
الثورة نت/ فؤاد عبد الرحيم –
قال الدكتور أحمد الأصبحي عضو مجلس الشوري “إن الحفاظ على الوحدة هوما ينبغي أن يكون مع ضرورة العمل الحثيث على تدارك عيوب الإدارة السيئة”.
وأكد في حوار نشرته صحيفة الثورة في ملف وثائقي بمناسبة العيد الـ23 للوحدة اليمنية أنه “لايمكن إنكار أن هناك أخطاء حدثت وكانت أحد الأسباب التي اعطت صورة خاطئة عن نظام دولة الوحدة وليس عن الوحدة لهذا تفاقمت عدد من الأمور بمرور الأيام وشهدت الفترة الانتقالية وضعا غير طبيعي”.
وقال: إن “معالجة الشعور بالضيم في الجنوب يقتضي العودة إلى كثير مما حدث من تلك الأحداث الدامية والقاسية التي شهدها الشطر الحنوبي فيما عرف بأحداث 86 م والتي قْتل فيها عشرة آلاف مواطن من أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني”.
وتوقع الأصبحي أن يتم الإجماع على صيغة وحدة “لا مركزية مالية وإدارية على مستوى المحافظات أو لا مركزية إدارية ومالية على مستوى إعادة التقسيم بما يعرف بالأقاليم”. لكنه تمنى أن “لا نصل إلى أي حل يمكن أن يكون سببا لإثارة أي مشاكل أو خلافات جديدة”.
ودعا في حواره إلذي أجراه الزميل وديع العبسي إلى “البحث عن الحلول المناسبة وأن نضع في الاعتبار أن أكثر الاسباب والعوامل التي تؤدي إلى الصراعات وإلى الخلافات هي قضية الثروة وقضية تنازع السلطة والتي ستظل متوقعة على مستوى الاقاليم”.
وقال: “من المهم تجاوز الممارسات السلبية في مفهوم القبيلة في مناطق عديدة من اليمن والأحزاب التي تتعامل بمفهوم ضيق ويقدم فيها الولاء الحزبي على الولاء الوطني .. هذه أيضا سوف تنقل مصائبها ومشاكلها إلى اللامركزية”.
وشدد على “التحرر من الولاءات الضيقة حتى نستطيع أن نقيم لا مركزية إيجابية فاعلة يكون همها المواطن والوطن وسيادته وقوته وبناءه خاصة اننا جميعا نسعى إلى البناء والتنمية في ظل الأمن والاستقرار”.
وأشار الدكتور الاصبحي إلى أن من فضائل تحقيق الوحدة اليمنية هو “أنها جنبتنا الحرب فيما بيننا وجنبتنا حركة الهروب من الشمال إلى الجنوب والعكس وجعلتنا كتلة واحدة وقوة واحدة والمشاريع تتوزع على الجميع وحدثت تنمية نسبية وخرج البترول في الجنوب مثل ما خرج في الشمال” .. داعيا “للإستفادة من الماضي ومن أخطائه وايجابياته وجعله دليلا لاختيار الافضل لمستقبلنا”.
وخاطب الشباب بالقول: “ما وصلنا إلى الوحدة الا بعد نضالات من نوعين أحدهما نضال ضد الاستعمار وضد الاستبداد شمالا وجنوبا والنضال الثاني هو نضال تكييف أنفسنا في ما بيننا البين وفي هذا النضال كان هناك من يوغر الصدور ويعبث ولهذا حصلت الحروب بين الشمال والجنوب وسالت الدماء.
واضاف: “أقول لشبابنا الوحدة في اعناقنا جميعا وعلينا أن نتذكر الماضي بكل ما ساده من تضحيات ومن دماء وأن لا نفرط على الاطلاق بهذه الوحدة وعلينا أن نستحضر حقيقة أنه لا يمكن أن نعيش بغير الوحدة”.
وقال: “أنا أعرف أن النفوس المجروحة والأليمة ما زالت في مناطق متعددة وإن تصالحوا في ظاهر الأمر سوف يتذكرون مآسيهم في ما بينهم البين وسوف يكون لكل مجموعة أو فئة دور في الصراع فيما بينهم يضاف إلى المتصارعين في الماضي ما تشكل مؤخرا من حركات عديدة ما انزل الله بها من سلطان وسينشغلون ببعضهم البعض على حساب البناء وعلى حساب الأمن والاستقرار ثم هناك إشكالية مقلقة للجميع متمثلة بالقاعدة”.
