دموع الخليج
حمدي دوبلة
بالغ أهل الخليج في ذرف الدموع ولطم الخدود وشق الجيوب حزنا على ما حلً بسكان حلب السورية وكأنً أيديهم بريئة مما عانته وتعانيه تلك البلاد الجميلة من خرابٍ ودمار ومن أنهار الدماء التي لاتزال تنزف.
أموال الأسر الحاكمة في ما يسمى السعودية وقطر والامارات فعلت أفاعيلها النكراء في سورية واليمن والعراق وليبيا وأشعلت الحرائق في كل مكان من هذه البلدان العريقة وشردت أهلها واستباحت دماءهم وأموالهم وأحالت حياتهم إلى معاناة مقيمة ومع كل ما اقترفوه من حماقات وجرائم في حق أشقائهم في الجوار لايخجلون أو يتورعون اليوم في التباكي والعويل على ما صارت إليه أوضاع ضحاياهم الأبرياء.
زعموا ومازالوا يزعمون أنهم بقتل أهل اليمن والشام والعراق واستقدام العصابات الإجرامية والمرتزقة من مختلف أصقاع الأرض لإزهاق الأرواح واهلاك الحرث والنسل إنما يكافحون إيران ويتصدون لمشروعها الشيعي ومحاربة نفوذها المتنامي لكن ما نراه عكس ذلك تماما فالخليجيون كما بدا جليا في بيان قمتهم الأخيرة بالبحرين ومن خلال تصريحات وأحاديث القادة” الأفذاذ” يتوددون لإيران ويتوسلونها السلام ويستجدونها العلاقات الودية ولايجرؤون على إبداء أي استعراض للعضلات ولما يجلبونه بأموالهم الطائلة من سلاح وعتاد حربي حديث كما يفعلون ويستعرضون على أشقائهم الفقراء في اليمن.
لا أظن أبدا أن الخليجيين الحمقى سيكونون على هذا النحو من الضعف والهوان أمام إيران إذا ما كانوا على قدر قليل من الحكمة واستطاعوا أن يضمنوا بقاء شعب مثل الشعب اليمني إلى جانبهم ولقد كان كذلك على الدوام وإلى ما قبل حماقة عاصفة الحقد الهوجاء التي أوصلت الجراح إلى كل بيت يمني وحولت اليمنيين من داعم ومدد لأشقائه إلى اعداء يتربصون لرد الدين ويتطلعون إلى الاقتصاص من قتلة أطفالهم ونسائهم ومخربي مقومات حياتهم.
غباء النسخة الحالية من قادة صحراء شبه الجزيرة غريب وغير مسبوق فقد أوجد أعداء من العدم وجعل من الخليج الغني منطقة محاصرة بالأعداء من كل النواحي ولدى هؤلاء المتربصين من الدوافع والمظلوميات ما يمنحهم الحق في الاقتصاص وأخذ حقهم متى ما شاءوا وفي أي وقت يريدون.. ولن يكون بمقدور أحد في هذا العالم أن يبدي أي ملامة أو عتب فيما يقدمون عليه من أعمال بعد كل ما اُرتكب في حقهم من فظائع وبدون وجه حق.
الصولبان مجددا
التفجير الإرهابي الجديد الذي استهدف الأحد الماضي تجمعا لمواطنين على مقربة من معسكر الصولبان في خور مكسر بعدن موقعا عشرات الشهداء والجرحى في نسخة مكررة لحادث شهده المكان ذاته قبل بضعة أيام فقط يضع كثيرا من التساؤلات حول خفايا الصراع القائم بين أركان تحالف العدوان وعن طبيعة مسلسل التصفيات بين أدواته وما يدفعه المواطن المسكين من ثمن باهظ جراء هذه المهزلة المستمرة.. وفوق هذا وذاك يبرز السؤال الكبير عن مدى مقدرة وكفاءة ما يسمى بالشرعية في إدارة شؤون بلد مترامي الأطراف بعد أن أخفقت وبشكل مريع في تأمين بضع شوارع وضمان أمن تجمع لعشرات المواطنين في مدينة صغيرة مثل عدن.