المرتبات من جديد.. المحاولات المستميتة لجعلها (ورقة سياسية)
عامر محمد الفايق
عمل العدوان منذ بدايته على طرق عدة جوانب اقتصادية تؤثر على هذا الشعب.. فكان إلى جانب العدوان غير المبرر وما يحتويه من حروب نفسية واعلامية وسياسية ومادية يركز على الداخل .. وكل مؤسسات الدولة وموظفيها فلعب بورقة الرواتب ليسقطها تحت سطوته وظلمه وعدوانه .
لازلنا نذكر قبل ثورة 21 سبتمبر تصريحات المالية والوزراء بعجز دفع مرتبات الموظفين وإعلان الحكومة رفع اسعار المشتقات النفطية وبحسب الادعاء بعدم قدرة الدولة على دفع المرتبات مالم ترتفع الاسعار..
ارتفعت الاسعار حقيقة ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن وكل السلع وكل العملات العربية والاجنبية ولازالت في تصاعد مستمر .. لكن بالميزان الاقتصادي أين ما يقابلها من ايرادات واين تحصل وكيف تنفق وعلى أي اساس أو مرجعية قانونية ودستورية..؟!
لقد نقل البنك من العاصمة صنعاء إلى العاصمة الاقتصادية عدن والمحافظات الإيرادية مارب, شبوة, عدن, وحضرموت لازالت تحت سيطرة ما يسمى بالحكومة الشرعية وبحسب زعم هذه الحكومة والرئيس الذي يدعي الشرعية تجبى أو يجبى كل إيراداتها لخزينة هذه الحكومة..!!
إن موظفي الدولة تتحمل مرتباتهم هذه الجهة التي توصف بالشرعية… لسبب بسيط لأنك يامن تدعي الشرعية تحصل ايرادات اكثر من 70 % من ايرادات الدولة.. لذا يجب عليك جبراً وقسراً تسليم مرتبات الموظفون حتى لو عمل هؤلاء الموظفون مع الشيطان شخصياً.. لكن ماذا عملنا تجاه ضرورة الجبر والقسر هذه.. لا شيء!!
لماذا يتم تحميل الموظفين ومرتباتهم المسؤولية .. نستطيع أن نجيب بسهولة واي شخص يستطيع ان يعطي نفس الجواب.. العدوان كان ولازال يعول على مرتبات الموظفين والموظفين أن يعملوا مع العدوان على اليمن كعملاء ومرتزقة ليحقق العدوان اهدافا له.. هذه واحدة..!!
لكن العدوان يلعب بهذه الورقة وهي في الحقيقة ليست ورقة سياسية حتى نسمح ونسكت عن التلاعب بها لأن مسألة المرتبات لا تتدخل في أي حروب أو نزاعات ولم تستخدم في أي نزاعات حتى اليوم لترجيح كفة على اخرى في ملعب السياسة إلا إذا كانت الخطة استبدال كل موظفي الدولة بموظفين جدد!!.. هذه خطيرة..!! وهذه الثانية..!!
إذن السماح باستمرار الضغط على موظفي الدولة حول مرتباتهم ومصدر رزقهم خيانة بل جريمة تمس بالوحدة الوطنية.. ونستغرب انعدام الوعي عند البعض بهذه النقطة..!!
المرتبات حق وحق واضح معلوم مرفوض التفاوض حولها من قبل أي جهة داخلية سواء مع المجلس السياسي أو مع ما يسمى الشرعية أو مع دول العدوان .. أو أن تطرح هذه القضية من قبل منظمة الأمم المتحدة..!!
يجب أن نعترف بخطأنا منذ البداية عند القبول بالتزام طرف الشرعية أمام الأمم المتحدة بتسليم مرتبات الموظفين لأنها كانت غلطة وضعف بصيرة..!!
لكن نقول.. بعد تقديم الشكر والامتنان لكافة موظفي الدولة على صمودهم وصبرهم لازال بالإمكان عمل اشياء عديدة لتدارك هذا الخطأ والسير للأمام نحو اعادة كرامة الموظف الممتهنة والمظلومة من قبل حكومة غير مشروع اجراءاتها في كل القواعد الحاكمة لتحصيل حقوقه..
