أبناء محافظة إب يعلنون استجابتهم لـ”النكف” القبلي والنفير العام ضد العدوان
إب/ محمد علي
في ظل همجية العدوان السعودي وتحالفه الذي زاد عن ما يربوعن الـ600 يوم من الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني وما خلفه العدوان من تدمير وأضرار مادية وبشرية واستهداف كل مقدرات الوطن وشعبه فقد أعلنت قبائل ووجهاء وأبناء محافظة إب ومديرياتها كواحدة من محافظات الجمهورية وقبائلها النكف العام ضد العدوان الغاشم.
ففي الأسابيع الماضية كانت قبائل مديريات المخادر والقفر وجبلة ومديريات السدة والنادرة والحزم والفرع والعدين ومذيخرة وبقية مديريات محافظة إب قد أعلنت مبادرتها واستجابتها مع بقية القبائل لـ”النكف” القبلي والنفير العام ضد العدوان من خلال وقفاتهم الحاشدة والمسلحة التي تداعت لها كافة القبائل بحضور محافظ محافظة إب ووكلاء وقيادات السلطة المحلية في المحافظة وقيادات المديريات؛ مؤكدين استعداهم للنفير العام والتوجه لجبهات القتال لمواجهة العدوان وأذياله من منافقين في الداخل والأخذ بالثأر لكل الدماء التي سفكها العدوان عبر المجازر المروعة التي ارتكبها منذ بداية عدوانه.
“الثورة” سلطت الضوء على تلك الوقفات والتقت بعدد من أبناء المحافظة وخرجت بالحصيلة التالية:
البداية كانت مع محافظ محافظة إب عبدالواحد صلاح الذي أكد أن ما يقوم به العدوان من جرائم بحق أبناء الشعب اليمني لن تركع هذا الشعب أو تجعله يستسلم لأطماعهم وأحقادهم بل ستجعله أكثر توحدا وإصرارا على تحقيق النصر.
وقال المحافظ صلاح: إن العدوان المستمر في جرائمه الوحشية لما يقارب ستمائة يوم على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الصامت والمتخاذل ولعل آخر جرائمه التي قام بها بعد الجريمة البشعة في الصالة الكبرى بصنعاء هي جريمتي سجن الزيدية بالحديدة والصلو بتعز وما هذه الجرائم إلا تأكيدا منه على وحشيته وإرهابه ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومنظماته التي تقف عاجزة وصامتة أمام ما يتعرض له الشعب اليمني من قتل وسفك للدماء.. واستنكر المحافظ تلك الجرائم المروعة التي قام بها العدوان وعلى رأسها جريمة الصالة الكبرى.
النفير العام
وكلاء المحافظة ووجهاء وقبائل المديريات أكدوا في وقفاتهم المسلحة ومن خلال البيانات التي صدرت في الوقفات استجابتهم لـ”النكف” القبلي والنفير العام لمختلف الجبهات للثأر من العدوان ومنافقيه جراء ما ارتكبوه من جرائم بحق أبناء الشعب اليمني.
وأوضحوا أن العدوان تمادى في ارتكاب مجازره وسفك الدماء من أبناء هذا الشعب والتي كان آخرها مجزرة سجن الزيدية بالحديدة والصلو بتعز والجريمة البشعة التي استهدف فيها العدوان مئات المعزين في الصالة الكبرى بصنعاء إلى أنه لابد من الاقتصاص والأخذ بالثأر من النظام السعودي عبر التعبئة والنفور لجبهات القتال.. لافتين إلى أن دماء اليمنيين لن تذهب هدرا وان القبائل اليمنية اليوم تتداعى جميعها ملبية نداء قبائل خولان الطيال التي وقع الكثير من أبنائها ضحية لمجزرة العدوان في الصالة الكبرى.
بطولات وملاحم
ودعت القبائل الشعب اليمني إلى عدم الارتكان للمجتمع الدولي أو منظماته بعد أن أصبحوا بصمتهم ومواقفهم المخزية يوفرون الغطاء للنظام السعودي لارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق أبناء الشعب اليمني. منوهين بأن العدوان لن يتوقف عن ارتكاب المزيد من المجازر إلا إذا استمرت هزائمه في كافة الجبهات وخاصة جبهات ما وراء الحدود.. مشيدين بالبطولات والملاحم التي يسطرها أبناء الجيش واللجان الشعبية والتي ترجمت إلى انتصارات عظيمة في كافة الجبهات.
الأكثر بربرية
من جهته تحدث نائب رئيس جامعة إب لشؤون الطلاب الدكتور محمد النزيلي قائلاً: هذه حرب لم يسبقنا إليها أحد من العالمين ستمائة يوم من العدوان الأكثر بربرية ووحشية في تاريخ الحروب الحديثة من قتل لكل ما يتحرك وحصار بري وبحري وجوي إلى جانب حصار إعلامي مطبق بتواطؤ أممي لم يغض الطرف على كل جرائم العدوان فحسب بل عمل على مكافأته تارة وتأييده تارة أخرى.
وأضاف الدكتور النزيلي: 600 يوم من القتل اليومي الذي يمكن أن يطلق عليه تطهير مذهبي، 600 يوم من تنامي بشاعة جرائم ذلك العدوان في قتل المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ بأسلوب متعمد.
