ذهبت الإنسانية وحلَّ زمن الرُّوَيْبِضَة

 مبارك حزام العسالي
بين رسولنا الكريم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أموراً ستصير في مستقبل الأيام وهي حاصلة في واقعنا المعاصر، منها: أن يتمكَّن التافه من الكلام، وكان الأصل أن لا يتكلم إلا العاقل الحكيم، ومما يزيد المشكلة عمقاً ومساحة أن يكون هذا وأمثاله ممن يتناول أمور الأمة فيساهم في تضليل الرأي العام، وتوجيه العامة إلى مستوى طرحه كتافه قاعد متقاعس، أو على ضعفهم فوُسِّد أمرهم لروَيْبِضَة.
يصف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الزمن الذي يصول فيه الرُّوَيْبِضَة بالسنوات الخدّاعات، ذلك لأن الأمور تسير خلاف القاعدة، فالصادق يُكذَب والكاذب يُصدَّق، والأمين يُخَون والخائن يُؤتًمن، والصالح يُكمَّم.
في تطور لافت كثفت السعودية من تحركاتها السياسية لدعم التحرك العسكري الأجنبي في اليمن والهادف إلى السيطرة على مدينة الحديدة وعلى كامل الساحل الغربي لليمن الممتد من ميدي شمالاً وحتى باب المندب جنوباً.
وإزاء المواقف الدولية الرافضة لأي عملية عسكرية ضد المدينة التي تعتبر البوابة الوحيدة لوصول المساعدات والمواد الغذائية للملايين من اليمنيين تحاول السعودية وبأساليب مختلفة كسب مواقف كافة الدول والمنظمات ، فها هو وزير الخارجية السعودي وبعد يوم واحد من تحذيرات موسكو للتحالف من أي عملية عسكرية تستهدف الحديدة يقف جنباً إلى جنب مع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” ، كما أن تواجد الجبير في موسكو وعقده لقاءات مع المسؤولين الروس يثير الكثير من التساؤلات حول أهمية وأسباب الزيارة وتوقيتها.
وفي الوقت الذي اكتفت فيه الوكالات الإخبارية في روسيا وكذلك في السعودية على التطرق إلى أن المباحثات ركزت على ملفات سوريا واليمن إلا أنها لم تورد أي تفاصيل حول أي توافقات روسية سعودية بشأن الملفين.
وتشير زيارة الجبير إلى أن السعودية وضعت حساباً للموقف الروسي المعلن في مؤتمر المانحين عن طريق نائب وزير الخارجية ولهذا سارعت في ابتعاث الجبير لتهدئة موسكو وتطمينها ، بل وحتى وضع عروض جديدة لشراء أسلحة كما فعلت الإمارات قبل أيام حين زار بن زايد موسكو والتقى بالرئيس بوتين قبل أن ينشر الإعلام خبر تزويد الإمارات بطائرات روسية حديثه.
السعودية وحكامها الرُّوَيْبِضَة بلد ليس فيه ديمقراطية ولا حقوق إنسان ولا انتخابات ولا مجلس برلمان ولا حقوق فيه للمرأة ولا حقوق للشعب ولا هيئة محاسبة ومراقبة ولا أحد يجرؤ على الحديث ولا صحافة حُرَّة ولا يعرف معنى الشفافية، ويحكم بطريقة رجعية تعود لأكثر من ألفي عام ، ولم يعد هناك أي نظام يشبهه في كل بقاع الأرض وآخر شبيه لهذا النظام اندثر وأصبح من مخلفات التاريخ ، ويأتي بعدها هذا النظام نفسه للحديث عن الشرعية في البلدان الأخرى التي تعرف انتخابات حرة ومباشرة منذُ عشرات السنين، ويأتي بعدها ليشن عدواناً همجياً على اليمن لأنها من البلدان التي تعرف الحرية قبل أن يفهم المعتدي السعودي والخليجي معنى الحرية أصلاً ، ويأتي بعدها ليساهم ويتصدر ومع سبق الإصرار والترصد في تخريب وزعزعة أمن واستقرار بلدان أخرى أرقى منه فكرياً وأرقى منه منهجاً وأسلوباً وفيها أقدم حضارات العالم كاليمن وسوريا والعراق وغيرها، فماذا يمكن أن نسمي هذا الشيء؟!
وأقول هنا في سطور إن لشدَّة الظروف وقساوة العيش وتكالب الحياة، أبلغ آيات العضات والعبر والدروس العظيمة النافعة والمفيدة في الحياة رغم مرارتها.
