الطفولة المغدور بها
عبدالفتاح البنوس
ونحن نعيش في أفياء العيد السعيد والسعادة ترتسم على محيا أطفالنا الذين تكتمل بهم فرحة العيد وتتجلى أروع صور البهجة والسرور في وجوههم وهم يرسمون لوحات فرائحية بهيجة احتفاء بالعيد الذي يمثل بالنسبة لهم مناسبة استثنائية يتغلبون من خلالها على الظروف التي تمر بها البلاد جراء العدوان والحصار وخصوصا أنهم من الشريحة الأكثر استهدافا من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم ، فعلى مدى أكثر من عامين ونصف سقط أكثر من ستة آلاف طفل وطفلة ما بين شهيد وجريح في مختلف المحافظات التي استهدفها طيران التحالف السلولي الإجرامي الغاشم .
مذابح ومجازر كان أطفال اليمن ضحيتها ووقودها وكان هذا الاستهداف ممنهجا وموجها من أجل إرهاب اليمنيين وإجبارهم على رفع الراية البيضاء وتمكين قوى الغزو والاحتلال من فرض سيطرتها وهيمنتها على اليمن الأرض والإنسان والتاريخ والحضارة ، هذه المجازر والمذابح التي تمثل انتهاكا صارخا للقوانين واللوائح والمواثيق الدولية تمارس علنا على مرأى ومسمع العالم أجمع بهيئاته ومنظماته الدولية والأممية وفي طليعتها تلك المعنية بحقوق الطفل والتي تتعامل مع جرائم العدوان ضد الطفولة في اليمن بحالة غير مسبوقة من التجاهل واللامبالاة وكأن أطفال اليمن خارج نطاق مسؤولياتها وخارج دائرة اهتماماتها كهيئات مهمتها الدفاع عن حقوق الطفل في مختلف بلدان العالم .
ولا أعلم ما الذي تنتظره هذه المنظمات والهيئات حتى تفيق من سباتها وتتحرر من انحيازها وانبطاحها للعدو السعودي حتى تتحرك ضمائرها الميتة وتنتصر للطفولة والإنسانية المستباحة من قبل أحفاد القردة والخنازير وتحالفهم الهمجي ؟! هل يعقل أن تكون كل تلكم الجرائم التي تستهدف الطفولة في اليمن غير معلومة ومعروفة لدى كل تلكم المنظمات التي تدعي زورا وبهتانا دفاعها عنهم ؟! كلنا ندرك بأن جرائم العدوان ضد الطفولة في بلادنا ملموسة ومحسوسة ومعلومة لدى العالم أجمع توثقها عدسات القنوات الفضائية وكاميرات أبطال الإعلام الحربي بالصوت والصورة ، ولكن الريالات والنفط السعودي عملت على تغييب الحقيقة وشراء الذمم وتجنيد كافة الهيئات والمنظمات الدولية والأممية الحقوقية والإنسانية للعمل لحساب المجرم السعودي على حساب الدم اليمني المسفوح ظلما وعدوانا والتي لم يستثن منها حتى الأطفال الذين يدفعون ثمن العربدة السعودية من يوم لآخر .
بالمختصر المفيد، جرائم الطفولة في اليمن تحمل من الفظاعة ما يستوجب على كل اليمنيين الشرفاء التحرك الجاد والمسؤول من أجل مواجهة التصعيد السعودي العدواني وتحالفهم العبري بتصعيد يمني على مستوى رفد الجبهات بالمقاتلين وقوافل المدد والعطاء والتحرك الجاد لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته وتعزيز روح الثبات والصمود ، وأنا على ثقة بأن الأرواح الطاهرة لأطفال اليمن التي أزهقت والدماء التي سفكت هي من ستعجل بالنصر وزوال آل سعود بإذن الله .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .