واجبات الجرحى وحقوقهم وكيفية رعايتهم
أ. محمد قاسم المتوكل
الجريح المجاهد هو ذلك الإنسان الذي ذهب إلى ساحات الجهاد في سبيل الله دفاعا عن دينه وعرضه ووطنه وكرامته، فواجه المُعتدي والغازي والمُستعمر والمُرتزق بكلّ عزمٍ وثبات وصبرٍ وصمود حتى جُرح، وهو يُؤدي واجبه الجهادي في ميدان الشرف والبطولة.
والمجاهد الجريح أيضاً هو مَنْ عقد البيع مع الله فبذل روحه وماله في سبيل الله فإنْ شاء أخذها دفعة وإنْ شاء أخذها دفعات، ولا يزال عقد البيع قائماً؛ لأنه رفيق الشهداء الذين قال الله فيهم: “فمنهم من قضى نحبه” وهو ممّن قال الله فيهم: “ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا” وهو ممّن نزلت المواساة لهم من الله تعالى بقوله: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إنْ كنتم مؤمنين إنْ يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله”
وجراح المجاهد هو دليلٌ على ثباته، ولولا ثباته في مواجهة الأعداء لما جُرح، ولا يزال الجريح مُجاهداً صابراً أثناء تطبّبه وتداويه ينتظر شفاءه بفارغ الصبر؛ شوقاً إلى الجبهات التي زكت فيها نفسه وارتقى فيها إيمانه وقوِيَ فيها يقينه، وتعرّف فيها بإخوةٍ مجاهدين صادقين مؤمنين باعوا من الله نفوسهم وأرواحهم.
فضل الجريح وثوابه:
للجريح فضلٌ عظيم وثوابٌ كبير، قال الله تعالى: “ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأٌ ولا نصبٌ ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ نيلا إلاّ كتب لهم به عملٌ صالح إنّ الله لا يضيع أجر المحسنين”.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “مَنْ جُرِح في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك ولونه لون الزعفران عليه طابع الشهداء”.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: “ما اغبّرت قدمان في سبيل الله إلاّ حرّمهما الله على النار”
فالجريح مرتبة بين الشهيد والمجاهد، وقد تعدّى الامتحان الأول في الاستجابة لداعي الجهاد فاستجاب، ولا يعني عدم استشهاده أنّ الله تعالى غير راضٍ عنه أو أنه لا يُحبّه؛ بل على العكس تماماً، فللجريح رسالة يحملها ليبلغها للناس؛ رسالة الإيثار ورسالة الجهاد التي ضحّى من أجلها هو وأخوته الذين نالوا مقام الشهادة، ومن نعم الله على المجاهد الجريح أنّ جهاده لا يتوقّف بسبب جراحه؛ لأنّ الجهاد بابٌ واسع وجبهات متعددة، فإنْ كان معذوراً عن حمل السلاح فليس معذوراً عن عن الجهاد بالكلمة والدعاء والنصيحة لله ولرسوله؛ لا سيما وهو قد صدق بدمه وموقفه وجاهد حتى جُرح؛ ولذلك سيكون لكلامه الأثر الكبير بين أبناء المجتمع، وفوق ذلك كله فإنّ ما يقضيه من العمر مُعانياً ألم الجراح التي غالباً ما تكون قد أصابت شيئاً مهمّاً من جسده كيده أو رجله أو عينه؛ فهذه الجراح ترفع مقام الجريح في الدنيا والآخرة.
معنويات المجاهد الجريح:
الروح المعنوية هي الإيمان الذي يحمله المجاهد الجريح في قلبه ووجدانه، ويبعث في نفسيته الرضا والصبر، إذْ أنّ هذه الروح الإيمانية هي النفسية التي تُعتبر من أهم ما يتوفر في المجاهد؛ ولذا حينما ينال العدو من المجاهد بجرحٍ أو غيره فينبغي أنْ لا يُؤثّر ذلك على معنويته وروحيته الجهادية والإيمانية؛ وإنّما يتقبّله بالمزيد من الرضا والصبر والعطاء في سبيل الله تعالى؛ لما لذلك من أجرٍ وثواب؛ كما أنّه لا بُدّ لأيِّ قضية عادلة من بذل وتضحيات؛ وأيُّ قضية أعدل وأقدس من معركة الدفاع عن النفس والعرض والوطن والكرامة التي يخوضها الشعب اليمني اليوم ضدّ الغزاة والمعتدين من آل سعود والأمريكيين وحلفائهم ومُرْتزقتهم، ومن تلك التضحيات الشهادة أو الجرح أو الأسر، وذلك لا يعني نهاية الطريق فلا بُدّ من التحمّل وعدم الضعف أمام ذلك الجراح والامتحان، ولنتذكر على الدوام صبر وتضحيات النبي والإمام علي وآل ياسر والصحابة وأئمة أهل البيت وأشياعهم منذ ذلك الزمان وحتى عصرنا الحاضر.
مواقف عظيمة تستحق التأمّل: حينما نشاهد ونسمع كلام ومقابلات وتصريحات الجرحى سواء بصورة مباشرة أو عبر مختلف وسائل الإعلام فإنا نجدهم أصحاب معنويات عالية؛ واثقين بنصر الله ومتوعدين الغزاة والمعتدين بالعودة إلى جبهات القتال وبالمزيد من التنكيل بهم وقتالهم حتى آخر قطرة من دمائهم، وأشهد لله أني قد شاهدت بأم عيني وسمعت بأذني من عشرات الجرحى ممّن كنت برفقتهم لمتابعة علاجهم وخدمتهم وهم يقولون لي ولزملائي: نطلب منكم قبل كل شيء سرعة متابعة معالجتنا وتقريب مواعيدنا، فنحن في غاية الشوق للعودة إلى جبهات العزة والكرامة، الله ما أعظم وأروع وأصدق تلك المشاهد العظيمة؛ وصدق الله القائل: “فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين”.
المدد الروحي والإيماني للمجاهد الجريح (البرنامج اليومي):
من المعروف أن للجريح أوقاتاً طويلة هو بحاجة لسد فراغها، ولذلك على الجريح المحافظة على المدد الروحي الإيماني من خلال قراءة القرآن وتطبيق البرنامج اليومي لرجال الله والدعاء والتسبيح والمحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها، واستغلال أوقات فراغه ليعيش باستمرار روحية الجهاد والتضحية والفداء، كما يستطيع المجاهد الجريح أن يجعل من سريره مترساً يرسل منه سلاح الدعاء لزملائه المجاهدين في كل المحاور والجبهات، كما يستطيع المجاهد الجريح والقائمون على رعايته والإشراف عليه الاستفادة من أوقات فراغ الجريح وتحويلها إلى برنامج عمل تتحول معها المستشفيات ومراكز الرعاية إلى مواقع تدريب وتأهيل ودورات توعوية وثقافية، كما يستطيعون أن يجعلوا منها مدارس يتخرج منها عظماء في وعيهم كما تخرجوا من جبهات العزة عظماء في تضحياتهم.
أخلاق المُجاهد الجريح:
لا شكّ أنّ المُجاهد الجريح من أكرم الناس أخلاقاً، كيف لا!! وقد ضحّى بأغلى ما يملك في سبيل الله دفاعاً عن دين وعرض ووطن وكرامة أمّة بأكملها، وما ينبغي التذكير به هُنا هو أهميّة تحلِّي المُجاهد الجريح بالمزيد من الصبر الذي هو بالنسبة له خُلُقٌ وزاد وطريقٌ إلى النصر، فإذا كان هذا الخُلُقٌ الرفيع باباً لكسب الجريح المزيد من الأجر والثواب فإنّ عليه أيضاً الحرص كلّ الحرص أنْ لا يمحق ذلك الثواب بالمنِّ والأذى والتذمّر نتيجة قصور غير مُتعمّد في خدمةٍ أو علاج؛ فقد يكون ذلك القصور ناتجاً عن انشغال المختصين بحالات طارئة وإسعافية، وإذا كان حُسْن الظن تجاه الجميع من أهمّ الصفات التي يجب أنْ يتحلّى بها الإنسان المسلم بشكلٍ عام فكيف سيكون ظنّ المُجاهد الذي باع نفسه من الله تعالى تجاه القائمين على خدمته ورعايته؟!.
