قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها أمس إن “تحليل تصريحات بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين يبرز أنهم يشجعون الجنود والشرطة الإسرائيلية على قتل الفلسطينيين الذين يشتبه في أنهم سيهاجمون إسرائيليين، حتى إن لم يكونوا يشكلون أي تهديد”.
وذكرت المنظمة، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية، مقرا رئيسا لها، ، إنها وثّقت تصريحات لمسؤولين إسرائيليين كبار يثبت هذا الأمر.
وقالت ساري بشي، مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في “إسرائيل” وفلسطين، في التقرير:” لا يتعلق الأمر بالجنود الإسرائيليين المارقين، بل بكبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يأمرون علنا قوات الأمن بإطلاق النار بقصد القتل، بغض النظر عن نتائج محاكمات الجنود الأفراد”.
وأضافت:” على الحكومة الإسرائيلية إصدار أوامر واضحة بعدم استخدام القوة إلا وفقا للقانون الدولي.”
وأشارت المنظمة إلى أن هناك أكثر من 150 حالة منذ أكتوبر 2015م قتلت فيها قوات الأمن بالرصاص فلسطينيين بالغين وأطفال مشتبه بهم بمحاولة طعن أو دهس، أو إطلاق النار على إسرائيليين في “إسرائيل” والضفة الغربية.
ولفتت في ذات الوقت إلى أن المهاجمين الفلسطينيين قتلوا خلال تلك الفترة، 33 إسرائيليا، بينهم “مارّة وعناصر أمن في إسرائيل والضفة الغربية” بحسب المنظمة.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن قائد شرطة منطقة القدس موشيه إدري قال للصحافيين في 10 أكتوبر 2015م، “إن الذين ينفذون الهجمات يجب قتلهم الشرطة تقوم بواجبها وتصل بسرعة، قتل المهاجم في أقل من دقيقة ونصف، كل من يطعن اليهود أو يضرّ بالناس الأبرياء يجب قتله”.
وقالت:” بغض النظر إن كان قتل الطفل له مبرراته أم لا، فالتصريح الأخير لإدري يبدو أنه دعوة إلى قتل جميع الأشخاص الذين يستخدمون العنف، حتى إن لم يكونوا يشكلون تهديدا”.
كما أشارت إلى أن وزير الشرطة الإسرائيلي جلعاد أردان، أيد في أكتوبر 2015م قتل المهاجمين “بدون تفكير”، وأضافت:” أجاب أردان على سؤال مقدم برامج في إذاعة محلية، إن كان يوافق على تصريح نائب من حزب معارض أنه “إذا كان الإرهابي لديه سكين أو مفك البراغي في يده، عليك إطلاق النار لقتله دون التفكير مرتين، وأجاب أردان: نعم، بالتأكيد، تعتمد المسألة على الظروف بالطبع، هناك تعليمات واضحة للشرطة الإسرائيلية كل مهاجم يعمد إلى إلحاق الضرر يجب أن يعرف أنه من المحتمل ألا ينجو من الهجوم”.
وبهذا الصدد قالت “هيومن رايتس ووتش، إن تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك أعلى سلسلة القيادة، “تشجع على انتهاك المعايير الدولية فيما يتعلق باستخدام القوة، بالإضافة إلى قواعد الاشتباك التي تفرضها إسرائيل على جنودها وضباط الشرطة”.
ولفتت “هيومن رايتس ووتش” إلى ان اسحق يوسف، الحاخام الأكبر للسفارديم في “إسرائيل”، وهو منصب تشريعي حكومي ويتقاضى أجرا عليه، قد قال في 12 مارس 2016م، إن “الكتاب المقدس يجيز سياسة إطلاق النار بقصد القتل”.
ونقلت عنه قوله:” كل من يأتي لقتلك، انهض وأقتله أولا… دعهم يأخذوك بعد ذلك إلى محكمة العدل العليا أو يحضرون رئيس أركان الجيش ليقول شيئا آخر … بمجرد أن يعرف المهاجم أنه إن أتى بسكين لن يعود حيا، فهذا سيردعه، هذا هو السبب في أنها وصية دينية لقتله”.
كما نقلت عن بتسلئيل سموتريخ، من حزب “البيت اليهودي”، وهو جزء من التحالف الحكومي الحالي، قوله في خطاب في فبراير في الكنيست إن: “المهاجم الذي يشرع في قتل يهودي لأنه يهودي، أيا كان عمره، لا يجب أن يبقى حيا. نقطة، انتهى”.
وأوردت أيضا عن نافاح بوكر، النائب من حزب “الليكود “الذي يرأسه نتنياهو، قوله في مقابلة يوم 21 أبريل ، إن “الإرهابي يجب أن يقتل، بكل بساطة”، واستشهد بآية من الكتاب المقدس تقول:” كل من يأتي لقتلك، انهض وأقتله أولا”.
Next Post