> المشاريع الصغيرة.. بداية الطريق
> ضربن أمثلة في الثبات والتحدي لمواجهة ظروف العدوان
> كسرن حصار العدوان من خلال متاجر الكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي
> فاطمة الوصابي لم تجد وظيفة بعد التخرج واليوم تدير معمل منتجات عطرية للتصدير
> وفاء الخولاني مهندسة وظفت حسها الهندسي في تصنيع مشغولات يدوية
استطلاع/ سارة الصعفاني
الوظيفة حلم صعب المنال في واقعنا البائس، حيث يقضي ملايين الباحثين عن مصدر دخل يؤمن لهم الحد الأدنى من ضروريات المعيشة عمرهم انتظاراً على رصيف الحياة.. نفد صبر نساء يمنيات فنفذن مشاريع خاصة بدافع الموهبة والحاجة ومغادرة حالة الجمود والفرجة على واقع يزداد بؤسًا في عالم يمشي بخطى حثيثة نحو مزيد من التقدم .. أوجدن متاجر إليكترونية تمثل مصدر دخل لأسرهن في ظل الظروف التي يفرضها العدوان السعودي وحربه الاقتصادية ما يستدعي المحاكاة .. التفاصيل في سياق حديثهن:
“طنفسة” متجر إليكتروني تشترك فيه مجموعة فتيات، كل فتاة تختص بعمل معين حسب اهتمامها وموهبتها، هنا تتحدث إحداهن عن المشروع: طبيعة عملنا ابتكار أشياء مميزة وجميلة بالشغل اليدوي، بدأنا في هذه الظروف السيئة فواجهتنا معوقات مادية وحصار منع وصول ما نحتاجه من مستلزمات، وصعوبة في كسب ثقة الناس بالشراء كون الفكرة جديدة وإليكترونية ، نشارك في الفعاليات للتعريف بمشروعنا وينقصنا الدعم فقط.
في مهرجان (سيدات ناجحات) تحدثت فاطمة الوصابي قائلة : تخرجنا من الجامعة مفعمات بالتفاؤل، لم نترك بابًا لم نطرقه بحثًا عن وظيفة لكننا وصلنا حد اليأس خاصة بعد ما عايشناه من أزمات سياسية واقتصادية وعدوان قضى على ما تبقى من رصيد أمل في أعماقنا ، وبعد عام من العدوان وضيق الحال قررت وصديقاتي أن ننشئ مشروعنا الخاص، ومن هنا جاءت فكرة صناعة منتجات عطرية مثل البخور ولبن العصفور … في البدء كنا نروج لبضاعتنا في مجالس النساء، وحاليًا توجهنا للتوزيع لمحلات التجميل والمولات والتصدير للمغتربين.
من جهتها تقول بثينة محمد عن فكرتها: أحب الأشغال اليدوية، ابتكار هدايا مميزة وإضافة لمسات على الأشياء لتبدو جذابة وأنيقة فكان مشروع ” طنافيسو ” منذ عامين ونصف، نجحت عبر صفحة الفيس بوك و قروب واتس آب في نشر موهبتي خاصة بعد أن صار الناس يبحثون عن الذوق عند شراء احتياجاتهم الكمالية .. وفرت لهم عناء البحث عن مقتنيات استثنائية وجنيت المال.
شيماء أحمد صاحبة مشروع “هدية” تقول: بدأت قبل عام أزور السوق لشراء كل ما يجذب انتباهي من أشياء جميلة بكميات كبيرة ، لتأتي لاحقًا مهمة إعادة التصنيع أو دمج ما أمتلكه بذوق وبما يتناسب مع احتياجات الناس في مختلف المناسبات.
وفاء الخولاني مهندسة لم تجد وظيفة فبدأت مشروعاً يتناسب مع اهتمامها: “لم أجد وظيفة فقررت توظيف حسي الهندسي في صناعة أشغال يدوية بإمكانات متاحة فكان مشروع ” أنامل هندسية ” أديره من البيت عبر واتس آب وفيس بوك ؛ كوني امرأة قادرة لمَ لا أفتش عن مصدر دخل ذاتي وأجد لنفسي دوراً في المجتمع” واستطردت : لا يجب أن يقتصر دور المرأة على مهمة تنظيف البيت إن لم تجد وظيفة .. أحلم بتدريب الفتيات وتوسعة المشروع في محل خاص بإبداعنا وتصدير بضائعنا.
رقية يحيى مديرة مشروع ” لمسة حرائر ” لكل ما يخص المرأة تحدثت عن تجربتها : كانت البداية منذ 5 أعوام بعد أن انصدمت بترك زوجي وظيفته كان لا بد من البحث عن مصدر دخل، الحمد لله حققت مكاسب مالية وصار معي مساحة لترويج بضاعتي في مولات كطيبة هايبر و ” دلالات ” يبعن البضاعة للبيوت وفي المناسبات وعدة مجموعات في واتس آب للعرض والطلب وأحضر كل الفعاليات للتعريف بمشروعي ونشر كروت للحجز، وبدأت في استيراد البضاعة رغم الحصار وبعيداً عن جشع تجار الحروب.
