بين يدي حكومة الإنقاذ
محمد غبسي
بما أن لكل من القوى الوطنية المواجهة للعدوان وسائلها ووسائطها الإعلامية الخاصة بها فإن الإعلام الرسمي أمام تحد كبير يحتم عليه تقرير مصيره وتحديد مهمته الوطنية بجرأة ووضوح.
إذ أنه من غير المنطقي أن يستمر في الانشغال بتقديم خدماته وإفراد مساحاته الكبيرة لحكومة لا تعيره أدنى اهتمام ولا تعول عليه باعتبارها تمتلك وسائل بديلة في إطار مكونها السياسي الذي قدمت منه، ولم يعد مقبولا ولا معقولا أن يواصل الإعلام الرسمي مواجهة العدوان “هكذا أوتوماتيكاً” في ظل التنصل الحكومي شبه التام عن رعايته والتجاهل المتعمد لدوره السياسي والثوري والتنويري والتعبوي الذي مازال يقدمه بكوادره وإمكانياته .
بالإشارة إلى الموضوع أعلاه, يجب أن تدرك حكومة الإنقاذ والصمود أننا في الإعلام الرسمي لن نتنصل عن مهمتنا ورسالتنا الوطنية في خدمة الشعب والدفاع عن مكتسباته التي حققها عبر تاريخ طويل من الأحداث والمتغيرات، ولن ندخر جهدا أو وقتا في معركتنا المقدسة ضد العدوان السعودي ودويلات النفط الطارئة .
لكنا سنضطر للقيام بدورنا الرقابي كمؤسسات وجدت أساسا لكشف الحقائق وعرضها لكل من الشعب وصناع القرار، سنستمر في مقارعة العدوان وسنفرwد مساحات وزوايا لكشف الأخطاء وفضح الفساد الذي لا يجوز أن يمارس من قبل أي شخص نعتقد بأنه يشارك الشعب صموده ويسهر على إدارة ورعاية مصالحه.
وبدلا من الانشغال بمعارك جانبية بيننا كإعلاميين في هذا الطرف أو ذاك سنعود مجددا للتركيز على نجاحات وإخفاقات الحكومة ونؤدي رسالتنا من بلاط صاحبة الجلالة الوطنية التي هي أكبر هوية سياسية وثقافية بالنسبة لنا، فلو لم يكن لديكم بدائل إعلامية تستقطبون إليها بعض الكوادر لما تعاركنا في وسائل التواصل الاجتماعي ولما تركنا الإعلام الوطني يغرق في مشكلات ارتدادية ولدت بالتزامن مع استقلاليتكم الإعلامية والتي أثرت بكل تأكيد على أجنداتكم الحكومية وبرامجكم السياسية .
يجب أن يدرك من بيدهم القرار أننا لم نعد نعيش ظروفا استثنائية وصعبة ونحن نوشك على تجاوز عامين من العدوان، فهذه المدة الطويلة من الزمن تفرض علينا جميعا أن نبدو أكتر تماسكا وتضامنا وصمودا, وأن نبتكر الطرق والآليات اللازمة التي ترتقي إلى أدنى مراتب استمرار الحياة, وأن نتكاتف ونتعاضد بصدق للانتصار على أعداء الوطن والمستهترين بالحياة والنظام والقانون.
وللحديث بقية