عاشوراء.. بذل وعطاء
م/ امين عبدالوهاب الجنيد
في اليمن سنوات كرب وبلاء أراد تحالف آل سعود أن ينتزع استسلاما من اليمنيين عجزوا عن انتزاعه من بين ثنايا جدهم الإمام الحسين فأعادوا الكرة بتمثيل الدور وجسدوا البغي والعدوان وجمعوا قرود العالم لينهالوا تارة أخرى على الثلة المؤمنين من أحفاد أحفاد الحسين حقدا وبغيا وانتقاما بدءاً بالحرق للديار والحصار للأطفال والكبار والصغار زاحفين على الصحاري والجبال، والبحار والرمال، مطلقين ملايين السهام المليئة بالبارود والنار شديد النكال وملايين الرماح أمطرتها طائراتهم بعون من حلفائهم حتى استنفذوا خزائن أموالهم وما اكتسبوا طوااال حياتهم فوعدوا المرتزقة بالإمارة على اليمن وإعادة قياداتهم إلى عروش ملكهم .
لم يجدوا غير أحفاده ملئت أرض اليمن بهم قلوبهم كالزبر الحديد بأسهم على المعتدين شديد إيمانهم تجسد حتى أصبحت كل طعنة تلقاها جسد الإمام الحسين جبهة قدمت الشهداء بعدد قطرات الدم التي سالت من جسده الشريف، فكانت معركة كربلاء بذرة زرعها جور السلاطين سقاها، انتصار الدم، حتى أثمرت وسالت أودية فتضاعفت ساحاتها لتكن عشرات الآلاف من الساحات تعج بالملايين من المجاهدين من الأنصار لله وللحسين، الهاتفين بصرخة ” هيهات منا الذلة” حتى دوت في الأرجاء فكانت شعارا” قاصفا على أوليائهم، وكاشفا لمخططاتهم وهزيمة لنفسياتهم . وشعارا نصب على آلياتهم بفضل تضحيات الأحفادحأح
ووساما توجت به صفحاتهم .
أصبحت عاشوراً مدرسة عبر الأجيال منهجيتها البذل والعطاء على امتداد التاريخ .كان ليمننا الحظ الأوفر والتضحيات الأعظم .
فأصبحت ثقافة تضحياتهم لا تقاس بمعيار عدد القتلى حتى وإن لم يبقى منهم أحد أو بحجم الأضرار وإن أصبحت مبانيها كلها رماد …
لكنها تقاس بمعايير “خذ يارب حتى ترضى ” ومن يدرك هذا المعيار .سيتذوق مشاعر حلاوة البذل والعطاء في قاموس التضحية وماذا تعنى المدرسة الحسينية الكربلائية لهذه الأمة وانعكاساتها على الواقع الذي لا يدع للأعداء رهانا على زيادة حجم الفتك والتدمير للمتسلحين بثقافة هذه المدرسة بقدر ما هو استشعار المسؤولية لديهم في العطاء حتى تستوفي الأمة ثمن النصر والعزة والكرامة الموعود به المؤمنون وانتزاعه من بين قبضة وسطوة الجبابرة والمستكبرين وان بلغت التضحيات إلى ابعد مدى.