وفاء المداني ومشروع ” ماركتي أنا ” تضع بصمة مختلفة في تصميم الأزياء وتوجهت لصناعة أكياس تراث جميلة استثنائية ، قالت عن سبب اختيار الفكرة : منذ صغري أضع لمسة إبداع مختلفة في كل ما أرتديه بشكل يضفي عليه ذوقاً وغرابة تثير الدهشة.
وقبل 6 سنوات بدأت تنفيذ رغبتي، وكان العدوان والأزمة المالية والضغط النفسي دافعًا لمزيد من الإنتاج في وقت قصير ، ليس لدي محل ولا صفحة فيس بوك لكن هناك طلباً على منتجاتي عبر واتس آب، ونقص الإمكانيات مشكلة تحد من موهبتي.
نهى الحميري، تحدثت عن فكرة مشروع ” دكاني ” الإليكتروني، حيث تقول: بسبب الحصار وتضرر شركات استيراد المنتجات، أصبحنا منتجين بإمكانيات متاحة نصدر للعالم ثقافتنا ، أقمشة وملبوسات مزجنا فيها نقوش تراثنا محاكاة للهنود في نشر ثقافاتهم، وكما توقعنا هناك طلب عليها من السعودية وأمريكا خصوصًا.
” Erns hand craft “مؤسسة مشروع لتصميم الأزياء والمجوهرات إحسان الشطبي تقول : نشارك في مساندة مجتمعنا بما نجنيه من مال، ولن نستسلم للعدوان والحصار، بل أثبتنا للعالم أننا نوجد من العدم ما ينفعنا وأبدعنا رغم قلة الإمكانيات..وتتابع : بدأت مشروعي منذ 3 سنوات عبر فيس بوك و انستغرام فقط، وينقصني التمويل.
المهندسة إيمان السماوي، تمتلك مكتباً هندسياً مختصاً بنباتات الزينة وتنسيق الحدائق تقول: بدأت المشروع بتصميم نباتات الزينة ثم توجهت نحو تنسيق الحدائق على مستوى شركات وفلل.. بإمكاننا تنفيذ مشاريعنا الخاصة.
من المركز النسوي للحرف اليدوية التقينا صباح غثي، لتعرفنا عليه: مركز حكومي عمره 28 سنة لتدريب الفتيات – اللاتي يبحثن عن مصدر دخل – مجانًا على كيفية صنع أشغال يدوية متنوعة بما يدعم الأسر الفقيرة ، وتأخذ الفتاة نصف المبلغ من ثمن أي قطعة فنية صنعتها ، توجد أقسام مختلفة ( السجاد، الصوف، العزف، النسيج، الحرير ..) ونخصص قسماً خاصاً لبيع ما تنتجه فتيات غير ملتحقات بالمركز.
حميدة الجراح أم لخمسة أبناء، تحدثت أيضًا عن تجربتها : بعد أن فقد زوجي عمله نتيجة استغناء شركة أدوية عنه لعدم قدرتها على دفع الرواتب فوجدنا أنفسنا فقراء، هنا كان لا بد من إنقاذ الوضع فلم يكن أمامي سوى صنع حلويات من البيت، اقترضت مبالغ بسيطة من المعارف ونشرت كروت التعريف بمشروعي في كل أحياء العاصمة، حرصت أن يكون سعر ما أصنعه يناسب القدرة الشرائية للناس في ظل هذه الأزمة، زاد الطلب في المناسبات المختلفة، فجنيت مبالغ تمكني من افتتاح محل ” مأكولاتي “.
فاطمة العتبي، طالبة في الثانوية تقول : لسنا موظفات ولم يقصر أهلنا في ما مضى بتوفير احتياجاتنا بحدود قدرتهم المادية لكن نتيجة تدهور الوضع من عام لآخر أصبحنا لا نجد ثمن ما نحتاجه .. في جلسة نسائية سمعت خليط من مأساة جاراتنا، تألمت كان لابد من فكرة نتجاوز بها ظروفنا المعيشية الصعبة .. اقترحت عليهن العمل الجماعي من بيوتهن أشغال يدوية حقائب وملابس من الصوف وصناعة حُلي شعبية وكنّ مقتنعات لكن رأس المال كان مشكلة حينها توصلنا لحل بيع قطعة ذهب مما يرتدينه، وتعاملنا مع تجار وحققنا مكاسب حتى بعد تعثر الرواتب لم نستسلم ضاعفنا جهودنا وخفضنا من كلفة ما نبيعه.
اختيار الأهنومي صاحبة مركز (الجمال للسيدات) تحكي قصة نجاحها: بدأت مشروعي قبل 7 سنوات بدافع رغبة وموهبة، وضعت احتمالية الفشل قبل النجاح فبذلت كل ما بوسعي للتعلم ذاتيًا وحضرت دورات تدريب وتأهيل في كيفية إدارة المشاريع ، واجهت كل الصعاب حتى وصلت ، أصعبها نظرة من حولي للمهنة ، عدم وجود جهة داعمة ، وغياب التخصص في دورات التجميل المحدودة ، هناك مركز متخصص وحيد ” مركز تدريب وتأهيل المرأة ” .. تضررنا بفعل العدوان والحصار والأزمات المالية لكن مهما فعلوا سنبقى مقبلين على الحياة.