أمير المؤمنين “ترامب”
أحمد يحيى الديلمي
ها هو النظام السعودي قد وصل إلى حالة مزرية من التبلد والسقوط بأن ترجم الرغبة الأمريكية أو القسط الأكبر منها بتنفيذ الالتزامات التي قطعها على نفسه للرئيس الأمريكي “ترامب” من خلال محمد بن سلمان وذلك بتأصيل وجود أمريكا غير الطبيعي في المنطقة ، والتمهيد لتوقيع عقد الزواج النهائي مع دولة الكيان الصهيوني فبعد أيام يجتمع قادة من العرب والمسلمين في ما يسمى بقمة الرياض لمبايعة ترامب كأمير للمؤمنين ، سيبايعونه على السمع والطاعة ويؤيدون هذه المبايعة بفتوى دينية من علماء الإفك ، تُدمغ بخاتم دار الإفتاء السعودي وهذه الأخيرة لن تقصر ستعزز الفتوى بعدة أحاديث مفبركة ومنها “أسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشي” طبعاً التسمية ليست من عندي وإنما أطلقها فضيلة العلامة مفتي الجمهورية شمس الدين شرف الدين في خطبة الجمعة ونقلتها عنه لأنها فعلاً تترجم الواقع .
إنها قمة المهزلة ” ترامب ” الذي ظل الإسلام شغله الشاغل خلال فترة الدعاية الانتخابية ولا يزال يصر على نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة ، غدا أميراً للمؤمنين ، إلى أين النهاية يا آل سعود ، “ترامب” واجب الطاعة من قبل عامة المسلمين ، هذه الخطوة كشفت المستور وفضحت دوافع الحرب المدمرة التي تشنها السعودية على اليمن والحروب الممولة سعودياً في سوريا ًوالعراق وليبيا ، أكثر من (17) رئيس دولة سيحتشدون في الرياض لإعلان البيعة المطلقة ، استشعاراً للمسؤولية تجاه أمريكا الدولة العظمى ، وخدمة للرئيس الأمريكي “ترامب” الذي لا يجد فرصة دون أن يشنع بالإسلام ويكيل إليه التهم الجزافية ، ها هم القادة العرب والمسلمون يمنحونه الصلاحية الكاملة لاقتطاع حق الحماية التي نادى بها وهدد بأخذها بالقوة ، وهو ما سيحدث فعلاً ، سيأخذ ما يريد دون الحاجة إلى مؤاذنة القادة المعنيين ، فكل بند وكل رصيد بات مفتوحاً أمامه ، خاصة وإن المنافس الوحيد له وهو “رجب طيب أردوغان” الذي لا شك أنه قد بارك الخطوة ، وسيكون أول من سيعلن البيعة لهذا الأمير الجديد ، غير قادر حتى على الاعتراض الشفهي ، ناهيك عن الإفصاح عنه .
ألم أقل لكم أنها قمة المهزلة!! تُنبى عن تطورات رهيبة تكشف مدى السقوط الذي انحدر إليه الوضع العربي والإسلامي ، وما رافقه من انهيار في القيم والأخلاق والمبادئ ببعديها الوطني والديني ، وهو ما يؤكد أن قادة هذه الدول فقدوا بوصلة التفكير السليم وبلغوا حالة مزرية من التردي والانقياد والخنوع ، فالسعودية بالذات وهي الخاطبة في هذه الزفة لا يهمُها إلا توفر شروط هيمنتها على “تل أبيب” القرار في عدد من الدول العربية والإسلامية وأهمها “اليمن” لا يهمها الطرف المعني بضمان هذه الشروط ، ولا تهتم أبداً بالتداعيات التي ستترتب على مثل هذه الأعمال ، وهذا هو الطبعُ الذي تربى عليه النظام السعودي بأن يسخر كل شيء وأن يتوسع على حساب كل شيء ، فكم من المجازر البشرية اقترفها المؤسس الأول لهذه الدولة؟ ومن خلالها تسنى لها التوسع وقضم أراضي الدول المجاورة لتأسيس مملكته ذات البعد الانتقامي من كل ما هو عربي وإسلامي ، ولذلك سقط هذا النظام في وحل اليمن وانغمس في دماء اليمنيين بلا رحمة متنكراً لكل القيم والأخلاق والمبادئ التي تؤلف بين الشعبين الشقيقين .
أيها العرب .. أفيقوا .. قبل أن نسمع بأن “ترامب” تولى غسل الكعبة وأشرف بنفسه على أداء فريضة الحج وفق الرؤية الأمريكية ، ببعدها الإسرائيلي وأفقها الانتهازي ، إننا لا نستبعد أن يقدم هذا النظام على أي شيء بعد أن تمادى في الغي ويصر على استمرار العدوان وتدمير الدول العربية باختلاق أعذار ومبررات وهمية مثل ما يقول عن الخطر الإيراني وغيره ، فقد استطاع هذا النظام أن يحرف بوصلة النضال ويجعل من العدو الحقيقي صديقا حميما.
اللهم نسألك النجاة من هذه المؤامرات الدنيئة.. وأن تنصر جندك وتعز دينك.. إنك على ما تشاء قدير.. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..