إن الحرب والعدوان السعودي الأمريكي البريطاني ومن تحالف معهم ضد اليمن وحصار اليمنيين قاسٍ وجائر وظالم ومؤلم، وله ثمنه الكبير وتضحياته الثمينة وتبعاته الثقيلة ومآثره وآثاره على النفس والعيش والتعايش والعمل والعدل والحرية الإنسانية للإنسان في محيط العيش والحياة على مستوى البيت الواحد والأسرة والشارع والمجتمع، إلا أن لها فوائد وإيجابيات نتعلم منها ونعرف حقيقة من نحن ومع من نعيش وماذا نريد، وما علينا تعلمه وفعله في هذا الظرف الذي نعيشه وما سنسجله ونقوله للأجيال للاستفادة منه ، فالتاريخ والحياة بمراحلها المظلمة ومراحلها المضيئة يرثها الأجيال عن الآباء والأجداد ويستفيدون من الإيجابيات بالاقتداء بها ، ويستفيدون من السلبيات بالابتعاد عنها وعدم تكرارها.
لا يجب أن تضيق صدورنا كيمنيين ومسلمين أو يضعف إيماننا بالله والثقة بعظيم لطفه ورحمته بنا وبكل عباده ومخلوقاته في ملكه وملكوته في السماوات والأرض وهو اللطيف الخبير ما شاء كان وما لم يشأ لن يكن ، وعلينا أن نسلم كيمنيين بأن ما نزل بنا قد يكون تمحيصاً من الله لذنوب أو لاختبار يقيننا وإيماننا به سبحانه وتعالى ، فالحمد الله في كل حال وعلى كل حال، ونقول للظروف القاسية والشدة المؤلمة الجائرة “شكراً” جُزيتِ خيراً فمنكِ تعلمنا كيف نعيش مع الشدة كما نعيش ونحيا مع الرخاء دون أن تتوقف عجلة الحياة ، وعرفنا أنفسنا من نحن وعرفنا من حولنا من الناس وذوي القُربى والأصدقاء والأصحاب بفضل شدتكِ ، وعرفنا طباع النَّاس وأخلاقهم ومعادنهم ودرجات قيمهم الدينية والإنسانية في التعاون والتعايش والتعامل والعمل ، وعرفنا كيف نُميِّز التعامل مع الناس ومعرفة حقيقة واقعهم وصدق أخوَّتهم في التخاطب والسلوكيات الرفيعة والمواقف الإيجابية ، وعرفنا حقيقة أهل المراوغة والكذب والخداع وضعفاء النفوس المضطربة وغير المستقرة الوجلة وغير الواضحة المرتبكة في منطقها وفي قولها و المتناقضة في مواقفها ، وعرفنا حقيقة المزايدين من العرب بالعروبة زيفاً ، ومن السياسيين المدعين بالقومية العربية كذباً ، وعرفنا مكانة الحُكَّام المسلمين من الإسلام غربة و بعداً ، وعرفنا حقيقة دعاة الإسلام من العلماء عديمي الضمائر أنهم أو أغلبهم أهل دنيا ومشرعي لسياسة الحاكم المستبد ، وعرفنا حقيقة المجتمع الدولي وعناصر ادعاءاته الزائفة ودعواته للسِّلم والحرية وحقوق الإنسان وحق الشعوب وحقوق المرأة والطفل، بأنه “أي المجتمع الدولي” تاجر أسلحة يجربها داخل بلداننا العربية وقائد حروب ومشرِّع لقتل الإنسان وظلمه واستعباده ، وعرفنا زيف كثيراً من الادعاءات والدعوات الباطلة والخطابات الجوفاء الكاذبة للحاكم العربي وللدول العُظمى والمنظمات والهيئات الدولية ، وعرفنا أن شريعة الغاب هي السائدة وأن البقاء فيها للأقوى وأنه لا مكان لضعيف في مجتمع اليوم.
وإذا أردنا أن نتصدى لمشاريع قوى ذلك العدوان ، فعلينا أن نعيش الصدق مع الذات، والإيمان بالله و التوكل عليه بصدق، وعدم الركون إلى الذين ظلموا أنفسهم وتكبروا واتبعوا أهوائهم وعبدوا مصالحهم السياسية ، وإشباع شهواتهم وأطماعهم الدنيوية بالحصول على المكاسب والأموال وملذات الدنيا ومظاهرها على حساب دم الإنسان وكرامته وحقه في العيش والحياة الكريمة ، ولنيقن جميعاً أن الإنسان اليمني والعربي بشكل عام أكثر بني الإنسانية تضرراً من سياسة شريعة الغاب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ، ومعها الحكام العرب الذين ينتهجون تلك الشريعة “أي شريعة الغاب” لمصالحهم الذاتية والشخصية بعيداً عن ما تعانيه شعوبهم.
