عاصفة الحزم التي نقضت غزلها
د.عادل الامين
الدول تشبه البشر…هناك أناس “محترمون” وأناس “غير محترمين” وكذلك الأمر هناك “دول محترمة” ودول “غير محترمة”…مثلا ما يحير أهل السويد والنرويج “الدول المحترمة ” كيف دول تدعي أنها ديمقراطية وحاكميتها للشعوب تدعم دول فاشية لها سجل قبيح في حقوق الإنسان وتشن حروباً غير مبررة ضد شعوب ودول أكثر ديمقراطية منها.. كما هي حرب عاصفة الحزم ..لاستعادة شرعية توافقية وليست شرعية شعبية لمرحلة استنفدت أغراضها ورئيس استقال بنفسه على رؤوس الأشهاد وهم يرون الملايين من الناس تخرج في العديد من المدن اليمنية ترفض هذه الوصاية الغبية والمبتذلة ..اليمنيون شعب حر.. نشيده الوطني (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا).
****
الحقيقة التي أوضح من الشمس دعونا نجرد الحساب بعد 850 يوما من العدوان على اليمن
1- دول الخليج ليست فيها ديمقراطية وصاحبة سجل قبيح في حقوق الإنسان.
2- مصر ناقصة الشرعية ولم يكن فيها برلمان.
3- السودان انتهت صلاحية البشير “المطارد دوليا “وفقا للمادة 57 من دستور السودان2005م.
4-جامعة الدول العربية مؤسسة فوقية لا تهتم بالشعوب وتتبع أهواء أمينها العام المصري “القومجي” وفقا لأهواء البعض من الحكام وليس أسس أخلاقية حقيقية.
5- الأمم المتحدة تخدم مصالح الدول الاستعمارية والامبريالية “امريكا -بريطانيا – فرنسا “بالفصل السابع وتدمر الدول وتشرد الشعوب دون مبرر… ولا تلتزم بإعمارها وفقاً للبند الثامن كما هو الحال في أفغانستان والصومال…..
*****
رسالة اليمن الحضارية
.اليمن كانت تحتاج اعتماد الدستور القائم ثم الانتخابات وهي مهمة الفترة الانتقالية الأخيرة والشعب يولي من يصلح والدول الاستعمارية سارت في اتجاه آخر تريد تولية “شخص” مستقيل وتخلى عن مسؤوليته وتصفر العداد . وفقا لصراع ايدلوجى عقيم يعم المنطقة وتدفع ثمنه الشعوب .وتدخل خارجي غير مفيد ويزيد الاحتقان..
أزمة اليمن الحقيقية عدم وجود مؤسسات ومؤسسية في إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والتنموية واهم مؤسسة تستقر الدول الحديثة بها هي المحكمة الدستورية العليا. كمرجعية لكافة النزعات الشخصية للقادة والدستوريين والسياسية للأحزاب وتفسير النصوص والاتفاقيات وبذلنا لليمنيين النصح الصحف ومواقع الانترنت منذ الربيع المأزوم 2011كما فعل المحجوب في الماضي ولم يستبينوا النصح إلا في ضحى الغد…واتسع الفتق على الراتق واليمنيون هم من نشر الاسلام الحقيقي القيمي في القارات الستة والعالم الجديد دون سيف أو جزية بأخلاقهم الحميدة و”القبيلة” والثقة التي أولاها لهم الرسول عبر أفضل الصحابة معاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما…
***
وكان يجب على من يحكمون السودان بالأهواء المغرضة والمدمرة الذين جلبوا العار للسودان والسودانيين من 1989 – 2016م ولا زالوا في طغيانهم يعمهون…
ان يكون في مستوى محمد احمد محجوب مهندس السلام في اليمن عام 1967م ومحاولة رأب الصدع لكن فاقد الشيء لا يعطيه…البشير رئيس دمر بلده وشوه رسالته الحضارية. ولا عهد له ولا ذمة ولا يلتزم بدستور السودان ..ماذا سيقدم للسعودية او اليمن وماذا سيضيف للسودانيين ؟؟؟غير مزيد من الآلام…..
لماذا لم يلتزم رئيس السودان ”البشير” الحياد الايجابي كما فعلت سلطنة عمان “المحترمة “؟؟ أو يرجع إلى مؤسسات الحزب والدولة حتى وإن كانت صورية ..حتى يحفظ ماء وجهه كما فعلت باكستان…..
بعدين لو القصة قروش نفط “لماذا فرط في جنوب السودان ليحصل على الدعم المالي من نفط الجنوب بكرامة ؟؟…ثم ماذا يفعل بالأموال أصلا رئيس حكم 27 سنة دون طائل وكان لديه موارده النفطية كاملة في بلد مساحته مليون ميل مربع مقارنة باليابان جزر صخرية مساحتها سدس السودان تتربع على عرش اقتصاد العالم.. كان السودانيون كالجنيه الاسترليني فيما بعد الاستقلال وعبر الحكومات الديمقراطية المنتخبة وحولهم البشير ورهطه المفسدون من الاخوان المسلمين.. الى شعب تائه وفاقد البوصلة ومنقسم في شطرين لا ظليل ولا يغني من اللهب..
وماذا يفعل رئيس مطارد دوليا في مجارات مصر والسعودية وكلاهما لا يحترمانه إطلاقا ولهم شواهد في إذلاله شخصيا في أذية بلد جديد يحب السودانيين عبر العصور ويقدر جهودهم في التعليم والإدارة والطبابة ويتسبب في مفاقمة أوضاع السودانيين فيه كما حدث في ليبيا ؟
كان من الأجدى أن يدخل هو والسودان في عزلة مجيدة ويتابع انتخاباته المضروبة ويلملم بقايا شعبه وأراضيه ويتصالح مع الشعب والمعارضة ومع الجنوبيين ودارفور والمنطقتين ويفعل الدستور والاتفاقيات.. ويتعامل مع اليمن بجدية ويقف على مسافة واحدة من الجميع كما فعل الأفذاذ والمحترمون من السودانيين عبر العصور في حل نزاعات اليمنيين وحقن دمائهم والسودان تاريخ مشهود في ذلك… واليمنيون يثقون في السودانيين عبر العصور-محمد احمد المحجوب-الديمقراطية في الميزان-
ويا ليت لو قدر له جمهور السعوديين ذلك في السوشال ميديا ” طلعوه نكتة ومسخرة في الواتساب …والانترنت.. وبسبب البشير خسرنا اليمنيين ولم يكسب البشير مصر والسعوديين يعني بالسوداني “فقد اليمنيين وما كسب السعوديين”… واصلو خسران شعبه منذ أمد بعيد…
فماذا يفيد الطاغية إذا ربح العالم وخسر شعبه؟؟!!…..
*كاتب سوداني