الشراذم يقتلون البراعم

 

مها موسى
وجوه مشرقة .. وأروح مرحة تجول وتصول لتنثر السعادة في كل مكان .. يكتفون بألعاب بسيطة تصنعها أيديهم الصغيرة ..
لهم أحلام وأمنيات وخواطر… ووطنية تجاه الوطن لا يمتكلها غيرهم..
لم تحتو أيامهم وطريقة حياتهم على ما يسمى حقوق الإنسان والأطفال والعنف وووو.
فقد تكللت حياتهم بالصبر على كل شيء.. فالبرغم من صغر سنهم إلا انهم يتحملون ما لا يتحمله من يكبرهم سنا ولكنه يصغرهم عقلا ..
عقولهم نيرة وقلوبهم إنسانية ولهم روح لا تعرف إلا الحب والتسامح والرضا..
– نعم هؤلاء أحفاد اليمن وأشبالها الصغار ..
عانوا كثيرا من قسوة الحياة ومرارتها.. وزادت معاناتهم أضعافا مع العدوان وقنابله العنقودية وباقات صواريخه الفولاذية التي لم ترعد وترعب فقط قلوبهم الصغيرة.. بل مزقت أجسادهم وسفكت دماءهم واغتالت طفولتهم البريئة ..
قتلت أحلامهم ولخصت حياتهم بتخليصهم منها..
معلمون وأطباء ومهندسون وعلماء ومخترعون وعباقرة.. آلت أرواحهم الطاهرة الى السماء وأجسادهم الى تحت التراب قبل ان تعانق فرحة النجاح قلوبهم ولذة الطموح مهجتهم.
-نعم هكذا يقضي أطفالنا ليالهم في ظل جحيم العدوان ..
وهكذا تقتل طموحاتهم وتموت أحلامهم مع كل عنقوديات الطائرات .. فأين أنتم يا متشدقي الإنسانية ورعاة الأطفال مما يتعرض له أطفالنا ليس من عنف وضنك عيش فقط وإنما من حياتهم التي تسلب وطفولتهم التي تغتال كل ثانية دون إنسانية منكم أو من خرفان وخرف العجوز سلمان .. أطفالنا لا يتعرضون لجوع أو لفقر فقط..
أطفالنا يتعرضون لقتل، لإبادة جماعية، لموت أحمر ممتزج بالصمود والصبر، ممتزج بالتضحية منهم، ممتزج بوطنية سرمدية .. دماؤهم تسفك وأروحهم تزهق وبراءة ابتسامتهم تغتال كل حين..
فحسبنا الله ونعم الوكيل..

قد يعجبك ايضا