حضرموت .. تضع النقاط على الحروف

محمد صالح حاتم
ما أعلن عنه في مؤتمر حضرموت المنعقد مؤخرا في المكلا ،من نتائج والتي تعتبر تدشينا للمخطط الاستعماري الجديد الذي تقوده مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد ضد شعبنا اليمني ،وهذا كله بدعم وإيعاز من امريكا وبريطانيا وهو جزء من المخطط الكبير في المنطقة العربية والتي كانت بدايته ما سمي “الربيع العربي” في عام 2011م.
فمؤتمر حضرموت فضح مخطط العدوان على اليمن ، فليس شرعية هادي ،ولا الخطر الإيراني هو السبب لهذا العدوان .
عندما وجد العدو الحقيقي للعرب والمسلمين هو اسرائيل، إن اليمن ستقف حجر عثرة أمام مشاريعه في المنطقة ،وذلك بعد فشل مؤتمر “الدمار الوطني” الذي عقد في اليمن في الفترة من 18مارس2013م الى 25يناير 2014م والذي ضم جميع أطياف اليمنيين بما فيهم العملاء الذين فرضوا على المؤتمر من قبل دول النفوذ ،والذي خرج بالأقلمة وهو ما رفضته القوى الوطنية لأنها ترى في الأقاليم والتقسيم الذي وضعه هادي بداية للانفصال وتقسيم اليمن الى كنتونات ودويلات صغيرة ، وهذا هو ما يحصل ويجري التحضير له من خلال بيان مؤتمر حضرموت .
فمؤتمر حضرموت الجامع ،اتى ليؤصل ويجذر للطائفية والمذهبية من خلال إعلانه أن المذهب في حضرموت هو المذهب الشافعي ،فهي خطوة نحو إشعال المذهبية بين أبناء الشعب اليمني الواحد المسلم .
فهل الفدرالية والأقاليم تنص على أن لكل اقليم مذهباً خاصاً به ،فهذا لا يوجد في أي دستور أو نظام في أي دولة جمهورية أو اتحادية أو فيدرالية أو مملكة أو سلطنة أن يحدد لكل محافظة أو مدينة أو اقليم أو ولاية مذهباً خاصاً به .
فهذا البيان أو النتائج قد تم اعدادها من خلال قوى وشخصيات خارجية الهدف أن يكون لكل إقليم مذهب وهذا المخطط لن يكون في اليمن فقط ،انما في باقي الدول في سوريا ستكون ثلاث دول سنية وعلوية وكردية وكذلك العراق ،ودول العدوان لن تكون بمنأى من هذا المخطط ،فالسعودية كما هو معروف يوجد فيها المذهب الشيعي خاصة في المنطقة الشرقية في القطيف والحساء وغيرها ،فهل السعودية عندما يطالب أبناء هذه المناطق أن يكون لهم مذهبهم الشيعي، وأن ينص عليه دستور المملكة إن وجد لها دستور، سترفض وقد فرضته وسنته في اليمن .
مؤتمر حضرموت كشف عن خفايا مؤتمر الحوار الذي كان يدعي أن الثروات المعدنية والسمكية من حق الدولة المركزية وأن تحدد نسبة للإقليم المنتج ،وليس للأقاليم الحق في توقيع الاتفاقيات مع الشركات الاستثمارية ،وكذلك ليس للإقليم الحق في إعلان الانفصال ،فأتى مؤتمر حضرموت ليفضح ويكشف خفايا مؤتمر الحوار التي يتمسك بها العدو ومرتزقته إحدى المرجعيات الثلاث لأي اتفاق سياسي ،وهنا يتضح سبب اصرارهم على نتائج مؤتمر الحوار كمرجعية .
فحضرموت بمؤتمرها هذا تعلن بداية خطواتها الانفصالية ،وسنسمع في الأيام القادمة توالي إعلان باقي الأقاليم التي تقبع تحت الاحتلال السعودي والإماراتي ،عن الاستقلالية وهذا هو المطلوب تقسيم اليمن وتقزيمه مثل دويلات الخليج ،حتى لا تكون لهم كلمة ولا ثقل في المنطقة وهنا يتم التحكم بالقرار السياسي اليمني ،والسيطرة على ثروات وسواحل وجزر اليمن .
فالسعودية بعد إعلان حضرموت إقليم وتنقسم عن اليمن ،تنفذ مخططها الرامي إلى ضم سلطنة حضرموت إلى مجلس التعاون الخليجي ،واعتبارها الدولة السابعة في المجلس ، والهدف هو شق قناة سلمان من الخليج العربي الى البحر العربي ومد أنبوب النفط السعودي عبر الأراضي اليمنية في حضرموت الى ساحل البحر العربي ،وذلك حتى يتم تجنب سفنهم المرور من مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران .
فهذا المؤتمر الحضرمي يفضح ويكشف المخطط الذي يريد أن يوصلوا اليمن إليه .
وعاش اليمن حراً ابياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء

قد يعجبك ايضا