وكالات الإعلام!!

أحمد عبدالله الشاوش –

اشتهرت الكثير من وكالات الإعلام الإقليمية والدولية من الاسوشيتدبرس مرورا برويترز والفرنسية والروسية والشرق الأوسط والكويت وغيرها من الوكالات التي استطاعت أن تضع لها أقداما◌ٍ في المعمورة وتنقش أسماءها في قلوب المتابعين لتفردها بنشر ونقل الأخبار والأحداث من بؤر التوتر ودهاليز السياسة الغامضة على مدار الساعة حتى صارت قاب قوسين أو أدنى من الريادة نتيجة للمصداقية والمهنية العالية¡ والالتزام بأخلاقيات المهنة وبلوغها قمة الاحتراف. ولهذه السجايا وذلك السلوك صار المتابع والقارئ والمشاهد أينما كان تتجه أنظاره إلى بعض الوكالات للحصول على خلاصة الخلاصة من الأخبار والأحداث والوقائع والتحليلات التي تقوم بتغطيتها والحصول عليها من مصادرها الخاصة بين اللحظة والأخرى¡ فما من حدث أو واقعة في بقعة من بقع التوتر في العالم إلا وهي حاضرة بقوة لتنقله لنا عبر وسائلها الالكترونية المتمثلة في الشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الاتصال والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي بسرعة فائقة وخلال دقائق مخترقة كل العوائق والعواصف ومقصات الرقيب أينما كان الحدث أو حيثما وجد حتى لو كان في بروج مشيدة¡ فصارت تلك الوكالات في حكم المتتبع لبواطن الأمور والكاشف لها والمثير والمثور للأحداث والتي يعول عليها كثيرا خصوصا في دول الغرب في إسقاط حكومات ووزراء وسياسيين وكبار الفنانين¡ والتأثير على الشركات العملاقة عند كشفها لبعض الحقائق أو التلاعب وإثارتها لبعض مواطن الفساد والخلل أيا◌ٍ كان مصدره ومهما كان ثقله بغض النظر عن قوة أو ضعف مراكز القوى باعتبار قوة الغرب تتجسد في دولة المؤسسات (ألف نون). وتأتي براعة وكالات الإعلام في خبرتها الكبيرة والإمكانيات المتاحة لها ومصادرها الدقيقة وسيطرتها على المعلومات والتقنية. ورغم هذا التميز والنجومية إلا أنها ما زالت تتأثر ببعض المؤثرات. وفي نفس السياق سطعت بعض وكالات الإعلام العربية في سماء الإعلام العربي والدولي رغم حداثة عمرها وإمكانياتها ومواردها غير العادية¡ ورغم ارتدائها وتدثرها بالمصداقية والمهنية إلا أنها تأثرت كثيرا وركزت على قضايا بعينها أظهرت انحيازها بقوة وبصورة ملحوظة وملفتة للنظر لتبعيتها الحكومية التي تقيد من تحررها وانطلاقها نحو العلياء. فهل آن الأوان للتخلص من تلك القيود والمؤثرات التي تفقدها الريادة لتصل إلى نجومية وكالات الإعلام الدولية¿

قد يعجبك ايضا