التداول السلمي للسلطة

عبدالفتاح علي البنوس

عندما سلم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح السلطة للرئيس السابق الخائن عبدربه منصور هادي ، قال الأخير في كلمة له أثناء مراسيم التسليم بأنه سيأتي بعد عامين ليسلم السلطة لخلفه كما فعل علي عبدالله صالح ، ولكنه بعد عامين سعى للتمديد بحجج وذرائع واهية، حيث كان يحيك المؤامرة مع آل سعود للانقلاب على مخرجات الحوار الوطني وإتفاق السلم والشراكة الوطنية وإدخال اليمن في دوامة من الصراعات ذات الأبعاد والتوجهات المختلفة، مستقويا بالدعم والإسناد السعودي الذي نجح في تهريبه من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن مستعينا بأذرعه العميلة في الداخل اليمني ،ومن ثم تهريبه من عدن إلى المهرة ومنها إلى سلطنة عمان وصولا إلى السعودية متزامنا ذلك مع بدء العدوان على بلادنا تحت ذريعة استعادة شرعية ذلكم الخائن العميل الذي يريد آل سعود بأن يجعلوا منه شماعة للتعليق عليها كل جرائمهم ومذابحهم في حق اليمن واليمنيين ، ليؤكد هذا الأصلع العميل بأنه لا يستحق الثقة التي منحها إياه الشعب اليمني وليس مؤهلا للقيادة على الإطلاق ولم يكن جادا ولا صادقا عندما قال بأنه سيسلم السلطة بعد عامين ،بدليل أنه وآل سعود قتلوا وجرحوا عشرات الآلاف من اليمنيين وشردوا أكثر من ثلاثة ملايين يمني ودمروا البنية التحتية للبلاد من أجل ديمومته على كرسي الرئاسة الذي صار على استعداد لقتل الشعب اليمني قاطبة من أجل العودة للجلوس عليه على ظهر الدبابة السعودية وتحت حماية طائراتهم وبوارجهم ليتسنى لهم تنفيذ مآربهم الشريرة وفرض القيادة التي تدين بالولاء والطاعة والتبعية لهم ولأسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب .
بالمختصر المفيد ،التداول السلمي للسلطة قيمة وسلوك ونهج ديمقراطي لا يؤمن ويعمل به إلا الوطنيين الشرفاء الأحرار ،أما العبيد والعملاء والخونة فهم كقطيع الأغنام يتحركون وفق تعليمات الراعي وليس لهم أي كلمة أو قول أو رأي ، فالقول قول أسيادهم والكلمة كلمتهم والرأي رأيهم، وهم عبارة عن أجراء ،أما التداول السلمي للسلطة فله رجاله ورموزه ويتجسد ذلك في شخصية الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح في نوفمبر من العام 2012م عندما سلم السلطة للخائن هادي ، ويتجسد اليوم في شخصية الرئيس صالح الصماد الذي سلم رئاسة المجلس السياسي الأعلى يوم أمس الأول لنائبه الدكتور قاسم راجح لبوزة ، تعزيزا للثقة وترجمة لمضامين الإتفاق الوطني المبرم بين القوى الوطنية وتأكيدا على أن هذه هي الشرعية التي تمثل إرادة الشعب اليمني الحرة المستقلة لا تلك التي تمثل الإرادة والأسرة السعودية الباغية ، وهي رسالة لتحالف الشر بأن الإرادة اليمنية لن تنكسر ولن تتشظى ،بل ستزداد تماسكا وتكاتفا وثباتا وسيظل التداول السلمي للسلطة هو خيار وإرادة كل اليمنيين الشرفاء الأحرار ، ولا عودة للوصاية والإستعباد والتبعية والإلزام السعودي بعد اليوم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآلة

قد يعجبك ايضا