اللجنة الرباعية .. وفرضيات الحل الممكنة ..!!
عبدالخالق النقيب
بدأ العدوان على اليمن فجأة ويمكن للحرب أن تنتهي فجأة كون فرضيات النهاية لها وإيقاف الاقتتال ممكنة أيضاً ، غير أن اللجنة الرباعية في اجتماعها مطلع الأسبوع الماضي بالرياض لم تعط العالم سبباً أخيراً لنثق بجديتها ، ولم تمنح الحل فرصة ثمينة ليتحقق السلام لليمنيين، إذ لا زالت رحلات كيري المكوكية إلى المنطقة غارقة في البحث عن النص الذي قد يرضي التبختر الجيوسياسي للمملكة السعودية ، كما أن المملكة لم تكف عن ارتداء ثوب الضحية، ولم تتخلص من عويلها إزاء الرعب الإيراني الذي تعيش تحت سطوته ..!
شوارع عدن وصنعاء والحديدة وصعدة تنزف ، وما تبقى من ضمير للمجتمع الدولي يتابع المجازر تحت إبر البنج والتخدير بفعل تحركات وتلويحات اجتماعات اللجنة الرباعية لليمن في لندن وجدة ثم الرياض.
جديد ما حدث هو انضمام عمان للجنة وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والإمارات والسعودية ، فيما الاهتمام المفاجئ الذي يحاول إيهامنا به وزير خارجية أمريكي لملف شائك كالملف اليمني في الوقت بدل الضائع لم يقدم غير العرض الإعلامي، كما أنه ليس مجانياً ، فـ”كيري” يقضي أيامه الأخيرة في البيت الأبيض ، ولم يتبق لديه متسع من الزمن ليحصل على معطيات جدية تنهي الصراع القائم في اليمن ، ولقد جربنا تصديق كل مساعي الحل غير أنها في كل مرة تعيدنا إلى نقطة البداية وبنقلة واحدة.
وبدلاً من أن تتشبث المملكة بالفرص الأخيرة لوضع حد لما تبقى من هذه الحرب، يتفجر أمامها رعب الهاجس الإيراني وشكوكها الناتج عن إخفاقاتها الميدانية ، وافتقارها لكيان تريده ممثلاً عنها في الداخل اليمني مسنوداً بالالتفاف الشعبي ، فيجرفها كل ذلك لنسف خطوط السلام بحجة أنها مضطرة للدفاع عن مصالحها من خلال مقاومة إيران العازمة على إعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية ، فتقوم بالمخاطرة وتنزلق بمواصلة قيادة جانب من صراع طائفي إسلامي لا يمكنها الفوز به ..!
كل ما لوح به وزراء اللجنة الرباعية هو أن عمان ستكون المحطة القادمة ، وشعورنا بحاجتها لتقليص خوفها من قنبلة موقوتة يفجرها الإرهاب الذي يشكل رعباً في المنطقة التي تشهد توسعاً لنفوذ داعش والإرهاب في اليمن كنطاق أوسع سيصعب على المجتمع الدولي لملمة شظاياه لاحقاً ، على غرار ما حدث في سوريا والعراق وشكل تهديداً حقيقياً لأمن المنطقة برمتها ..!
انتظر اليمنيون أن تضع اللجنة الرباعية النقاط النهائية على حروف الحل تتويجاً لمساعي وإعلان مسقط المستند على اشتراطات 10 إبريل ، غير أن الرباعية عادت إلى الوراء ومتحمسة فقط في حث هادي بالقبول بالمبادرة الأخيرة للمبعوث الدولي إلى اليمن ، وافتعال رسائل تندد فيها بالتدخل الإيراني ، ولم نسمع عن وقف فوري وملزم لإطلاق النار والإعلان النهائي لوقف أعمال القتال وإخضاعها للرقابة وللعقاب الدولي أيضاً..