رجال الله.. من نصر إلى نصر
أشواق مهدي دومان
طفحت بنا دموع الأحزان حتّى ملّتنا ومللناها في زمن زاد الجور والظلم ؛ وأثخنتنا الجراح وأثقلتنا ليكن رجال الله وحدهم بفضل الله وتسديده ضرباتهم ؛ هم من يمسحون دموع اليمن الغريبة المظلومة ..
رجال الله من بأيديهم وسواعدهم السّمراء ستظل حروف القرآن تتغزّل شعرا ونثرا ، قوافيّا وسجعا ، فرحا وطَربا بشعثتهم ، بغبرتهم ، بحفا أقدامهم الطّاهرة ، ببرنامج رجال الله ، بصرختهم ، بشعارهم ، بمدرستهم التي تتلمذوا فيها على أيادٍ طاهرة تحمل راية محمد وآل بيته لتفتح القرآن الكريم بصدق الحبّ واستيعاب ما فيه من نور وضياء وهداية وشفاء…
تتزاحم حروف قلبي وروحي وفكري وتمتزج بدمعات فرح لا أشعر بها إلا حين ينتصر الحق على الباطل …
وها هو ينتصر وها هو قرن الشّيطان ينكسر وهاهو ابن طـه برجاله نجم يلمع في سماء حرية الإنسانيّة برجال الجيش واللجان الشّعبية الذين نهضوا بحبّ إحدى الحسنيين ؛ بل عشقوا ساحات القتال عِشقا هاجر من عيون أطفالهم وأحضان أمهاتهم وطيب أزواجهم إلى الله ورحابة الله وسعة الله في كون مفاهيم عشق لا يراه سواهم لا نقاط كثيرة ولا مجالات ولا خيارات متعدّدة امتحنتهم كامتحانات طلاب المدارس على الطريقة الأمريكيّة في وضع صح أو خطأ واختيار من. متعدّد ؛ لم يختاروا سوى واحدة من اثنتين :
نـصـــر أو شــهــادة
وبعد هذا النّصر أسأل روحي التي افتتنت ليس بعمّار العزكي ولا ببلقيس بنت أحمد فتحي ولا بشوتر ولا بمهرجي الإخوان من منافقين ومرتزقة هاجروا لدنيا وامرأة وبنين وأخذوا من زخرف الحياة ما لم يأخذه فرعون وقارون وهامان ؛ وعلوا واستكبروا على وطنهم وأهل وطنهم استكبارا.
ومع ذلك فقد دمّر ونسف وقصف وأحرق وهدم شرفهم ورجولتهم وقيمهم التي نعقوا لها فأرخصوها وباعوها في دهاليز التشرد بين أقدام أقزام الاستكبار من أمريكيين وصهاينة وأعراب ؛ فظلوا هناك تحت الأقدام …وواللهِ لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ؛ فكل رخيص يذهب بلاقيمة له، جيفة كجيف كلاب مسعورة متشرّدة شردت بالقيم فألقتها في الحضيض ؛ فانتصر رجال الله لقيم القرآن والعِزّة ؛ وانتزعوها وانتصروا لها ؛ لتستأنف حروفي وتنسج قصّة عشق مقدّس طاهر نبيل ؛ وقد تبيّن الخيط الأبيض من النّصر اليوم بإطلاق رجال الله صاروخا كرسالة للعدوان :
أن انتبهوا واعلموا أنّكم بتفانيكم وجمعكم لحرب اليمن ما أنتم إلا تحاربون الله ورسوله …
فاحفظوا ماتفتّت من رجولتكم وحاولوا تجميلها في بيتكم الأبيض وأبراج خليفة وغيرها فقد قبُحت وجوهكم واكفهرّت وبدت سوآتكم واسودت قلوبكم من غيظ …فاحتفظوا بما نجس من ماء وجوهكم إن لم يجف في عمالتكم وفيافي ارتزاقكم وشحذكم…
انتبهوا فاليمن ليست من يلعب بها مسوخ الحيوان ..اليمن لم توجد إلا للعزة وموطنا وعرينا لأسود لم تلدهم إلاحفيدات الماجدات من الأنصار …
انتبهوا وناموا واصحوا على أوتار صباح الجرب والهزيمة يا عرب وتغنّوا بعمار العزكي فسنتغنى بأحفاد عمّار بن ياسر وذوبوا في بلقيس فتحي سنذوب في بلقيس سليمان النبي ، في امرأة ذكرها القرآن بأنّ قومها أولو القوة والبأس الشّديد ؛ وحفيداتها اليمانيّات من يزغردن ليس في عيد ميلاد أشباه رجالهن كما يفعل المنافقون في شقق وفنادق سلمانكو وأردوغانكو و….الخ بل يحتفلن ويزغردن حين يرتقي فلذات أكبادهن شهداء على دروب الماجدين ؛ وشتّان بين من يموت كجرذ هارب وبين من اغترست قدمه في تراب وطنه وثبت مدافعا عنها إلى أن ارتقت روحه فاستضافه رب العالمين وقبله ضيفا في فنادق وشقق وأجنحة الفردوس الأعلى عند مليك مقتدر في ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وهذه قصّة اليمن مابين نصر وشرف وفخر ورجولة سرمدية وبين نصر فلا خيار ثالث أبداً..
فطوبى للرّجال وليهنأكم أيها الأبطال نصركم وقد دفنت دمعاتُ فرحنا بكم أحزان اليمن إلى غير رجعة..
وهيهات منّا الذّلة…