
لقاء/ حسن شرف الدين –
يؤكد الدكتور علي حمود عبدالله الأستاذ المساعد بكلية التربية جامعة عمران أن التعليم العام في اليمن بعيد عن أهداف التعليم المتمثلة في تحفزيهم على التفكير العلمي والناقد وتعريفهم على أساليب الابتكار والاكتشاف واحترام الرأي الآخر والحوار الجاد.. مشيرا إلى أن التعليم لا زال يعتمد على التلقين والحفظ البعيد عن طرق التعليم الحديثة بالإضافة إلى وجود بيئة تعليمية غير مناسبة كازدحام الفصول وعدم ملائمة المناهج للوضع التعليمي اليمني وضعف نظام المكتبات في جميع المدارس وعدم دخول الإنترنت إليها.
وأكد الدكتور علي في لقاءه مع “الثورة” ضرورة العمل على إصلاح الإدارة التعليمية من أعلى مستوى إلى أدنى مستوى والعمل على تطبيق المعايير العالمية للجودة الشاملة للتعليم وفق فلسفتنا وثقافتنا وهويتنا الوطنية.. كما قام خلال لقائنا به بتقييم وضع التعليم العام وأسباب تراجع العملية التعليمية في بلادنا وما إذا كان للجهاز التدريسي دور في هذا التراجع وغيرها من التساؤلات تقرؤونها في السطور التالية:
* بداية ما هو تقييمكم لوضع التعليم العام¿
– طبعا اختلفت نوعية التعليم المقدم اليوم عن ما كان موجودا في القرن الماضي سواء من حيث المحتوى أو الطرق أو الوسائل التعليمية فالتعليم اليوم من أهدافه الأساسية يعلم الطلاب كيف يتعلمون ويحفزهم على التفكير العلمي والناقد وعلى الابتكار والاكتشاف واحترام الرأي الآخر والحوار الجاد نحو القضايا المختلف فيها.
تلقين وحفظ
وهذا بالطبع مغيب في تعليمنا الحالي المعتمد على التلقين والحفظ والبعيد عن طرق التعليم الحديثة ووجود بيئة تعليمية غير مناسبة فالفصول مزدحمة والمناهج غير متلائمة للوضع التعليمي اليمني الذي لا يوجد نظام المكتبات في جميع المدارس وعدم دخول الإنترنت إلى كل مدرسة وغيرها من المشكلات التي لا يمكن سردها في هذا اللقاء السريع.
انفجار معرفي
* ماذا عن المناهج¡ وهل هي مواكبة للتطورات العلمية وتتواءم مع عقول الطلاب¿
– المناهج في بلادنا تحتاج إلى تطوير دائم يتوافق مع تطورات العصر وخاصة ونحن في عصر الانفجار المعرفي والعلم يتضاعف كل يوم بل كل ساعة¡ وللعلم والإحاطة أن المناهج في الدول المتقدمة تغير كل سنتين على الأقل ويقوم بتغييرها وتطويرها جميع أعضاء المجتمع “التربويون¡ والسياسيون¡ ورجال الأعمال¡ وأصحاب المصانع وكل من له علاقة”.
قصور حاد
والسؤال هنا: هل هذا موجود في بلادنا¿.. أعتقد “لا” ولو رجعت إلى نتائج البحوث والدراسات العلمية المعنية بتطوير المناهج لوجدت أن أغلبها تجمع على قصور حاد في المناهج الحالية وأغلب هذا القصور ينحصر في أنها لا تواكب سوق العمل ولا تعزز الوحدة الوطنية ولا تراعي التنوع الثقافي والديني والمذهبي للبلاد ولا تقوم على أساس علمي وتربوي ولا تلائم وضع البنية اليمنية وما فيها من تنوع بيئي وزراعي وجغرافي كما أنها ترهق الطلاب بالتلقين والحفظ ولا تنمي في الطفل مهارات التفكير العلمي وقيم التعاون والإنتاج وحب الآخر واحترام آرائه وحب الوطن ومدرسته ومجتمعه وغيرها من القيم التي تزيد من تماسك المجتمع وتسير بعجلة التنمية إلى الأمام.
ضعف الإدارة
* إلى ماذا ترجع التدهور الحاصل في التعليم العام¿
– أسباب تراجع التعليم كثيرة وأهمها ضعف الإدارة التربوية ممثلة بوزارة التعليم فإذا صلحت الإدارة الفوقية أقصد وزارة التربية والتعليم فإن جميع الأسباب سوف تجد لها حلا¡ وأنا أعتقد أن الفساد الإداري والمالي والحزبي الذي عليه الآن وسابقا◌ٍ وزارة التربية يعد من أهم المشاكل التي جعلت التعليم يتراجع.
اقتراح
* ألا ترى بأن ضعف جهاز التدريس يقف وراء هذا التراجع.. وهل للأسرة دور في ذلك¿
– أؤكد هنا أن الإدارة الرشيدة هي الأساس في كل شيء فإذا صلح الرأس صلح الجسد.. أما الأسرة فلاشك أن لها دور كبير في دعم العملية التربوية والارتقاء بها¡ لكن بشرط النوعية لهذه الأسرة والتواصل معها من قبل الإدارة المدرسية والمعلمين.. وأنا هنا أقترح على كليات التربية تدريس مادة للمعلمين اسمها “مهارات التواصل بين البيت والمدرسة” لأن أكثر المدرسين يفتقر لمثل هذه المهارات رغم أهميتها.
تطبيق المعايير
* رؤيتك لتطوير التعليم العام¿
– العمل على إصلاح الإدارة التعليمية من أعلى مستوى إلى أدنى مستوى والعمل على تطبيق المعايير العالمية للجودة الشاملة للتعليم وفق فلسفتنا وثقافتنا وهويتنا الوطنية.. غير ذلك سيبقى التعليم في تراجع.