
الثورة –
يعتمد توليد الطاقة في اليمن على عدد من المحطات إلى جانب محطة مأرب الغازية محطات التوليد البخارية وتلك التي تعمل عبر الديزل وغيرها.
• هذه المحطات عمليا وفقا للمعنيين انتهى عمرها الافتراضي وبحكم عامل السنوات لخدمتها تراجع مستوى إنتاجها ولولا جهود المهندسين وأعمال الصيانة الدائمة لما استمرت هذه المحطات بالعمل حتى اللحظة ولكانت خرجت من الخدمة أو توقفت اضطراريا. لكن واقع الحاجة الملحة للطاقة الكهربائية وفي ظل عدم توفر البدائل الأخرى جعل الحاجة إليها ضرورة في الوقت الراهن حيث لم تشهد طيلة السنوات السابقة إنشاء محطات أخرى باستثناء مأرب الغازية التي هي الأخرى في طريقها لأن تفقد عمرها الافتراضي فالاعتداءات على خطوط نقل الطاقة وأبراجها تضعنا أمام مؤشر خطير بانهيار المنظومة الكهربائية بشكل دائم نصبح بعدها بلا كهرباء.
ويقول المسئولون في وزارة الكهرباء بأن هذا اليوم ليس بعيدا حيث أن مؤشراته بدأت تدق نواقيس الخطر والخروج المتكرر للمنظومة بشكل كامل مع استمرار الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة (مأرب – صنعاء) أو حدوث خلل فني.
هذه مؤشرات مخيفة تستدعي قلقنا جميعا◌ٍ¡ وبحسب قيادة مؤسسة الكهرباء هذه المحطات التي تعاني من الشيخوخة وكان يفترض حسب عمرها أن تخضع للتوقف أو تعمل لمهمات اضطرارية باتت أمام مرحلة حرجة للغاية وليس بمقدورها تحمل تبعات اعتداءات جديدة أكثر مما تحملته وأنها تمر في آخر مراحلها ما بعد انتهاء عمرها الافتراضي الفعلي. وعمليا◌ٍ اليوم لم تعد قادرة على التوليد بنفس الكفاءة المفترضة وفقا◌ٍ لقدرتها التوليدية في السنوات السابقة¡ واقع هذه المحطات مع استمرار الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية (مأرب – صنعاء) وما يحدثه على المنظومة الوطنية من آثار مدمرة.
ويضعنا مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء المهندس عبدالرحمن سيف عقلان أمام صورة مؤجزة بالقول: يعد قطاع التوليد من أكثر القطاعات تضررا◌ٍ جراء تلك الاعتداءات وارتماء الأحمال على الوحدات العاملة في جميع محطات التوليد وإلى تعرضها لاجهادات متكررة مما يؤدي إلى انهيار عازلية المولدات والمحولات وظهور اهتزازات في التوربينات تفوق المعدلات المسموح بها فنيا◌ٍ¡ إلى جانب ارتفاع نسبة الإهلاك للوحدات العاملة¡ ومن بين تلك الأضرار المباشرة والناجمة عن الاعتداء على خطوط نقل (مأرب – صنعاء) والخروج المفاجئ لغازية مأرب نورد بعضا من هذه الأضرار.
محطة رأس كثيب
أدت تلك الاعتداءات إلى انهيار عازلية العضو الثابت للمولد رقم 1 وخروج الوحدة عن الخدمة وبقدرة 25 ميجاوات إلى جانب احتراق محول الوحدة الرابعة وتكرار تلف البيرنجات لظهور اهتزازات بالتوربينات وتكرار خروج الغلايات عن الخدمة وتكرار احتراق محولات وكاسيتات تهوية صالة التوربينات.
محطة الحسوة البخارية
من جانبها طالها الكثير من الأضرار تمثلت في خروج التوربين رقم (1) عن الخدمة بقدرة 25 ميجاوات بسبب تضرر منظومة البخار الرئيسية وملفات روتور المولد وحزام الربط وتكرار تضرر واحتراق كابلات ومفتاح خط الربط بين محطتي الحسوة والمنصورة¡ تضرر التوربين رقم (6) وإخضاعه لصيانة عمرية شاملة واستبدال القطع المتضررة وكذا تكرار خروج الغلايات بسبب احتراق العديد من المحركات الخاصة بمضخات التغذية وتكرار احتراق العديد من محولات العزل ومراقبة الجهد وخفض التيار وتضرر نظام الـcpc للغلايات وتكرار احتراق المشغلات الكهربائية وتوابعها. ويقول المهندس عبدالرحمن سيف عقلان مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء إن الأضرار التي تعرضت لها عموم محطات التوليد كبيرة ويصعب تناولها بالتفاصيل لأن آثار الدمار هائل وتتطلب الكثير من التكاليف المادية الهائلة وذلك لأن هذه المحطات قد انتهى عمرها الافتراضي وتتطلب توفر قطاع الغيار وهو ما أثر بشكل سلبي على أداء المحطات فترة وقوع الأحداث.
ويشير مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء المهندس عبدالرحمن سيف عقلان إلى أن الكثير من المعالجات وأعمال الصيانة تمت ولا زلنا مستمرين بها إلا أن تكرار هذه الاعتداءات يضعنا أماما◌ٍ تكرار حدوث الأضرار وبالتالي فإننا نعاني من واقع صعب للغاية وذلك يتطلب توقف هذه الاعتداءات التي باتت نتائجها كارثية حيث أن تكلفة إنجاز الإصلاحات في خمس محطات (مأرب الغازية – رأس كثيب البخارية والمخأ والحسوة وعصيفرة) تبلغ (2.852.605.741) وتجرى حاليا◌ٍ أعمال الصيانة في العديد من المحطات وحصيلة تبعات هذه الاعتداءات تضع المؤسسة أمام مرحلة حرجة تنذر بالعواقب الوخيمة.