وأشار الأصبحي إلى أهمية العشرين مطلبا التي رفعتها اللجنة الفنية للحوار الوطني واعتبرها بأنها “مهيئات للشارع”.
وأضاف: “كلنا نطالب بالنقاط العشرين ليس من الآن وإنما من أول قيام الوحدة جميعنا ضد وجود سجناء أو معتقلين سياسيين وجميعنا ينكر نهب الاراضي ويدين العبث بالمال العام إلى آخره هذا توجه الكل في أ ي حزب كان معارضة أو موالاة والكل في برامجنا السياسية نتحدث عن هذه الامور كل ما هناك أن هناك أناسا يصرون على أن تظل هناك قضية من أجل أن يوجد لنفسه موقع وزعامة في غير محلها”.
وشدد على أن “ما يمكن اعتباره أخطاء وخطايا في حق الجنوب لم تكن الوحدة سببه وهذه مسألة معروفة ولكن لابد من المعالجات العملية وهذا هو الذي يجري البحث فيه في مؤتمر الحوار الوطني”.
وأضاف: “الوحدة أكبر من أن تْتهم لان الكل ناضل من أجلها والكل رفع شعارها سواء الحزب الاشتراكي اليمني أو المؤتمر الشعبي العام أو الاحزاب الأخرى وبرامجنا كلها قائمة على اساس الوحدة”.
وواصل: “يأتي من يقول الوحدة ليست كلمة مقدسة حسنا لتكن غير مقدسة انما لا تنسى أنها أمنك واستقرارك وخيرك وثروتك كل شيء سيتم معالجته في الوحدة .. ثم أن العالم اليوم يميل إلى التكتل والتجمع فيما بينهم وتحكمهم انظمة ودساتير فكيف آتي الان لأتفكك في الوقت الذي كان فيه المواطن اليمني فور اعلان قيام الوحدة يمشي مرفوع الرأس في أي مكان في العالم لأنه قدم أنموذجا ديمقراطيا للوحدة وأنموذجا قوميا واعدا في سياق العمل لإحياء المشروع العربي”.
وعبر الأصبحي عن تفاؤله بسير العملية الحوارية. وقال: سير العملية الحوارية تجعلني أنظر بتفاؤل كبير لأن الطروحات المتعددة في البداية وبشيء من التشنج انتهت إلى تقارب أفضل وأفضل وما يتم التوصل إليه إن شاء الله سيكون أفضل مما بدأ به الحوار حين كان ساخنا وصدقية التوجه سوف توصلنا إن شاء الله إلى المصلحة الأعم للجميع”.
وأضاف: “إذا كان هناك من أحابيل أو أمور غير طبيعية تجري في الخفاء أعتقد أنها ستكون مكشوفة لأن المبادرة الخليجية والتي هي بإجماع محلي وإقليمي ودولي تقف إلى جانب المواطن اليمني وإلى جانب وحدتنا على أساس من الأمن والاستقرار”.
وقال: ما نريده اليوم في هذا الحوار القائم أن نعترف أولا بأخطائنا وان نتصالح من ذاتنا بالتسامح بالمحبة بالإخوة .. الاصل فينا أننا على أرض واحدة وأهل قيم واحدة لا تستطيع أن تقول أن هذا بلا مبادئ وبلا قيم وطنية الكل ينادي بالوطن والكل ينادي بالخير والكل يريد الأمن والاستقرار فلماذا نختلف ونتصارع”.
الأصبحي أعلن اعتذاره عن الأخطاء التي حصلت في الماضي” لكنه دعا إلى “عدم رمي الكرة على جهة معينة لأن الأخطاء متبادلة من الجميع والمصطادين في الماء العكر هم الذين يعبثون بالجميع وهناك عدد من قيادات المؤتمر الشعبي قدمت اعتذارا وأنا يوميا اعتذر الى الله قبل أن أعتذر أمام أحد”.
وتمنى الدكتور أحمد الأصبحي من المتحاورين “حسن النوايا واحترام الزمن والوقت الذي نراهن عليه .. والخروج بمخرجات وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وأن لا نشطح خارج إطار المبادرة وآليتها التنفيذية وخارج الزمن المحدد فيها”.
وقال: “حاجتنا هي حاجة الوطن والمواطن للأمن والاستقرار والبناء والتنمية والعطاء المتقدم وهذا سيكون بقيام الدولة التي نتفق عليها في طبيعة نظامها وشكلها والحكم الرشيد الذي يجب أن نستحضر معاييره في هذه الدولة”.
رابط الحوار على الرابط:
https://www.althawranews.net/pdf/main/2013-05-22/30.pdf