جريمة شدا والغطاء الأممي
عبدالفتاح البنوس
مجلس الأمن يمنح دول العدوان الغطاء السياسي والعسكري للاستمرار في قتل الشعب اليمني، واستمرار الحصار والجريمة الوحشية للعدوان في سوق شعبي في شدا تعبير عن الوجه الحقيقي لمجلس الأمن، بهذه الكلمات علق ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام على الجريمة البشعة التي ارتكبها العدوان السعودي في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي في ليلة الثالث والعشرين من رمضان في حق المواطنين الأبرياء في السوق الشعبي بمديرية شدا بمحافظة صعدة الحدودية مع جارة السوء السعودية، حيث أسفر القصف السعودي للسوق عن سقوط عشرات المواطنين الأبرياء بين شهيد وجريح، في الوقت الذي جددت فيه مدفعية العدو السعودي قصفها لذات السوق مستهدفة المسعفين للحيلولة دون إنقاذ الجرحى، وانتشال جثث الشهداء، لضمان حصد أعلى نسبة من الضحايا لإشباع رغبتهم الجامحة في القتل والإجرام والوحشية التي يرتفع نفسها لدى هذا العدو الإجرامي عقب صدور أي قرارات أو بيانات من مجلس الأمن تنحاز لصف القتلة والمجرمين البغاة، وتدافع عنهم، وتهاجم فيها القوى الوطنية المدافعة عن الأرض والعرض، وهو ما يعتبره آل سعود وتحالفهم العبري بمثابة الضوء الأخضر الممنوح لهم لمواصلة القتل والخراب والدمار والتنكيل باليمن واليمنيين تحت ذرائع ومبررات واهية ومفضوحة ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق.
لم يكد يجف بيان مجلس الأمن الذي تقدمت به بريطانيا بعد إلا وقد أقدم السفاح السعودي ومن معه من الأرجاس الأنجاس على استهداف مواطنين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل كانوا يرتادون السوق الشعبية بمديرية شدا، في تأكيد جديد على النفسيات المريضة والمأزومة والحاقدة التي يمتلكها هؤلاء الهمج الرعاع عبيد أمريكا وإسرائيل والتي تدفعهم إلى اللجوء لارتكاب المجازر والمذابح في حق المدنيين الأبرياء في الأسواق والمساجد وصالات الأفراح والعزاء وفي مخيمات النازحين والمستشفيات والوحدات الصحية وفي الطرقات والأماكن العامة والحدائق والمتنفسات، وكل ذلك للتغطية على فشلهم وهزائمهم وانتكاساتهم والضربات الموجعة التي يتلقونها، والخسائر الفادحة التي يتكبدونها يوميا منذ بداية العدوان وحتى اليوم، قصفوا سوق مستبأ وسوق حلقة نهم وسوق المواشي في لحج وغيرها من الأسواق والتي لن يكون آخرها السوق الشعبي بشدا، والحصيلة مجازر وحشية في حق المدنيين يندى لها جبين الإنسانية، وعقب كل جريمة ومذبحة نشاهد الصمت الدولي المطبق وكأنه لا يعنيهم الأمر، وعندما يأتي رد أبطال القوة الصاروخية اليمنية على هذه المجازر باستهداف المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية داخل العمق السعودية، يخرج المجتمع الدولي من حالة الصمت ويبدأ بالإدانة والاستنكار، وكأنه لا يحق لنا الدفاع عن أنفسنا والرد على جرائم آل سعود التي حتى اللحظة لم يعترف المجتمع الدولي المنافق المرتزق بأنهم يرتكبونها أو أن هنالك عدواناً يشن على اليمن أصلاً.
بالمختصر المفيد جريمة سوق شدا بكل وحشيتها وإجرامها هي انعكاس للدعم والإسناد والغطاء الدولي والأممي الممنوح للكيان السعودي، حتى وإن خرج علينا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتصريحات يدعو فيها إلى تشكيل لجنة تحقيق في الجريمة، وإن كنت أشك في قيامه بذلك، فلن يكون ذلك غير إبرة مسكنة تمتص غضب الشارع اليمني والأحرار في هذا العالم الخانع والخاضع للهيمنة الأمريكية والطامع في الأموال والثروات السعودية والخليجية، تماماً كما كان يعمل سلفه بان كي مون فكم شكلت من لجان تحقيق شكلية ولم نلمس لها أي أثر أو نتيجة، بل إن بعض هذه اللجان لم تشكل أصلا وكانت عبارة عن استهلاك إعلامي وتزييف الوعي الجمعي، ومحاولات مكشوفة ومفضوحة لإدعاء الحياد وعدم الانحياز، في الوقت الذي تمثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الشركاء الأكثر فاعلية في هذا العدوان واستمرار المجازر والمذابح السعودية اليهودية التي يرتكبها قرن الشيطان في حق أبناء يمن الحكمة والإيمان.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.