إن من هذه الإجراءات المقبولة والمعقولة بل الواجبة تحذير الشرعية المزعومة باستخدام القوة ونقولها بصراحة بالقوة, لماذا لأنها حقوق مفروضة تمس الوحدة.. وباستخدام القوة ضد الشرعية هذه ستخضع هذه الجماعة الشيطانية لأي عملية سياسية مستقبلية ولا يجب ان نسمح بخلط الأوراق مرة أخرى وادخال المرتبات واستخدامها كورقة سياسية للعدوان واستخدامها كإحدى ادواته..
أليس الآن الألعوبة ولد الشيخ يدخل ويخضع المرتبات مقابل محافظة الحديدة.. يعني هذا أننا في الطرف المقابل المواجه للعدوان متأخرون للخلف خطوات (خطوتين تحديداً) والعدوان وادواته الأممية وما تسمى بالشرعية يتقدمون خطوتين جريئتين غير منطقيتين وغير معقولتين وغير ممكن ان تكونا مقبولتين..!!
ليس إلا استخدام القوة بـ(انواعها) ستجعلنا نستعيد خطوة.. كيف يمكن أو يسمح أن يتسلم موظفو المحافظات التي تسيطر عليها هذه الشرعية مرتباتهم بينما اغلبية موظفي الدولة بلا مرتبات..!!
إن موضوع المرتبات قضية خطيرة وابعادها السياسية مخيفة ومهولة لا يجب الصمت والسير بالتوازي مع سياسة العدوان بتفنيد رغبة موظفي الدولة لمرتباتهم عبر وسائل الإعلام وبأنهم مقابل مساومتهم بمحافظة الحديدة أو بأن موظفي الدولة لا يهمهم انقطاعها مقابل التخلي عن محافظة.. اكرر هنا.. هذه خطوة للخلف للصامدين في مقابل خطوتين للأمام للعدوان وأدواته..
ايضاً لا نكتفي عبر وسائلنا الإعلامية بتعميتنا غير المقصودة بالاكتفاء ببث الرسالة الاعلامية التي تقول من حق الموظفين المطالبة بحقوقهم أو حتى دعم مسيرات لموظفي الدولة للمطالبة بمرتباتهم امام مقر منظمة الأمم المتحدة, وكأن موظفي الدولة ليسوا آباء وإخوة وأقرباء المجاهدين في الجبهات..!!
لقد اصبح موظفو الدولة يشعرون بأنهم أتوا من كوكب آخر وليسوا يمنيين وهم الصمود نفسه أمام هذا العدوان على اليمن..!!
إن هذا هو الهدف الذي يريد أن يحققه العدوان أن يفصل موظفي الدولة والقوات المسلحة والأمن عن ما يجري من عدوان على اليمن كافة.. وأحذر وأكرر هذا هو هدف العدوان لينتقل لخطوة ثالثة بعد ميناء الحديدة.. ستأتي خطوة رابعة وخامسة .. إلخ يستخدم فيها العدوان موظفي الدولة بطريقة غير الطريقة التي يتوقعها بعض قيادات انصار الله والمؤتمر واقول هذا وانا واثق كل الثقة ستكون الطريقة غير طريقة العمالة أو الثورة أو ايقاف العمل بمؤسسات الدولة.. أحذر ولا اخوف من موظفي الدولة ولا أحمل أو أعادي موظفي الدولة بل ستكون طريقة مقبولة..
أناشد العقلاء في انصار الله والمؤتمر يجب أن لا نسمح بحدوث ذلك كله ونتعب انفسنا بتجهيز ردود لاحتمالات سلوك موظفي الدولة والقوات المسلحة والأمن.. لا .. هذا لا يجوز ..هذا ليس مكافأة لصمودهم هذا انغلاق وانكفاء على الذات ونكران لوجودهم..
يجب التلويح ضد ما تسمى بالشرعية باستخدام القوة لسبب قطع مرتبات الموظفين من قبل الجهات المسماة بالشرعية في الداخل وتهميش دور منظمة الامم المتحدة في هذه القضية, أما ما سيبدو بعدها فلن يكون إلا سيرا في خطوات امامية نحو مواصلة طريق الصمود نحو النصر ان شاء الله..