سلاح وموقف
زينب عبدالوهاب الشهاري
خرست الأفواه وطأطأت الرؤوس وخضعت الأنفس وسلمت أمرها للجلاد الذي استعبدها وأذاقها صنوف العذاب وألوان القهر والإذلال، فاعتادت على الخضوع والتسليم والإذعان ولم تتجرأ يوما أن تقول للجاني كفى ولم تحاول ولو لمرة أن تمنع أذاه وعاشت في المهانة ورضت بالخضوع وفوق كل ذلك مجدت وعظمت وقدست السفاح…
قمة الهوان… قمة الاستحقار والاستضعاف والخنوع… هكذا كان وللأسف ما زال حال الأمة العربية المؤلم والمأساوي…
وبين كل تلك الضعة ووسط ذلك الصمت المخزي والخضوع الشائن والاستسلام المهين… صدح صوت العزة عالياً فكسر ذلك الصمت وحطم ذلك الذل وسحق ذلك الاستسلام… صوت قذف الرعب في نفوس الأعداء وزلزل عروشهم… صوت أيقظ معاني الكرامة والإباء في النيام فاستفاقت النفوس من غفلتها ونفضت عنها غبار الخوف وأزالت عنها صدأ الاستكانة وصاحت في وجه الجاني بكل كبرياء وشموخ..
صرخة أدخلت الأبطال والأسود المزمجرة في صراع الكرامة والمصير والوجود مع أعدائها.
هي الصرخة الحسينية التي قالت لمن طغى وتكبر وقتل ودمر إن الله أقوى وأعظم وأكبر وأن هلاك الطغاة سيأتي على أيدي أولياء الله وهو مؤيدهم وناصرهم فالقوة والعزة لله ولعباده المؤمنين.
هي الصرخة الحسينية التي أرسلت وعود الموت لأمريكا وإسرائيل التي عاثت فسادا في الأرض وأرسلت صواريخ الموت على أجساد الأطفال وقهرت قلوب الأمهات وأجرت الدمع في مقل الشيوخ… فالموت لأمريكا التي هيمنت ولإسرائيل التي تجبرت.
الصرخة الحسينية التي لعنت اليهود الذين جرى في كتاب الله لعنهم، اليهود قتلة الأنبياء وأحفاد القردة والخنازير بؤرة الفساد ومصدر الإرهاب ومنبع الشر في العالم.
الصرخة الحسينية التي صدقت وعد الله فنصرت دينه على أيدي رجال الله.. رجال الحق وكان حقا على الله نصرهم، فالإسلام …الدين القويم… مخرج الناس من الظلمات إلى النور لا محالة منتصر وهذا وعد الله وسنته في الأرض ولينصرن الله من ينصره وسيشع نور الإسلام في الكون أجمع على أيدي رجال الله الصادقين.
هي منبع النور، سلاح البراءة من أعداء الله، مفتاح العزة، وصرخة الحق التي سنظل نرددها عبر الأزمان وعلى مدى الدهور:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام