> د/أحمد عبدالملك : وسيلة دفاع لا يقل تأثيرها عن قوة السلاح
> د/ أحمد الشامي: التكافل عامل مهم لتعزيز صمود الشعب
استطلاع/ حميد حسين القطواني
حينما أصرت القوى الاستكبارية على أن تجعل من رغيف الخبر مفتاحاً للعبور وسلاحاً لكسر إرادة اليمنيين، بعد أن عجرت عن تحقيق ذلك عسكرياً كان حري بشعبنا الصابر أن يحد من خطورة تلك المؤامرة ويزيل آثار ذلك المكر عبر سلوك حضاري يكون أكثر نفعاً بثقافة مجتمعية محكمة الإخاء ومترابطة البناء تجعل المجتمع اليمني أكثر ترابطاً وتماسكاً ومودة، حيث أن إحياء مبدأ التكافل الاجتماعي يقي المجتمع من المخاطر والسلبيات ويقلل من آثار العدوان والحصار بالإضافة إلى كونه سلاحاً ناجعاً نردع به ذلك العدو المتغطرس.
هذا ما أكده عدد من الأكاديميين والمثقفين فإلى الحصيلة:
في البداية تحدث الدكتور/ أحمد عبدالملك حميد الدين – أستاذ القانون بجامعة صنعاء قائلاً: التكافل الاجتماعي قيمة إسلامية وإنسانية في الظروف العادية فما بالنا ونحن نعيش ظروف حرب وعدوان علينا جميعاً تستهدف حياتنا، وقد استنفدت الحرب قدرتها العسكرية بكل امكانياتها وتحالفها العالمي في مواجهة شعب صامد ليس له إلا اعتباره وتاريخه في مواجهة أي عدوان خارجي ولهذا فإن العدوان لجأ إلى وسائل علها تحدث شرخاً في هذا الصمود وتجعل الشعب مستسلماً في معركته الاقتصادية الأمر الذي يجعل من التكافل الاجتماعي وسيلة دفاع تفوق الرصاص والصواريخ التي ردعنا بها ذلك العدوان ولهذا فإننا مطالبون جميعاً بالنظر إلى بعضنا البعض ومن له فضل من طعام أو مسكن فليعطه من لا فضل له.
وأضاف قائلاً: في رأيي أن التكافل الاجتماعي بالرغم من أنه ينشط في صورته الفردية لكنه أنفع وانجع حينما ينظم في عمل مؤسسي وتتبناه السلطة في صورة حازمة وحاسمة فيصل نفعه إلى مستحقيه في المحافظة على الجبهة الداخلية وللاستفادة منه يجب الاهتمام بالواجبات المالية كالزكاة والضرائب والرسوم التي نظن أنها منبع إيرادي كبيراً يمتاز بعنصر الاجبارية ويؤدي دوراً كبير في التكافل الاجتماعي، وأصبحت في نظرنا هذه الواجبات المدنية التي فرضها المشرع اليمني على من يقدر في مصلحة من لا يقدر، أصبحت واجبات شرعية ودينية ويستحقها المحتاج فوراً وليس على التراضي.
فيجب على السلطة استنفار قوتها وإجبار المقتدرين على استيفاء هذه الواجبات وصرفها للمستحقين وخصوصاً الموظفين الذين ليس لهم دخل غير مرتباتهم مما يؤثر على مواصلة سير خدمات المرافق الإدارية ودورها في استقرار الجبهة الداخلية وإظهار الدولة كصاحبة سيادة وهذا كله يؤدي إلى صمود الحكومة والشعب على السواء .
من جهته تحدث الدكتور / صالح أحمد الحماسي – نائب عميد كلية التجارة والاقتصاد لشؤون الطلاب قائلاً:
– خلق الله البشر وساواهم دون تمييز لذاتهم بسبب العرق أو اللون أو اللغة إلا بالتقوى ،ووهب كلاً منهم قدرات محددة في مجال معين، ومّيز غيره عنه في مجال آخر، فأعطى كل فرد موهبة وقدرة، ووزع حاجات الناس بينهم فجعل منا المزارع، والطبيب، والأستاذ والجندي، والعالم، والقاضي، والمهندس…الخ؛، فكل واحد محتاج للآخرين لتلبية الحاجات التي وهب الله مهنتها لغيره، فلا يستكفي بنفسه، وحتم علينا أن نحرص على الآخرين لنستفيد من خدماتهم لنا في ما لا نستطيع عمله، وعندما يقوم كل منا بخدمة الآخرين في مجاله فهذا يعني أن الجميع يتكاملون، أي أن كل واحد يكمل الآخر، ونضطر للحفاظ على تضامننا وتعاوننا مع بعضنا، وهذا هو جوهر مصطلح التكافل، الذي يعني التضامن بين الأفراد والجماعات لاتخاذ مواقف ايجابية ،فتصبح الجماعة كفيلة للفرد، والفرد يؤازر الجماعة لدفع الضرر عنهم، وينمو الترابط بين الجميع لارتباط مصالحهم بتكافلهم، فيسعون إلى دفع الضرر عن بعضهم، ويقوم كل فرد بواجباته نحو الآخرين دون تقصير.التكافل أساس بناء المجتمعات وسر نهضة الأمم سواء في الماضي أو الحاضر ،والتجربتان اليابانية والماليزية خير مثال لدور التكافل في نهضة البلدان وبه تتجاوز الأمم مشاكلها وتواجه الأضرار التي تهددها .
مساعدة المحتاجين
وأضاف قائلاً: قد يكون التكافل اجتماعيا أو اقتصاديا، او سياسيا وغيرها من أنواع التكافل.
فالتكافل الاجتماعي يعني مد يد المساعدة للمحتاج دونما انتظار لمقابل، بل يعتبره واجباً عليه ولا يريد عليه جزاء ولا شكورا، مثل مساعدة الغني للفقير ، والعالم للجاهل، والقوي للضعيف وهكذا،.
ولكن الله لا يضيع عنده اجر أي عمل، فإذا ما تعززت ثقة الفرد بالله فإنه يثق أن ما يقدمه لغيره سيكون له جزاء من الله، حتى تستمر خدمات الفرد للآخرين، ذلك لأن الله تعالى حريص على عباده فيسخر لهم الشخص الخدوم، ولهذا فإن الله يخلف عليه حتى لا تنقطع خدماته عن عباد الله.
وعندما نتدبر آيات الله حول مضاعفة الرزق للمنفقين وتفسيري العملي لمضاعفة رزق المنفقين الذي ذكره الله في آيات الأنفاق، هو ان المنفق يعطي من ينفق عليهم رزقهم الذي كتبه الله لهم، وبالتالي وما دام الله كفيلاً برزق عباده فكلما كان الانفاق أكثر كلما كان العوض أكثر ،لأنه رزق الآخرين يرسله الله عبر الشخص المنفق.
وقد شدد الإسلام على قيم الوفاء والإخلاص والإيثار والتعاون وقيم الاحترام وفقه المعاملات لتهذيب وتوجيه سلوكيات الأفراد والجماعات في علاقتهم وتعاملاتهم ببعضهم، وشرع الله حقوقا للجماعة على الفرد ففرضت الزكاة على الغني للفقير، ورعاية المحتاج على القادر، والصدقة والاعانة والوقف والوصية غيرها، كأدوات عملية لممارسة التكافل كسلوك وليس فقط كمفهوم مجرد يصعب تطبيقه.
وحتى المفاهيم التي فرضتها ثقافة المجتمع مثلما يسمى بـ (الغرم)، والذي يتحمل فيه كل فرد في الجماعة قسطا لإعانة المحتاج، أو الغارم، أو المسكين أو أي شخص من الجماعة تعرض لكارثة أو فاقة لا يستطيع تحملها لوحده، مثل المرض أو فقدان أمواله أو فقدان العائل.
فالتكافل في الإسلام اعم واشمل من مجرد توفير الأمور الضرورية والحيوية لفئات الفقراء والضعفاء والمحتاجين، بل يشمل الارتباط بين الأفراد وأنفسهم وبين الفرد والأسرة والأسرة بالمجتمع، وتنمية عقيدة المسلم وأخلاقه، وتنظيم المعاملات المالية والعلاقات الاجتماعية.
التكافل المعيشي
أما التكافل الاقتصادي فإنه يعني تعاون الجميع للمحافظة على الثروات العامة للأمة، والثروات الخاصة بالأفراد أو الجماعات. وحرص الإسلام على تربية الفرد على قيم الأمانة والصدق في المعاملة والقسط في الانفاق ومنع التبذير والغش في المعاملات، والاحتكار والتطفيف،وصولا إلى الحجر على السفهاء الذين قد يسيئون استخدام الثروات ضد أنفسهم أو ضد غيرهم، وجعل في أموال الأفراد حقوقاً للآخرين كأفراد مثل السائل والمحروم ، فوضع أجرا عظيما على الصدقات والأنفاق والوصايا والأوقاف، وفرض واجبات للمجتمع مثل الزكاة المفروضة على الغني لتغطية مصادرها المحددة بالقران، وشدد على التكافل المعيشي الذي يلزم المجتمع بالاهتمام بتوفير لوازم معيشة الفقراء والمحتاجين من أيتام وأمراض وذوي الاحتياجات الخاصة والطفل العاجز ،بما يضمن حياة كريمة لهم.
التكافل السياسي
ويضيف قائلاً : التكافل السياسي يعني تعاون الجميع في توجيه السياسة العامة والحرص على المشاركة الفاعلة بالرأي والعمل، بما يجعل الفرد عنصرا بناء في سياسة البلاد، من خلال القيام بواجباته ودفع التزاماته من ضرائب، وقيمة خدمات، والحفاظ على المال العام والرقابة عليه، والمطالبة بحقوقه وفق الأطر والقوانين النافذة. وبالتالي فإن قيام الفرد والجماعة بالمشاركة الايجابية الفاعلة تمثل التكافل السياسي السليم الذي يجعل من قرار الفرد ملزما أحيانا للمجتمع مالم يتعارض مع مصلحة المجتمع، وخير دليل على ذلك الإجارة ، فإذا أجار رجل مسلم رجلا وأعطاه الأمان فتلتزم به الدولة إلا إذا اقتضت مصلحة البلاد غير ذلك.
وهكذا فكلما كان الفرد أكثر خدمة للمجتمع كلما كان أكثر فعالية في بناء الأمة وخدمة سياستها العامة،
وعندما يصبح التكافل ثقافة مجتمعية تستطيع البلاد تجاوز المشاكل والأزمات وتنهض بسرعة، وتنمو ثرواتها بمتوالية هندسية مهما كانت المخاطر والتحديات.
خطر كارثي
وما تتعرض له اليمن من عدوان غاشم يحتم على الجميع زيادة التكافل الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي والثقافي بين أفراد المجتمع لمواجهة الخطر الكارثي الكبير الذي يهدد بنية المجتمع، ومقومات الدولة وثرواتنا البشرية والمادية والفكرية.
وعلى الجميع توحيد الجهود، والروابط بين الأفراد، والجماعات والمكونات المختلفة للمجتمع، حتى نحفاظ على النسيج الاجتماعي بمحاربة الدعوات المثيرة للنعرات الطائفية، أو الطبقية، أو المذهبية التي تهدف إلى سلخ الفرد من الأسرة، وخلق العداء بين الأقارب من خلال التبعية الخا?ئة أو الشراء المالي.
ولمجابهة الخطر فإننا بحاجة إلى مزيد من التكافل،التكافل الاجتماعي، والسياسي والاقتصادي والأخلاقي وغيرها ، للتخفيف من أضرار العدوان ومنع أثارها السلبية على الصعيدين الفردي والجماعي، من خلال رعاية مصالح بعضنا، وتلبية احتياجات من حولنا لنمنع خطر المغرر بهم أو شرائهم نتيجة لحاجتهم، التي يتحولون بعدها إلى مرتزقة أو مجرمين مفسدين كنتيجة للعدوان والحصار الغاشم.
وعلى الجميع أن يدركوا أن ضعف التكافل يعني ازدياد الأضرار الناتجة عن ازدياد معدلات الفقر والبطالة، والتي تعتبر بيئة خصبة لانتشار الجريمة نظرا للجوء المحتاجين لتلبية احتياجاتهم بممارسات سلبية تضر بالأفراد والجماعات والمجتمع ككل،كالسرقة والاحتيال والتزوير والانحرافات، والتشرد وغيرها، وهذا يعني ان يصبح كل فرد في المجتمع معرضاً هو أو اقرب الناس إليه إلى الانزلاق لممارسة أي سلبية، أو قد تتم سرقته أو الاحتيال عليه أو الإساءة إليه بسبب تفشي هذه السلوكيات السلبية.
ويبقى بمقدور المجتمع أن يحد من السلبيات عن طريق التكافل، ودعم المحتاجين بدءا من الأقربين و الأسرة وحتى يعم التكافل المجتمع كله،وتسد حاجات المجتمع، كما حدث في عهد عمر بن عبدالعزيز الذي تقلص عدد المعوزين إلى الحد الأدنى كما ترويه كتب التاريخ.
يقول الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان “الآية2 المائدة، “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ” الآية 9 الحشر صدق الله العظيم.
* من جانبه تحدث الدكتور أحمد الشامي عن هذا الموضوع قائلا:
– من العوامل المهمة لتعزيز صمود الشعب اليمني في مواجهة هذا العدوان الظالم هو ترسيخ مبدأ التعاون والتكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع وهو مبدأ فطري وإيماني ربى الإسلام العظيم أبناء الأمة عليه فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حريصا على ترسيخ روح التعاون بين أبناء المجتمع وأن لا يستخفوا ولو بالقليل الذي يجودون به، فالقليل إلى جوار القليل يصبح كثيرا وبالذات عندما يصبح التعاون ظاهرة اجتماعية يقول الله سبحانه وتعالى: (الَّذينَ يَلمِزونَ المُطَّوِّعينَ مِنَ المُؤمِنينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذينَ لا يَجِدونَ إِلّا جُهدَهُم فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ). لشدة اهتمام القرآن الكريم بتربية الناس على التعاون والبذل في سبيل الله حتى بأقل قليل لديهم، وذلك عندما جاء بعض الناس بصدقة قليلة أي قليل من التمر أو قليل من الحب سخر منه رجل آخر، ما أثر سخرية ذلك من هذا المنفق أو “المتصدق المسكين” الذي لم يُقدم إلاَّ هذا المقدار البسيط ولا يمتلك شيء غيره يقدمه.
إذا سخرت مني عندما أقدم شيئا بسيطا فأنا من سأتحاشى أن لا أقدم شيئا والعشرات من أمثالي كذلك، فتحَول دون مبلغ كبير من المال، أو كمية كبيرة من مواد عينية في مجال الإنفاق في سبيل الله، أو التعاون في كافة المجالات.
لذلك كانت تلك السخرية هي أسلوب من قد تحوُل سخريته دون الكثير، الكثير من التعاون من تعاون الفقراء.
ويضيف الدكتور قائلا: التعاون قضية مهمة فقال تعالى : (فَيَسخَرونَ مِنهُم سَخِرَ اللَّهُ مِنهُم وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ) فربانا القرآن الكريم على الاهتمام بالمجتمع وحمايته والحفاظ عليه من التمزق ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحمل روحا عالية، كان لديه اهتمام كبير بأمر الدين وكذلك بـأمر الناس كان يحمل روحا تشعر بمسؤولية عليا.
