أنصار الله بين الإنصاف والتجني

 

عبدالفتاح البنوس
يكثر الحديث هذه الأيام عن أنصار الله،.كجماعة وأفراد ، ويكثر المتحدثون عنهم، ويتنوع الحديث ما بين الإشادة والنقد، وبين الإنصاف والتحامل، وبين الصدق والكذب، والنصح والتشهير والتشوية والتحريض، بحسب قناعات المتحدثين، وميولهم وتوجهاتهم السياسية والحزبية، والبعض بحسب ما يدفع لهم ويطلب منهم التحدث به مقابل ذلك، وهؤلاء نجدهم يفجرون في الخصومة ويبالغون في الطرح، ويسوقون للأكاذيب والافتراءات، وينشرون الأراجيف والشائعات التي لا تمت للحقيقة بأدنى صلة .
فأنصار الله عندهم سبب العدوان، وهم من قطع المرتبات وهم سبب الحصار وهم سبب الفساد وهم سبب تدني سعر صرف العملة المحلية وهم سبب نقل البنك المركزي وهم سبب أزمة السيولة النقدية وسبب تأجير الجزر والموانئ والمنافذ اليمنية، وهم سبب إغلاق مطار صنعاء، وهم سبب انتشار الكوليرا وهم سبب الحروب الداخلية،وهم سبب احتلال الجنوب وهم سبب مأساة المسلمين الروهينجا في ميانمار، وهم سبب الأزمة الكورية، وهم سبب كل المشاكل على سطح الكرة الأرضية .وهات يا اتهامات وأراجيف، أنصار الله متحالفون مع السعودية، أنصار الله بينسقوا مع الإمارات،أنصار الله متفقون مع أمريكا،أنصار الله بيقتلوا الأطفال في تعز،أنصار الله بيحاصروا ويقصفوا تعز،أنصار الله نهبوا البنك المركزي، أنصار الله نهبوا مؤسسات الدولة، أنصار الله مع الملكية ضد الجمهورية،أنصار الله يشتوا دولة في الشمال مقابل تنازلهم عن الجنوب للسعودية والإمارات،أنصار الله بينهبوا موارد الدولة، أنصار الله بيسرقوا المجهود الحربي،أنصار الله بيستهدفوا قيادات وأعضاء المؤتمر في الوزارات والمؤسسات الحكومية، أنصار الله ضد السلام والمصالحة الوطنية، أنصار الله ضد ثورة 26سبتمبر،.أنصار الله بيعدلوا المناهج الدراسية،ويشتوا يدخلوا الملازم فيها . وهات ياحملات إعلامية تحريضية، أنصار الله بيفسدوا القضاء، أنصار الله بيفسدوا التعليم،أنصار الله بيفسدوا الإعلام الرسمي،أنصار الله بيفسدوا الجيش والأمن، أنصار الله بيفسدوا الشباب، أنصار الله بيفسدوا الثقافة والمثقفين، أنصار الله نهبوا الطقومات، أنصار الله شلوا الفلل والعمارات، أنصار الله شلوا الأراضي والسيارات،أنصار الله أكلوا الأخضر واليابس، وباقي يقولوا :
أنصار الله بيزيدوا البردقان مما أدى إلى تسببهم في رفع سعره وخلق أزمة بردقان في البلاد
يا ناس يا عالم :
إذا كان المتكلم مجنوناً فالمستمع بعقله، أنصار الله بشر مثلنا ، فيهم الصالح والطالح، هناك أخطاء وتجاوزات من بعض المحسوبين عليهم،وهذا وارد، لكنهم ليسوا بالصورة التي يحاول البعض أن يظهروهم بها، وكأنهم السبب في كل شيء، بالله عليكم أي عاقل منصف يمكن له أن يصدق كل ما ذكر أعلاه ؟! الإنصاف مطلوب، تماما كما هي الحاجة للنقد البناء، الخالي من كافة أشكال الإساءة والتجريح والتشويه والتحريض، لا نريد الانجرار خلف الشائعات والترويج لها على أنها حقائق دامغة، أو الذهاب خلف الأكاذيب والأراجيف وتوزيع الاتهامات للآخرين بناء على ذلك، أو من باب المكايدات السياسية والحزبية وتصفية للحسابات الشخصية .
أنصار الله لهم إيجابيات وعليهم سلبيات حالهم حال بقية القوى والمكونات الوطنية ومن الإنصاف أن لا نغفل الإيجابيات ونستغل بعض السلبيات والأخطاء والتجاوزات الفردية التي تصدر عن بعضهم وأحيانا من بعض المدسوسين في صفوفهم أو المحسوبين عليهم لمهاجمتهم ونسف كل إيجابياتهم التي لو لم يكف منها سوى قيامهم بشرف الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة وتقديمهم قوافل من الشهداء الأبرار في مختلف جبهات الشرف والتضحية والفداء والعزة والكرامة الداخلية منها والخارجية .
بالمختصر المفيد، أنصار الله أدوات بناء وتعمير ورسل محبة وسلام، ينشدون دولة مدنية يحكمها النظام والقانون والدستور، دولة خالية من كافة أشكال الفساد ، دولة تؤمن بالحرية والمساواة، دولة لا فوارق فيها ولا طبقات ولا امتيازات فيها لحزب أو جماعة أو قبيلة أو أسرة، دولة لا وصاية على قرارها، ولا هيمنة على سياستها، ولا انتهاك لسيادتها، ولا تقبل بأي تدخل خارجي في شؤونها، دولة معتمدة على نفسها، وتحترم شعبها، ولا تقبل بخائن أو عميل أو مرتزق على أراضيها، من كان بهذه الصفات وعلى هذا المنهج والتوجه فهو من أنصار الله، ويمثلهم ، ومن كان بخلاف ذلك فليس منهم ولا يشرفهم أن ينتمي إليهم أو يمثلهم، حتى وإن هتف بالصرخة ورفع الشعار وقرأ الملازم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا