الشخصية الاجتماعية المعروفة سلطان الباكري:


لقاء/ حمدي‮ ‬دوبلة * إبراهيم الأشموري –
‬الشيخ سلطان بن صالح بن أحمد الباكري‮ ‬من الشخصيات الاجتماعية المرموقة بمحافظة مارب كما أنه‮ ‬يعد دبلوماسياٍ‮ ‬مجيداٍ‮ ‬من خلال موقعه في‮ ‬رئاسة الجالية اليمنية بدولة الإمارات العربية المتحدة الباكري‮ ‬الذي‮ ‬تم تكريمه مؤخراٍ‮ ‬من قبل المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم ووزارة شئون المغتربين ارتبط اسمه مؤخراٍ‮ ‬بحل الكثير من المشكلات الاجتماعية ولعل ابرزها حادثة اختطاف عدد من الصحفيين من قبل عناصر مسلحة بمنطقة صرواح بمحافظة مارب والذي‮ ‬كان له الدور الحاسم والنهائي‮ ‬في‮ ‬إنهاء الاختطاف وعودة الصحفيين إلى اعمالهم وأهاليهم سالمين‮.. “‬الثورة‮” ‬حاولت من خلال اللقاء بهذه الشخصية الاجتماعية الهامة تسليط الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية الشائكة على مستوى محافظة مارب والتي‮ ‬باتت مؤخراٍ‮ ‬موضع نقد واستياء من قبل المواطنين في‮ ‬عموم الوطن جراء الاعتداءات التخريبية التي‮ ‬تتعرض لها ابراج الكهرباء وأنابيب النفط‮.‬

يمكن القول بأن الشيخ سلطان الباكري‮ ‬اجتمعت في‮ ‬شخصيته كثير من الصفات المشتركة بين رجل القبيلة المعارف بأصول وقيم واعراف القبيلة وبين رجل الدولة الدبلوماسي‮ ‬الحصيف من خلال موقعه رئيساٍ‮ ‬للجالية اليمنية بدولة الإمارات العربية المتحدة وعبر ما‮ ‬يقوم به من جهود على مستوى حل كثير من قضايا الاختطافات التي‮ ‬يقوم بها رجال القبائل ولعل ابرزها نجاح الوساطة التي‮ ‬قادها للأفراج عن الدبلوماسي‮ ‬السعودي‮ ‬سعيد المالكي‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬2011م والذي‮ ‬تعرض للاختطاف في‮ ‬صنعاء من قبل إحدى القبائل المجاورة للعاصمة صنعاء حيث نجح الشيخ الباكري‮ ‬في‮ ‬اطلاقه بسلام دون أي‮ ‬مقابل وكذلك نجاحه في‮ ‬الافراج عن الدبلوماسي‮ ‬الايطالي‮ “‬ليساندروا سيداود‮” ‬الذي‮ ‬كان مختطفاٍ‮ ‬في‮ ‬مارب دون مقابل كذلك وأخيراٍ‮ ‬النجاح الكبير الذي‮ ‬حققه الباكري‮ ‬في‮ ‬تأمين الأفراج عن الصحفيين المختطفين بمنطقة صرواح ودون مقابل أو تنازلات بعد أن فشلت‮ ‬8‮ ‬وساطات قبلية خلال العشرة الأيام التي‮ ‬ظل فيها الصحفيون محتجزين لدى إحدى قبائل صرواح بمارب على خلفية مطالب من الدولة‮.‬

القبيلة لا تتعارض مع الدولة
القبيلة الحقة كما‮ ‬يقول رئيس الجالية اليمنية في‮ ‬الإمارات سلطان الباكري‮ ‬لا تتعارض مع الدولة المدنية الحديثة التي‮ ‬تقوم على احترام القانون وتطبيقه على الجميع‮.‬
ويضيف الباكري‮ ‬بأن اخلاق وأعراف القبيلة الأصيلة تنبع أساساٍ‮ ‬من تعاليم الدين الحنيف الذي‮ ‬يحرم جرائم الاختطافات وكل الأعمال‮ ‬غير الحميدة الخارجة عن النظام والقانون وهذه المبادئ الأساسية من مرتكزات الدولة المدنية لذلك فإن القبيلة والدولة متعاضدين في‮ ‬تحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة بينها‮.‬
ويقول الشيخ الباكري‮ ‬بأن جرائم الاختطاف والاعتداء على ابراج الكهرباء وأنابيب النفط واستهداف المصالح العامة وغيرها من هذه الممارسات التخريبية التي‮ ‬انتشرت مؤخراٍ‮ ‬بمحافظة مارب‮ ‬غريبة على اعراف القبيلة وخصالها الحميدة مجل من‮ ‬يقوم على ارتكاب هذه الجرائم لا‮ ‬يمثلون القبيلة الحقة القائمة على المروءة والشهامة ومساعدة المحتاج واغاثة الملهوف فكيف بقبائل مارب وهي‮ ‬من تعتبر أصل القبيلة في‮ ‬اليمن وجزيرة العرب أن‮ ‬ينسب إلى أبنائها مثل هذه الأعمال التي‮ ‬يقوم بها البعض ولكن سيئاتها للأسف الشديد تعم أبناء مارب كلها وتشوه سمعة اليمن عموماٍ‮.‬

دوافع إنسانية
ويؤكد الشيخ سلطان الباكري‮ ‬بأن دوافعه في‮ ‬التوسط لإنهاء معاناة اختطاف الصحفيين بمارب وقبلها اختطاف الدبلوماسيين السعودي‮ ‬والايطالي‮ ‬كانت إنسانية بحتة‮.‬
ويضيف أولاٍ‮ ‬أحب أن أدين أصالة عن نفسي‮ ‬ونيابة عن أبناء الجالية اليمنية بدولة الإمارات العربية المتحدة وعن جميع قبائل مارب الشرفاء واليمن عامة جرائم الاختطاف التي‮ ‬لا تمت إلى قيمنا وعاداتنا وتعاليم ديننا بأية صلة ولا‮ ‬يمكن الرضاء أو السكوت عنها وعن من‮ ‬يقوم بها‮.‬
ويشير إلى أنه وبمجرد سماعه عن نبأ اختطاف صحفيين بمارب وكان في‮ ‬طريقه إلى نجران بالمملكة العربية السعودية لعلاج ولادته رجع عائداٍ‮ ‬إلى مارب وابلغت محافظ المحافظة الشيخ سلطان العرادة بنيني‮ ‬التوسط لحل القضية فأبدى ترحيبه وقدم الشكر وتمنى لي‮ ‬التوفيق لتبدأ محاولاتي‮ ‬المتكررة للوصول إلى الأشخاص الذين‮ ‬يحتجزون الصحفيين في‮ ‬شعب بعيد عن المنطقة وشددوا الحراسات عليه من كل الجوانب وبعد محاولات عديدة تمكنت من لقاء الخاطفين بجوار منزلهم حيث باشرت في‮ ‬تذكيرهم بقيم وخصال رجال القبائل الحقيقيين الذين لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يقوموا باحتجاز الأبرياء وترويع الأمنين وقطع الطرقات وبعد أخذ ورد استطعت‮ ‬اقناعهم واعادتهم إلى رشدهم ومالبثوا أن وافقوا على اطلاق سراحهم وتمكينهم من مرافقتي‮ ‬إلى العاصمة صنعاء حيث كان المحافظ العرادة في‮ ‬انتظارنا‮.‬
تكاتف الصحفيين
ويؤكد الشيخ سلطان الباكري‮ ‬بأن أكثر من مالفت انتباهه خلال محنة اختطاف الصحفيين هو موقف الصحفيين عموماٍ‮ ‬والذين ابدوا تكاتفاٍ‮ ‬قوياٍ‮ ‬وتضامناٍ‮ ‬جيداٍ‮ ‬مع زملائهم الذين عاشوا ظروفاٍ‮ ‬عصيبة وهو الموقف الذي‮ ‬تشكر عليه نقابة الصحفين وكل منتسبي‮ ‬مهنة الصحافة في‮ ‬اليمن كما كانت هذه الحادثة محل اهتمام ومتابعة كبار المسئولين في‮ ‬الدولة والحكومة حيث استقبلني‮ ‬نصر طه مصطفى مدير مكتب رئاسة الجمهورية بعد الأفراج عن الصحفين وثمن جهودي‮ ‬وابلغني‮ ‬شكر الأخ رئيس الجمهورية كما اتصل بي‮ ‬وزير الإعلام وكذلك وزير الداخلية كما استقبلني‮ ‬سعادة السفير أحمد علي‮ ‬عبدالله صالح سفير اليمن في‮ ‬الإمارات واثنى على جهودي‮ ‬في‮ ‬تأمين إطلاق سراح الصحفيين بحمد الله وتوفيقه‮.‬

قد يعجبك ايضا