صلاح محمد الشامي
شجىً أوحى بسرِّكَ حين أفشى
بعشقٍ بالصَّبابةِ قد تَوَشّى
إلى مَن ذِكرُهُ نورٌ تَغشّى
فؤاداً رُشَّ بالصّلَواتِ رَشّا
بهِ يَضَّوَّعُ المعنى. ، ويصبو
إلى عَلياهُ حَرفٌ فيهِ أنشا
فَيا رُقيا هدى اللُّقيا أميلي
قُلوعَ الحرفِ، ريحُ الشوقِ دَهشى
خذيني للحبيبِ ، وودعيني
لدى مَن في فؤادي قد تَمَشّى
هوَ العِشقُ المُخَلَّدُ في عيوني
وفي أرجائها عَرشاً وفرشا
حبيبُ اللهِ ، معنى الهَديِ ، مَبنى
كيانِ الكَونِ منذُ الكونُ بَشّا
محمدٌ الذي في الكُتْبِ جاءتْ
بهِ البُشرى ، مَحا كُفراً وغِشّا
محمدٌ الذي في كل نفسٍ
– بإذنِ اللهِ – يُلهمُها فتخشى
أنارَ بهِ الخبيرُ ظلامَ دربٍ
بهِ يَخشى الحليمُ عِدىً ووحشا
فأرشَدَنا ، وأوصَلَ كلَّ قلبٍ
تَقيٍّ .. مااحتوى ظُلماً وفُحشا
******
تُجَلِلُ مُهجتي ذِكراهُ ، تَرجو
بهِ إيّاهُ .. تَغشى الوَجدَ ، يَغشى
فتُمطِرُ أدمُعاً حَيرى ، وتترى
شجىٌ أشجى الرؤى هدباً ورمشا
فيا خيرَ الورى : عُذراً لحرفٍ
يُحاولُ فيكَ مَدحاً وهو أعشى
يريدُ جواهرَ المَعنى بمبنىً
لهُ في الأرضِ جِذرُ قد تَفشى
******
يُقَبِّلُ في هواكَ خُطاكَ قلبٌ
لهُ في الحُبِّ حالٌ لاحَ نَعشا
ويُقبِلُ حينَ تَقبلُهُ الأماني
فيَقبلُ فيكَ هذا العَيشَ عيشا
تجَهّمَني الوجودُ ، كأنَّ معنى
وجودي فيهِ حُلمٌ ماتعشى
ولي بهواكَ أحوالٌ تتالى
وحالٌ حَلَّ فيهِ القلبُ عَرشا
كأني فيكَ فردٌ في زماني
تفَرَّدَ بالعَناءِ جوىً وقِرشا
فهبني منكَ وَصلاً ياحبيبي
يلذُّ بهِ بهذي الدارِ مَمشى
******
أيا مَن كلما أروَيتَ قلبي
تظلُ إليكَ هذي الروحُ عَطشى
عليكَ اللهُ صلى .. ما صلاتي
وما مَدحي ، وما الكَلِمُ المُوَشّى
فلستُ أُجيدُ إلا وَصفَ وَجدي
إليكَ، ومهجتي في النّوءِ طَرشا
وأنتَ على المَدائحِ في تَرَقٍّ
تُطَوِّقُ كلَ مَعنىً فيكَ أفشى
******
تَفشى فيكَ شعري مُذ تفشى
هواكَ بجَمعِ كليَ ليلَ أرشى
فأرَّقني بذِكرِكَ كلُ معنىً
نقشتُ بهِ فؤادَ الحَرفِ نقشا
يَضِجُ بيَ الدُجى سُهداً ، و وَجداً
بهِ أهفو وعينُ الليلِ غطشى
فتحرِقني التياعاتي .. وصبري
يَظلُ بظلِّ هذا النوءِ هَشّا
فلستُ أراكَ إلا في فنائي
وجوداً ، يفتحُ الرؤيا ، فتغشى
تزورُ ولا تُزارُ .. وكيفَ تُطوى
دروبُ الغيبِ وهي بكم تغشى
خَفيتَ عن الرؤى ، حتى كأن لم
ترَ الأبصارُ نورَكَ ، فهي تعْشى
وعَزَّ جلالُ قدرِكَ في عقولٍ
ترودُ ذُرى المعاني فيكَ نفشا
عليكَ اللهُ صلى يانبيّاً
أزالَ عن الورى زيغاً وطيشا