ولذلك لابد علينا أن نسلم بحقيقة “هي لا مكانة ولا قيمة ولا كرامة لعربي إلا أن يكون مؤمناً قوياً معتزاً بالله ورسوله، لديه مشروع دولة عربية بكل أقطارها على كامل ترابها العربي ، فحياة المجتمع العربي مقطراً مجزئ يخدم المشروع الأمريكي الصهيوني “المعروف” ومن يوالونهم من الحكام العرب المستبدين ليضمنوا لأنفسهم الاستمرار في الحكم والتسلط ضمن شريعة الغاب ، كما أن حل قضيتنا اليمنية في إطار قضية الأمة العربية ، تأتي بصدق القول والتعامل بيننا كيمنيين أفراداً وجماعات مع الله سبحانه وتعالى ومع أنفسنا وأن نحترم ونصون ونرعى ونحافظ على كرامة بعضنا البعض كمجتمع يمني عربي مسلم له قيمه وأخلاقه ومورثه الحضاري والتاريخي العريق، لنكون شعباً واحداً ديننا الإسلام وأساسنا الإنسان كجزء أصيل من المجتمع الإنساني نؤثر ونتأثر بالتجارب الإنسانية ونأخذ بأفضل ما فيها ، وشرعنا القرآن الكريم نأخذ بما جاءت به النصوص والأحكام ، ونأخذ بما جاءت به عترة خير الأنام وخاتم الرُّسل والأنبياء الرحمة المهداة للعالمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونتبع ما أمرنا به ونجتنب ما نهانا عنه ، ونجتهد فيما لا نص فيه من أمور ديننا ودنيانا ، فشرعنا واحد ونبينا واحد ، فلنترك الأهواء النفسية الضيقة التي تضر بمصالح المجتمع اليمني وجمائل الدنيا ومنافعها فإنها فضيحة يوم القيامة على صاحبها ، فلنكن يمنيين نمارس حقوقنا في المشاركة في الحكم عبر النقابات والاتحادات النقابية والمجالس المحلية ومجلس الشورى يضم أهل الحل والعقد ممن يرتضيهم الناس والمجتمع اليمني نسائه ورجاله ، فنحن شعبٌ وصلت فيه المرأة والحضارة قبل التاريخ إلى الحكم بالشورى، ووصول المرأة إلى أعلى سلطات الدولة وسن شعبنا قبل التاريخ نظام الحكم المحلي ونظام النقابات وإدارة الشؤون المحلية من قبل أهل الحل والعقد من الذوات والأقيال والمُلاك، بعيداً عن سلطة الملك في حكم الشعب والمجتمع اليمني الذي كان ذلك قبل التاريخ ، فنحن شعبٌ ذات موروث حضاري وإنساني عريق ، ولكن ظللنا طريق الحق والصدق والأمانة بتسيَّس العلماء الذين سيَّسوا الدين وشرَّعوا لانفرد الحاكم المستبد برأيه، وتولَّى الحكم من هو ليس أهلاً للحكم ، ونطقت الرويبضة منطقها وتكلَّمت باسم العامة وسكت أهل الدنيا والمصالح من أهل الحل والعقد، فأفسدوا على الشعب دينه ودنياه.
إن ما نعيشه من واقع مؤلم لا يتفق مع الدين الحنيف والشرع الشريف ولا مع الأعراف الديمقراطية والقبلية المعروفة ، بل يتفق مع شريعة الغاب وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها منها ملوك وأمراء الضلالة الذين يحكمون شعوبهم بقوة أمريكا.
وإننا كيمنيين نقول لدول العدوان قد بدت بيننا وبينكم العداوة والبغضاء فكفوا أذاكم عنَّا ، كما أن كل مواطن يمني حُر تضرر من حربكم القذرة لن ينسى ثأره منكم أيها البغاة والطغاة طال الزمان أم قصر .
نقول شكراً لظروفنا القاسية التي جاءتنا بغتةً وحلَّت علينا بقوة وقبلنا بها كواقع لابد من القبول به “ولو مؤقتاً” والتعامل معه لنحافظ على الحد الأدنى من السِّلم الاجتماعي والأمن ، رغم قساوة الظروف وتكالب الأعداء والمستفيدين من أمراء الحرب وتجار السلاح والأبواق المأجورين والمنتفعين من الساسة والإعلاميين والمحللين السياسيين في الداخل والمحيط العربي والمجتمع الدولي الذين شرَّعوا للحرب والعدوان ضدنا ووضعوا اليمن تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ونقلوا البنك المركزي ليضربوا بهذا التصرف الاقتصاد الوطني في سبيل تجويع الشعب اليمني وحرمانه من حقوقه لكي يركع لمخططاتهم الخبيثة ولكن هيهات أن نركع ولو طالت الحرب سنين طولية.