أخطاء ينبغي تجنبها:
من الأخطاء التي قد تحدث في بعض المستشفيات ومراكز الرعاية من قِبَل بعض الجرحى ومرافقيهم أو الزُوّار المزاح الزائد على حدّه أو المزاح الجارح القائم على السخرية أو الإساءة للآخرين والعياذ بالله، وكذا عدم المحافظة على النظافة، والإكثار من النوم، وتأخير أداء الصلوات عن أوقاتها، ومضغ القات وخصوصاً في فترة الليل، والإدمان على اللعب بالتلفون واستخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر والواتس آب والتيليجرام وغيرها من وسائل الغزو الفكري لفترات طويلة؛ عِلْماً بأنّ تلك الأخطاء تؤدّي إلى تأخير التعافي من الجراح هذا أولاً، وثانياً إنّها تُؤثّر على نفسية الجريح في الحاضر والمُستقبل نتيجة اختلال برنامج الليل والنهار بسبب السهر والأرق؛ ولذلك فبرنامج رجال الله اليومي القائم على الذكر والدعاء والتسبيح وملزمة الأسبوع وسماع المُحاضرات النافعة ومُتابعة البرامج المُفيدة والالتحاق ببرامج إعادة التأهيل كفيلٌ بتجنّب تلك الأخطاء؛ لما للبرنامج من دورٍ كبير وفعّال ومُجرّب في تزكية النفس وتهذيب الروح وسُمُو الخُلُق والشعور بالمسؤولية أمام الله عزّ وجل، وعلى الجميع أنْ يدرك مخاطر إضاعة الوقت، وأنْ يكونوا على يقين بأنّ سلاح الوعي لا يقلّ شأناً عن السلاح الذي نواجه به العدو في المعركة، وأنّ مُصيبة عدم الوعي أخطر من مُصيبة الآلام والجراح.
واجب المنظمات الإنسانية في رعاية وتأهيل الجرحى:
إنّ رعاية الجرحى ذوي الإعاقة هي مسألة إرادة وإيمان أساساً ثمّ تأتي بعد ذلك الخبرة والإمكانات؛ ولذا يجب أنْ تقوم مؤسسة الجرحى بمعالجة ورعاية الجرحى والعمل على تأهيلهم مهنياً في مراكز خاصة؛ ليصبحوا أشخاصاً منتجين، وبهذا يكون المجتمع قد ردّ لهم جزءاً يسيراً من واجبهم عليه كأبطال ذادوا عن أهلهم وبلادهم وكرامتهم، ولبّوا النداء ولم يُخيّبوا صوت المُنادي حين ناداهم هلمّوا للجهاد..حيّ على الجهاد، ولا بد أنْ يأخذ مبدأ تأهيل الجرحى ذوي الإعاقة حيِّزاً كبيراً من اهتمام الدولة والجهات ذات الاختصاص والمنظمات الإنسانية، وأنْ تُوفّر للجرحى ذوي الإعاقة الفرص الضرورية لممارسة حقهم الطبيعي في المجتمع، وأنْ يتم تأمين احتياجاتهم وتوفير وسائل التطوير والتأهيل لتتناسب مع احتياجات ومتطلبات الجريح ليجعله عنصراً مُنتجاً وفاعلاً في المجتمع، مع ضرورة اتّباع سياسة تأهيلية منسجمة مع المبادئ والمنطلقات تقوم على التعامل مع رؤية برامج وخدمة التأهيل كجزء مُتَمِّم للتنمية بما يتناسب وحاجة المجتمع بحسب الموارد المُتاحة، وأنْ يتمّ التعاون والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة لما فيه مصلحة المُعاقين ودمجهم بجميع نواحي الحياة المجتمعية بما يتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم، والعمل على توفير برامج تعليم مستمر لضمان تخريج كادر متخصص مُواكب للتطور في مجال التأهيل، وتطوير وتنمية العلاقات مع الجهات الرسمية والمحلية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وما من شك أن العناية بمعالجة الجريح ورعايته وإعادة تأهيله واجبٌ ديني وإنساني بحت، ومن المؤكد أن ذلك يسهم في إنقاذ حياته وتفادي إصابته بعجز دائم، كما أن ذلك يستلزم تدريبا محددا وموارد لا تملكها سوى وكالات أو منظمات إنسانية معدودة، فمثلا في حالات قصور الجراحة تنتج أضرار أكبر من الامتناع عن إجراء أي عملية جراحية، كما أن إجراء عمليات جراحية دون إعادة تأهيل الجريح تكون غير مجدية؛ ولهذا فلا بد للوكالات الإنسانية وأصحاب المهنة والخبرة أن يضطلعوا بدورهم في القيام بمثل هذه الخدمات التي تنقذ حياة الجرحى وتحول دون إصابتهم بعجز دائم.
