مطالبة بإصلاحات

 

مملكة الارهاب – 38

عبدالله الاحمدي
في 19 مايو 2009م أرسلت مجموعة من الناشطين مكونة من77 شخصا اغلبهم من الأكاديميين العاملين في الجامعات الحكومية، أرسلوا طلبا إلى الهالك عبد الله بن عبد العزيز والذي كان على رأس مملكة الأسرة، مفاد هذا الطلب هو إجراء إصلاحات جوهرية تفضي إلى التغيير وصولا إلى الديمقراطية. وجوهر ذلك الطلب يتلخص في : برلمان منتخب، ورئيس وزراء من غير الأسرة المالكة، ومشاركة الشعب، في العملية الانتخابية، وان يعطى الحرية في الاختيار والتعبير.
طلب كهذا هز العرش السعودي، وجعله يتخبط، هنا وهناك. طبعا معظم هؤلاء الأكاديميين خريجي البلدان الغربية التي تضمن حماية العرش السعودي منذ إنشائه. الطلب لم يهتز له عرش الأسرة، بل اهتز له أيضا عرش هيئة العلماء الوهابية، والشرطة الدينية الوهابية التي تعتبر نفسها حارسة الفضيلة. ووجه بالرفض، بل زيادة على ذلك وضع أصحابه تحت المجهر، وضويقوا في أعمالهم، وتم القبض على بعض منهم. اعتبرت الأسرة المالكة ذلك الطلب ثورة عليها، وعلى وجودها، وتصرفاتها، وهي التي تعتبر، أن كل ما على الأرض ملك لها، لا ينازعها فيه احد.
ربما أن أصحاب الطلب سبقوا الأحداث، فالهالك عبد الله كان ينوي القيام ببعض الإصلاحات، ولكن بيد مرتعشة. بالإصلاحات تخيفهم، وتقلقهم كثيرا. الأكاديميون هؤلاء ربما كانت تنقصهم الخبرات السياسية، وإلا لكانوا طالبوا أولا بإصدار دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ثم ينظم سير عمل هذه المؤسسات التي يطالبون بإنشائها.
الأسرة السعودية يمكن أن تسمح بأي شيء إلا الاقتراب من السلطة، أو الحكم، أو القرار.
مثلا، عندما بدأ أصحاب هيئة العلماء يقولون بأن ولي الأمر ليس فقط الملك، أو الأسرة، رد عليهم الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السابق، بأن الحكم عبر التاريخ كان للخبراء، وليس للعلماء، وان العلماء حقهم النصيحة لولي الأمر. وعندما ظهر الشيخ الششري على التلفزيون يعارض الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ويطالب أن تخضع المناهج للشريعة الإسلامية، تم عزله من عضوية هيئة العلماء، وإرساله إلى بيته، فورا.
الأسرة السعودية لا تريد من يقول لا، أو يتدخل، في شؤون الحكم، أو يعارض، هي تريد مطبلين، ومنافقين، تجزل لهم العطايا، مقابل ذلك. هذه أسرة تعودت، وتربت على الاستبداد، والاستفراد، ولا يمكن أن تقبل، بأي مشاركة، أو إصلاحات، إلا إذا فرضت عليها من أسيادها في الغرب. أما أصوات الداخل فهي كفيلة بقمعها، وبكل الأشكال.

قد يعجبك ايضا