الثورة نت/..
ألتقى رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح اليوم، رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي لدى بلادنا ماريا انتونيا التي تزور اليمن حاليا للاطلاع على الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار.
وجرى خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس البعثة رامون بليكوا، استعراض العديد من القضايا وضرورة بذل الجهود من أجل إيقاف العدوان على اليمن والضغط من قِبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار مُلزم بإيقاف العدوان.
وفي اللقاء عبر رئيس الجمهورية الأسبق عن آمله في أن تمكن هذه الزيارة رئيسة البعثة من الوقوف عن قرب على النتائج الكارثية للعدوان على اليمن الذي ليس له أي مبرّر أو مسوّغ قانوني أو أخلاقي، وكذا حقيقة معاناة اليمنيين جراء تفشّي الأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا والسحايا وحمى الضنك، وشبح المجاعة التي تهدّد غالبية السكان والتي ستكون الأكبر كارثية وسوءاً على مستوى العالم.
وأشار إلى أن اليمنيين مهما اختلفوا فإنهم الأقدر على حل مشاكلهم بأنفسهم، بعيداً عن أي تدخّل خارجي.
وأكد أن اليمن يتعرّض لعدوان خارجي، وحصار جائر، وإصرار على إشعال الفتن والحروب الداخلية وتمويلها بالمال والسلاح، إلى جانب دعم وتمكين التنظيمات الإرهابية من السيطرة على كثير من المناطق وممارسة أعمال العنف والإرهاب فيها، بهدف تحويل اليمن إلى بؤرة للإرهاب سيستعصي القضاء عليها فيما لو استمرت دول العدوان في تمويله ودعمه بالمال والسلاح، في الوقت الذي تدّعي فيه أنها ضد الإرهاب.
كما عبر عن أمله في دول الإتحاد الأوروبي التي عانت من الإرهاب أن يكون لها موقف حازم لإرغام دول العدوان وبالذات السعودية بالكف عن دعم وتشجيع الإرهاب.
وقال” من الضروري أن يكون واضحاً بأن قرار وقف العدوان والحرب ليس بيد اليمنيين وإنما بيد من يقومون بالعدوان وبالذات السعودية وأمريكا، وأنه في حال توقف العدوان سيتمكن اليمنيون من الحوار فيما بينهم والوصول إلى حلول مُرضية للجميع”.
وأضاف” بقدر رفضنا للعدوان وإستعداد الشعب اليمني للتصدّي له ومواجهته، فإننا ننشد السلام، لأننا دُعاة سلام وليس لنا هدف سوى السلام، والشعب اليمني يرفض الإستسلام أو الخنوع أو الإملاءات مهما تحمّل من التضحيات”.
وأشار إلى أنه سبق وأن قدّم المؤتمر الشعبي العام وحلفائه -وهو شخصياً- عِدّة مبادرات لإيقاف العدوان وإحلال السلام, وآخرها مبادرة قُدّمت للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحادية، وأُحيطت بها علماً الأمم المتحدة، وأخيراً المبادرة التي قدّمها مجلس النواب السلطة التشريعية في البلاد، والتي يمكن للإتحاد الأوروبي الإستفادة منها جميعاً في جهوده المطلوب القيام بها من أجل إنهاء معاناة اليمنيين وإيقاف العدوان عليهم من نواحي إنسانية.
وثمّن عالياً جهود السفيرة ماريا انتونا ونائبها ريمون بليكوا وتعاطفهما مع الشعب اليمني، وإصرارهما على القيام بهذه الزيارة، خاصة وأن اليمنيين يعلّقون آمالاً كبيرة على الإتحاد الأوروبي الذي لاشك أن نتائج هذه الزيارة ستمكّن الإتحاد من معرفة طبيعة الأوضاع على حقيقتها وستجعله يتحرّك بشكل أكثر فاعلية وإيجابية ويمارس الضغط على السعودية من خلال الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لتكف عن غطرستها وتجبّرها على الشعب اليمني المسالم.
وأوضح رئيس المؤتمر الشعبي العام أنه لا توجد أي خلافات أو مشاكل لليمن مع الآخرين وبالذات مع الأشقاء في الأردن أو مصر أو السودان، أو الكويت والسعودية والإمارات، أو مع قطر أو جيبوتي وإرتيريا والسنغال حتى يتحالفوا على اليمن بهذه الوحشية التي لا تنم إلّا عن حقد دفين ونزعة إنتقام من الشعب اليمني الذي يكنْ لهم كل الإحترام والتقدير.
ولفت إلى أن تبرير النظام السعودي ومن تحالف معه في عدوانهم على اليمن أرضاً وإنساناً تحت مبرّر إعادة الشرعية تبرير خاطئ وغير منطقي.. وقال ” من يدّعي الشرعية انتهت شرعيته في 21فبراير 2014م، وحتى لو افترضنا أن ما سُمّي بمؤتمر حوار موفنبيك قد مدّد له سنة أخرى، فقد انتهت تلك الشرعية يوم 21 فبراير 2015م وهو اليوم الذي ترك هادي السلطة وفرّ هارباً من العاصمة صنعاء واتخذ النظام السعودي من هادي ومن معه مطيّة للعدوان”.
وفي اللقاء قدم رئيس الجمهورية الأسبق لرئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي ونائبها ثلاث صور لنماذج من ضحايا العدوان البربري.. وقال “هذه من ضحايا العدوان بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء وهذا طفل بصعدة آخر ضحية من أربعة أيام وهذه الفتاة بمديرية نهم، هذا نموذج لآلاف ضحايا جرائم العدوان “.
وأضاف” نحن نخاطب الإنسانية في العالم الذي يتحدث عن الإنسانية، أين الإنسانية من قتل الأطفال والنساء”.
من جانبها عبّرت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي عن سعادتها بهذه الزيارة، وحزنها العميق في نفس الوقت لما شاهدته من مظاهر الدمار والقتل الذي أحدثه العدوان، خاصة وأنها سبق وأن قامت بزيارة اليمن في عام 2003 وعام 2006م، وهو ما مكّنها من تقييم حجم الكارثة التي يتعرّض لها اليمن.
وعبرت عن تقديرها لما لمسته من مواقف إيجابية للمؤتمر الشعبي العام ورئيسه علي عبدالله صالح والتي ستنقلها إلى الإتحاد الأوروبي.. مؤكدة أن الإتحاد لن يدّخر جهداً في السعي للحدّ من معاناة اليمنيين وإيقاف العدوان عليهم، والعمل على مساعدة الشعب اليمني في الجوانب الإنسانية المُلحّة، وفي المجالات الأخرى.
وأكدت أن موقف الإتحاد الأوروبي واضح وجليّ بالنسبة لما يتعلّق بوضع ميناء الحديدة كميناء حيوي وهام، وضرورة الإلتزام بعدم المساس به مهما كانت المبررات، لأنه المنفذ الرئيسي لوصول الإمدادات الإنسانية وغيرها للشعب اليمني كافة، وكذلك موقف الإتحاد حول ضرورة فتح مطار صنعاء، وإيقاف العدوان بكل أشكاله ورفع الحصار..وقالت ” هذا الموقف سنبلّغه كل الدول المعنية.. وكذلك المسئولين المتواجدين في الرياض”.
سبأ