وعلى الجميع أنْ يعرف بأنّ الإسراع في تأهيل الجريح ذوي الإعاقة يسهم في زيادة فرص النجاة وفي تحسين نوعية حياة المصاب بجراح معينة، ويحتاج الجريح الذين تلزمه أدوات معينة كالأطراف الصناعية ومعينات الحركة إلى إعادة تأهيل بدني أيضا، ولذا ينبغي إقامة شراكة مع برامج إعادة التأهيل المجتمعية حيثما وجدت؛ ليحسن رعاية الجريح وإعادة تأهيله بعد الجراحة؛ وبالتأكيد أنّ الجميع يعرف بأنّ العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا تسبّب في العديد من المشاكل منها على سبيل المثال: مشاكل صحية تستوجب العلاج، ومشاكل اجتماعية تستوجب تأهيل المُصاب ليكون عضواً فاعلاً ومُنتجاً في المجتمع، وهذه الرؤية هي نابعة من عُمق إيماننا بوجوب العناية بالجرحى كمبدأ من مبادئنا الإنسانية، وخُلُقٍ من أخلاقنا القرآنية، وسِمَةٍ من سماتنا الدينية والوطنية.
ما هي رسالة وأهداف مؤسسة الجرحى:
على المؤسسة القائمة بمتابعة ورعاية الجرحى أنْ تُؤدِّي رسالتها وتقوم بواجبها تجاه دور الدولة ومساعدتها بالوصول لهذه الحالات وتوثيقها وإحصائها وتقديم الخدمة المناسبة لحالاتهم، وذلك من خلال قيام كوادر المؤسسة بزيارة ومتابعة الجرحى بالمستشفيات أو المنازل والتواصل المباشر معهم والاطلاع على حالاتهم الصحية، واستخدام برنامج أرشفة وتوثيق خاص لهذه الحالات، وتحتوي على استمارة خاصة بالمعلومات الشخصية للجريح وتوضيح للحالة الصحية مرفقة بالتقرير الطبي الرسمي الذي يوصف حالة المُصاب وما قُدِّم له بمراحل المعالجة أثناء الإصابة، وبيان الاحتياجات الآنية والمستقبلية لمتابعة العلاج، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة لتوحيد الجهود وتبادل المعلومات والبيانات الخاصة بهؤلاء الجرحى، فعلى سبيل المثال: المُصابين بإعاقة دائمة “شلل طرفين سفليين” توفير كراسٍ لهم تساعدهم على التنقّل والتحرّك وذلك من خلال التعاون مع بعض الجمعيات والمؤسسات، كما يجب تقديم الدعم النفسي لبعض الحالات وتطوير برامج الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية، والعمل على إنشاء مقر خاص بالجرحى تجتمع فيه كل الخدمات والبرامج المطلوبة لخدمتهم، ويحتوي هذا الموقع على كل احتياجات الجريح الثقافية والمهنية والترفيهية والرياضية، ويُستحسن توحيد جهود ومبادرات كافة المجموعات والمؤسسات الوطنية الأهلية التي تعمل بنفس المجال بإدارة واحدة؛ لضمان الأداء الفعّال واستمرارية المشروع؛ ليبعث الأمل في نفوس رجال عظماء وشباب أبطال أصابهم عجزٌ في سبيل الله دفاعاً عن أنفسهم وأوطانهم وكرامتهم؛ كي ينتشلوه من العبودية والاستعباد لقوى الاستكبار العالمي الأمريكي والطغيان الإقليمي الإسرائيلي السعودي إلى واقع العزّة والحرية والاستقلال .
