استعرض تقرير أمريكي مميزات صواريخ “كاليبر” الروسية المجنحة والتي ظهرت في عمليات عسكرية فعلية عام 2016م، لافتا إلى نجاح روسيا في نصبها على سفن صغيرة الحجم، دون غيرها.
وأكدت مجلة “المصلحة القومية” أن قدرة روسيا على نصب منصات لإطلاق صواريخ “كاليبر” المجنحة طويلة المدى على سفن صغيرة الحجم تشغل بال العسكريين الأمريكيين.
المجلة الأمريكية كتبت عن هذا السلاح الروسي تقول: منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، أطلقت الولايات المتحدة من السفن الحربية والغواصات مئات الصواريخ المجنحة “توماهوك” التي أصابت أهدافها في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ويوغسلافيا السابقة وأفغانستان.
سرعة هذه الصواريخ تبلغ نحو 885 كيلومترا في الساعة، وهي مماثلة لسرعة الطائرات، وبمقدورها إصابة أهداف على بعد 1600 كيلو متر.
هذه المواصفات جعلت من هذا الصاروخ، سلاحا غاليا الثمن، لكنه الأكثر شعبية لأنه سمح للولايات المتحدة بالقيام بعمليات عسكرية وتقليص الخسائر إلى أدنى حد ممكن، إلا أنه ليس فقط الولايات المتحدة وبريطانيا تمتلكان صواريخ مجنحة بعيدة المدى!
في السابع من أكتوبر أطلقت السفينة الصاروخية “داغستان” وثلاث سفن صغيرة بواسطة منصات رأسية 24 صاروخ “كاليبر”، واجتازت هذه الصواريخ التي يبلغ طولها 9 أمتار نحو 1500 كيلومتر فوق أراضي العراق وإيران وأصابت 11 موقعاً لتنظيم “داعش” وفصائل مسلحة أخرى في سوريا.
على الرغم من ادعاء البنتاغون بأن 4 صواريخ “كاليبر” سقطت على الأراضي الإيرانية (نفت طهران في حينها ذلك جملة وتفصيلا)، إلا أن استعراض الصواريخ المجنحة الجديدة عمليا تم بنجاح. .
الطائرات القاذفة الروسية استعملت في سوريا في أولى الضربات عام 2015، وكان بإمكانها القضاء على الأهداف بسهولة، وبثمن أقل بكثير، ومع ذلك اختبار إمكانيات الصواريخ المجنحة الجديدة، لم يمكن موسكو فقط من توجيه الاهتمام إلى انجازاتها التقنية، بل واستعراض فعالية سلاحها أمام شركائها الأجانب الذين يمكنهم اقتناء نسخة صواريخ “كاليبر” التصديرية المسماة “ Клаб”.
وتوجد عدة نسخ معدلة لمنظومة صواريخ “كاليبر” التي تختلف في نوعية منظومات إطلاقها، ونوعية الهدف والسرعة والمدى، ويمكن أن تحمل عبوات تقليدية أو نووية.
ومدى إطلاق صواريخ “كاليبر” المضادة للسفن (يسميها الناتو SS-N-27 Sizzler) التي تطلق من السفن والغواضات تبلغ ما بين 430 – 700 كيلو متر. هذه الصواريخ لها مسار منخفض فوق سطح البحر، ما يجعل اكتشافها أمرا صعبا.
وصواريخ “كاليبر” المنطلقة من سطح السفن لا تتحرك إلى الهدف في خط مستقيم، بل تناور بمساعدة منظومة ملاحة نشطة، وحين تقترب من السفينة المعادية، تزيد من سرعته بشكل حاد من 0.8 متر إلى 3 أمتار وتحلق على ارتفاع لا يزيد عن 4.6 أمتار فوق سطح البحر، ما يجعلها عصية على المنظومات المعادية المضادة للصواريخ.
الصواريخ المجنحة المخصصة لإصابة أهداف على الأرض نوعي “3M14T – 3M14K “ لا يمكنها الاندفاع بسرعة 3 أمتار، لكنها قادرة على اجتياز مسافة من 1600 إلى 2400 كيلو متر. وهناك نسخة معدلة من صواريخ “كاليبر” مخصصة للحرب ضد الغواصات ويمكنها إصابة الهدف على بعد 50 كيلو متراً.
أظهرت روسيا أنها قادرة على استخدام أعداد كبيرة من السفن الصغيرة المزودة بالصواريخ المجنحة بعيدة المدى، وهي قوة متحركة. في عن الأسلحة الحديثة بعيدة المدى، قرار توزيع القوة النارية على اسطح إطلاق متحركة وعدم الاعتماد على قاعدة كبيرة واحدة مكلفة وقابلة للإصابة يبدو عقلانيا تماما. والبرنامج الأمريكي في الوقت نفسه بتوزيعه المثالي للقوة العسكرية بواسطة استخدام سفن ساحلية يعاني من بعض الصعوبات، علاوة على أن خصائص تسليح السفن الكبيرة في المناطق الساحلية تتخلف عن مواصفات التسليح الروسي لسفن المدفعية صغيرة الحجم.
وتنتج روسيا أنواعا مختلفة من الصواريخ المجنحة للاستخدام البحري، إلا أن “كاليبر” تحديدا سيصبح السلاح بعيد المدى الأساسي في السنوات المقبلة. أما الصواريخ المخصصة لإصابة أهداف على الأرض، فمن الناحية النظرية لن تتخلف عن صواريخ “توماهوك” الأمريكية في مواصفاتها، فيما الصواريخ المضادة للسفن القادرة على الانطلاق بسرعة كبيرة تبدو حتى أكثر فعالية.
وعلى الرغم من أن أعداد قطع الأسطول الروسي أقل من الأمريكي، إلا أن قدرات روسيا على تزويد السفن صغيرة الحجم بمنصات صواريخ مجنحة بعيدة المدى تجبر العسكريين الأمريكيين على التفكير مليا.
Prev Post