عامان من الحرب والحصار الظالم أوصل البلاد إلى المجاعة وحافة الهلاك تحت حجج وأعذار واهية أوهن من بيت العنكبوت بدعوى إعادة شرعية من لا شرعية له بالمنطق والقول والعُرف والدستور والقانون وهو الخائن والعميل عبدربه منصور هادي ، فهل من العقل والصواب أن يُقتل الشعب اليمني ويُباد بواسطة القوة المفرطة وأحدث الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً وبنقل البنك المركزي وضرب الاقتصاد لإيصال الشعب اليمني إلى المجاعة والموت الجماعي للقضاء على إيران أو قتال إيران في اليمن؟ مع العلم أنها ليست موجودة في اليمن ، ولو كانت موجودة لما تجرأ أقزام الخليج على ضرب اليمن وحصاره ، فإيران موجودة في بلدها ودولتها وفي العراق ، فلماذا لم تتحرك أمريكا وربيبتها إسرائيل والسعودية ودول الخليج لضربها إذا كانوا صادقين بادعاءاتهم.
إن العدوان السعودي على بلادنا عدوان تاريخي، يساعده حفنة من المرتزقة في الداخل عبر كل الفترات منذُ العام 1962م وحتى اليوم ، فالسعودية لا تريد قيام نظام حكم ينتهج الديمقراطية والتعددية السياسية في اليمن قوي ومستقر ، هذه هي الحقيقة ، فلا شرعية عبدربه ولا هي إيران موجودة في اليمن كما يدعون ، فلنستفيد من الدرس ومما أصاب شعبنا والذي أثبت اليمنيين وهم يواجهون هذا العدوان والتآمر لأكثر من عامين أنهم شعبٌ عظيم مؤمن التزم الصبر واستعان بالله وتوكل عليه فصمد ، وسارت عجلة الحياة ولم تتوقف ولن تتوقف ، وإن المولودين في اليمن كل يوم يساوون أضعاف من قُتلوا واستُشهدوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة من قبل العدوان وبواسطة أمواله وإذكائه لنار الفتنة والاقتتال بين اليمنيين.
إني أقول هذا وأنا على ثقة أن اليمنيين جميعاً مع مواقف التباين والاختلاف على المصالح والمنافع وحب الانتقام والثارات ، إلا أنهم بالنهاية يمنيون وسيتفقون ولنا تجارب، فتاريخ اليمن كله حروب وخلافات على مستوى القبيلة والقبيلة من داخلها ، وبين القبيلة وقبيلة أخرى وبين حكومات شطرية في اليمن قبل الوحدة وفي ماضي اليمن القريب والبعيد دروسٌ وعبر كثيرة وكبيرة تجاوزها اليمنيون وسيتجاوزون بإذن الله ما تعيشه البلد اليوم من الفتنة ، وإني أناشد جميع من بيدهم مفاتيح الحل ويمسكون بخيوط الأزمة بكتاب الله وسنة رسوله وبالكعبة المشرفة وبالبيت العتيق أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وأن يعملوا على صلح يمني – يمني عاجل وأن يتفقوا على إيقاف رحى الحرب، والتوجه نحو الحل السلمي عملاً بقول الله سبحانه وتعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} [النساء:59]
فلن يحل قضيتنا وخلافاتنا إلا نحن اليمنيون، يكفي ما قد حصل فقد بلغ الظلم الزبى والجور الذروة وضاقت الأنفس بما رحبت وتبدَّل الأمن خوفاً والإخاء والقُربى عداوة وأضرت الفتنة في نفوس الناس وعيشهم ومعيشتهم ودينهم ، لأن ما يجري في اليمن لا يخدم اليمنيين لا من قريب ولا من بعيد ، بل يخدم السعودية عدوَّنا التاريخي والولايات المتحدة الأمريكية وسياستها ومشروعها في إقامة شرق أوسط جديد تتربع على أريكته إسرائيل ، وما القمة العربية التي تمت في الأردن قبل أيام إلا دعوة أمريكية لقيام تجمع سُنِّي تقوده مصر والسعودية يتم التصالح فيه مع إسرائيل من خلال إحياء عملية السلام لتكون ضمن محور شرق أوسط جديد في جانب التحالف السُّني ضد المحور الشيعي الذي تقوده إيران ولبنان والعراق وسوريا وصُنِّفت اليمن من دول المحور الشيعي ومعها روسيا.

mubarak4hezam@gmail.com
* مدير تحرير صحيفة المصير الأسبوعية

قد يعجبك ايضا