أمّا أهداف المُؤسسة فتكمن في تقديم خدمة طبية وإنسانية للجرحى، والعمل على عودة الجرحى لحياتهم الطبيعية، وإعادة دمجهم بالمجتمع من خلال دعم مشاريع تنمية مهاراتهم ومواهبهم وتوفير فرص عمل كريمة لهم، وتأمين الدعم النفسي لهم لتجاوز أزمتهم وإعاقتهم بالشكل الأمثل.
وقبل الختام: أنصح القائمين برعاية الجرحى وخدمتهم والإشراف على معالجتهم أنْ يكونوا ذا ثقافة قرآنية وأخلاق نبوية ومبادئ إنسانية سامية، وأنْ يكونوا على مستوى عالٍ من الوعي والإحساس بقداسة ما كُلِّفوا به؛ ليقوموا بواجبهم على أكمل وجه، وأنْ يكونوا أيضاً من أهل الخبرة والكفاءة والنزاهة والصبر، وكذا المقدرة على التعامل الحسن مع الجرحى وتقدير ظروفهم الصحية والنفسية ومُعالجة واحتواء أيّ إشكالية أو تصرّف أو كلام غير حسن يصدر منهم وحَمْلِهم في ذلك على السلامة.
وأنصح أيضاً أبناء المجتمع عموماً ورجال الأعمال خصوصاً والمنظمات الإنسانية القيام بواجبهم الديني والإنساني تجاه هؤلاء المجاهدين العظماء الذين صدقوا مع الله ومع أنفسهم ومع أبناء مجتمعهم؛ وذلك بزيارتهم وتفقّد أحوالهم ومواساتهم ومواساة أُسَرِهِم معنوياً ومادياً.
أمّا بالنسبة للحكومة ممثّلة بوزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية فأُوصيها أنْ تهتم بهذه الشريحة الهامة وأنْ تعطيهم أولوية خاصة في برامجها وخطتها السنوية والخمسية؛ وذلك بتوفير الأدوية والمستلزمات في المستشفيات ومراكز الرعاية، والإسراع في إنشاء مراكز تأهيل بما يكفل إعادة دور الجريح لحياته الطبيعية ودمجه بالمجتمع.
وفي الختام لا يفوتني أنْ أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان – نيابة عن كلِّ الجرحى – للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد الثورة حفظه الله تعالى على عنايته المستمرة واهتمامه اللاّ محدود بالجرحى ورعايتهم ومُتابعة مُعالجتهم، والشكر موصول أيضاً إلى جميع العاملين بمؤسسة الجرحى ممثّلة برئيس مجلس إدارتها الأستاذ القاسم الحمران وجميع كوادرها وفي مقدّمتهم الدكتور زيد الحوثي والدكتور يوسف المداني والدكتور عباس العزي والدكتور قاسم الشامي، والأستاذ علي الحمزي، وجميع الكوادر المتطوعة والنخب الشبابية وأصحاب الخبرات الذين لا يتّسع المجال لذكرهم هُنا، وكذا العاملين بوزارة الصحة والمنظمات الإنسانية وفي مُقدمتهم الأطباء والصحيون الذين يبذلون قُصارى جهدهم تجاه هذه الشريحة العظيمة من أبناء المجتمع، سائلاً المولى عزّ وجل أنْ يُبارك جهود الجميع، وأنْ يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأسأل الله تعالى أنْ يرحم الشهداء ويُشافِ الجرحى، وأنْ يُثَبِّت وينصر أبناء الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني على المُعتدين من آل سعود والأمريكيين وحلفائهم ومُرتزقتهم من الداخل والخارج، إنّه تعالى سميعٌ مُجيب وبالإجابة جدير، وصلِّ اللهمّ وسلِّم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.