عن ابن جرير بن عبدالله البجلي عن أبيه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفر من مضر بهم حاجة وضر شديد فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ (يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا) ثم قال : (.ليتصدق الرجل من ديناره ليتصدق الرجل من درهمه, ليتصدق الرجل من بره، ليتصدق الرجل من شعيره، ليتصدق الرجل من تمره), قال: فجاء رجل بشيء في كفه فوضعه في كف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هو يستبشر ويتهلل لذلك، ثم تتابع الناس حتى رأينا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كومين من طعام ومن ثياب،ٍ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(( من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.
يعكس حالة الطمأنينة
الأستاذ عبدالله العلوي موجه تربوي تحدث في هذا الموضوع قائلاً: التكافل الاجتماعي ضرورة ملحة في الوقت الراهن لما يمثله من سلاح رادع يفقد العدو توازنه وأيضا يعكس حالة الطمأنينة التي تسود المجتمع رغم الهزات العظام التي تعرض لها، كما أنها تعكس حالة الوعي المتنامي لدى أبناء الشعب رغم التضليل والزيف الذي يماُرس ضده كما أنها أيضاً تبعث برسائل قوية ومزلزلة لأولئك الطغاة المستكبرين أنه مهما كان حجم حصاركم وتآمركم ومكركم فإن ذلك لن يثني اليمنيين عن مواصلة السير قدماً نحو التحرر من قيود العبودية والذل والارتهان للخارج.
وأضاف قائلاً: التكافل الاجتماعي ضرورة حتمية بل إنه واجب على كل فرد في المجتمع كل في حدود استطاعته وطاقته بل يعتبر من أواصر الدين الحنيف ومبادئه السامية فالإسلام دين شامل متكامل جعل الاحسان إلى الناس نوعاً من أنواع العبادة وفريضة من الفرائض.
والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على ذلك كثيرة جداً على سبيل المثال لا الحصر قال تعالى “ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا” صدق الله العظيم.
وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “السخي قريب من الله، قريب من الناس قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار” صدق رسول الله.
فالإسلام جاء ليربط القلوب بالله، يربط موازين القيم والأخلاق بميزان الله عز وجل، قال تعالى: “وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم” صدق الله العظيم.
والفوز في حقيقته هو نتيجة ما قدمه الإنسان من أعمال الخير في حياته، فالإسلام دين يقوم على البذل والانفاق والعمل على سعاد البشرية وفي المقابل يردع الشح والإمساك ولذلك حبب إلى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أن يكون المؤمنون نفوسهم سخية وأكفهم ثرية، ووصاهم بالمسارعة إلى الإحسان إلى الناس وأن يجعلوا تقديم الخير شغلهم الدائم .
وأضاف العلوي: حقيقة لقد أحدث العدوان والحصار ظرفاً اقتصاديا صعباً مما زاد من معاناة الناس وأصبح شبح الجوع يخيم في الأفق الأمر الذي يحتاج منا كيمنيين إلى مواقف جادة وشجاعة وأن ننظر إلى ذلك بجدية، لأن التهاون والتراخي ستكون له عواقب وخيمة فلا بد من وضع المعالجات اللازمة وذلك من خلال التكافل الاجتماعي، وعبر صحيفة “الثورة” نناشد القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ بعدم اغفال هذا الجانب وان تعطيه قدراً من الأهمية .
كما أدعو المثقفين والعلماء والخطباء إلى أن يقوموا بدورهم في توعية المجتمع بضرورة التكافل كما أدعو جميع الخيرين من التجار ورجال المال والأعمال إلى المسارعة في الأعمال الخيرية كما أدعو جميع المواطنين إلى التراحم فيما بينهم وأن ينظر كل منهم إلى جاره ولو برغيف خبز يدخل السرور اليه.