكانياتهم ؛ اليوم نتحداهم أن ينفدوا تهديداتهم التي وقعت فأنا متأكد أن هيبتهم ستذهب إلى غير رجعة لأن النصر مضمون لحزب الله ومعه حلفاؤه ، ليس شرطاً أن تنهزم إسرائيل ، فقط منعها من تحقيق أهدافها يجعل هيبتها تنهار وتزداد جُرأة المناوئين لها عليها ويتسرب اليأس لقلوب شعبها فتتأكل من الداخل ، لأنه شعب من شُذاذ الآفاق ، لا ارتباط روحي له بتلك الأرض وسيهربون ؛ فالحرب نفسية قبل أن تكون عسكرية والقرآن أخبرنا عن نفسياتهم وأخبرنا أنهم جنس جبان ما لهم في الحرب عزم ، ومن أول هزيمة سنرى جحافل منهم هاربة وقد رأينا في الفيديوهات كيف يصابون بالرعب لصاروخ مار بعيد عنهم ، وعلمنا أن 90% منهم تملك جوازات سفر أمريكية وأوروبية للهروب في حالة نشوب حرب ، على حزب الله أن يركز بالصواريخ على مدنهم حتى يهرب شعبهم ، فهم فقط هجيج تجمعهم بدولار وتفرقهم بعصى ؛ لذلك كما يُقال “من كثر لهطه قل شأنه” دعوهم يجتمعون مع أراذل العرب والأمريكان واضح أنهم يريدون ضمان النصر لأن الهزيمة معناه ذهاب هيبتهم، ونحن كيمنيين نؤكد لهم بأن الحرب ستستمر حتى نضمن عدم وجود إسرائيل أخرى على حدود اليمن ، فرجال اليمن لديهم من الإرادة والعزم والأمل ما يكفيهم لاستكمال طريقهم الجهادي نحو تحرير المسجد الأقصى وسننتصر بإذن الله الذي وعدنا بالنصر بقوله تعالى: {أُذن للذين يُقَاتَلون بأنهم ظُلِمُوا وأن الله على نصرِهم لقدير} صدق الله العظيم؛ فمهما بلغ تحالفهم وقوتهم فالله أكبر من هؤلاء جميعاً وهو حسبنا ونعم الوكيل ؛؛؛