وقال: إن العدوان السعودي على بلادنا لم يبدأ في هذا العدوان الغاشم لكنه تتويج لسبعين عاما من حرب مستمرة على اليمن متعددة الأوجه من تصفية حجاج بيت الله الحرام إلى محاربة الثورة والجمهورية بشكل مباشر إلى محاربة الدولة عبر صناعة وتمويل مراكز النفوذ إلى تصفية القيادات الوطنية إلى إعاقة مسيرة الوحدة إلى إبتزاز اليمنيين واستغلال عوزهم متجاوزين بنود إتفافية الطائف إلى صناعة النعرات المذهبية عبر تمويل معاهد وجمعيات ومساجد تتبنى أفكار متطرفة إلى حرب اقتصادية تقوم على منع بلادنا من استغلال ثرواتها الطبيعية لتبقى رهينة للدولة السعودية وما تجود به من هبات أو إحسان إلى سحب الأوراق النقدية بشكل يجعل التضخم يتزايد كل عام.
وأردف قائلا: لقد أظهر العدوان خلال 600 يوم من عدوانه الهمجي من يكون وما هي قيمه وأخلاقه وأظهر فيها الإنسان اليمني تاريخه ومجده وبطولاته وأخلاقه وصبره وعناده وكبريائه بطريقة أحالت المدرعات الحديثة كومة خردة.. 600 يوم من الهمجية فر من ساحتنا شركات إجرامية هي بلاك ووتر وداين جروب استطاع أبناء الجيش واللجان الشعبية وأبناء الوطن الشرفاء تمريغ أنف المعتدي في وحل همجيته ليظهر للعالم 600 يوم من القوة والبأس الشديد الذي وصفنا به رب العالمين في كتابه المبين.
عدوان لا مبرر له
من جانبه قال عبدالقوي عبدالله السالمي -نائب مدير الزراعة بيريم :إن مرور أكثر من ستمائة يوم منذ بداية العدوان الفعلي لدول التحالف الخليجي الامريكي بقيادة آل سعود على اليمن يعني الكثير والكثير.. عدوان لا مبرر له، ولم يكن إلا اعتداء بحق اليمن واليمنيين ورغم ذلك سطرنا ملاحم بطولية وكتبنا تاريخ جيل وأمه، تاريخ شعب صنع من العدوان الحاقد انتصارات حقيقية يريد التحالف تشطير اليمن وتمزيقه.. هيهات لشعب ووطن وتاريخ موحد أن يجزأه أذيال الغرب وأدواته الخليجية فانتصارنا هُنا أن وحدة يمن الـ22 من مايو انطلاقة أولى لوحده عربيه شامله.
وقال “السالمي” دول العدوان تراهن على عمالة أشخاص وجماعات تخريبية وكيانات إرهابية انكشفت على حقيقتها إذ لا تدين بالولاء لوطنها بقدر ولاءها للخارج لن تدوم طويلا طالما وإرادة الشعوب لا تقهر.. ومن خلال قتل الشعب نتعلم أن كل غالٍ سيرخص في سبيل الحرية والكرامة والخلود للشهداء الذين استشهدوا فصنعوا جيلا متسلحاً بالعقيدة الجهادية والوطنيه.. “ونحن قومٌ على الآجال نزدحمُ” عززت فينا روح التضحية وحب الدفاع عن الوطن ومقدراته وهذا انتصار بحد ذاته.. التحالف يقصف المنشآت التعليمية والمساجد لنكتشفه يحارب الله ورسوله والمسلمين باسم الدين ويسعى لتجهيل الأمة، يدمر البنية التحتية فنتعلم حب الوطن وتقديس ممتلكاته وترابه، يعتدي على المزارع الحيوانية والنباتية فيشد انتباهنا إلى أساس الثروة الاقتصادية والاكتفاء الذاتي والطريقة المثلى لسد الفجوة الغذائية، اعتداء التحالف على مؤسسات الإعلام يجعلنا نحترم منابرنا الإعلامية ومصداقيتها ونحمي حريتها، قصف المنشآت السياحية والأثرية حقدا على تاريخنا فالقصف والدمار لا يمحي تاريخ أمة ولا حاضرها ولا مستقبلها.
وأضاف: أن معرفة كل ذلك انتصار حقيقي اكتشفنا كل المخططات التآمرية على اليمن أرضا وإنساناً ولن يمحيها غبار الزمن.. نحن اليوم ننظر وعلى بصيرة إلى جرائم العدوان وإلى ما حققنا وما سنحققه من انتصارات أولها تعزيز يقضة العقل اليمني لنسطر مجد الحرية والكرامة مستمداً من تضحيات الأبطال وما سجلوه في ميادين الشرف والوفاء.
همجية وغطرسة
إلى ذلك قال الأخ علي العمري مدير الإعلام بجامعة اب: في الحقيقة أشعر بالفخر وشعبنا اليمني العظيم يتجاوز ستمائة يوم من الصمود أمام همجية وغطرسة قوى الإرهاب العالمي، وبقدر ما حملته هذه الحقبة من وحشية العدوان لكنها حملت أشياء جميلة لأنها أبرزت المعدن الأصيل للإنسان اليمني الذي لا يبيع وطنه بعرض من الدنيا ولا يبيع تاريخه بالمال المدنس عدى أولئك النفر الذين لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يستحقون الحديث عنهم.
وأضاف: نحن نتحدث عن رجال الرجال وعن النساء الماجدات وعن الأشبال في مختلف جبال وسهول اليمن.. لنا أن نعرج إلى أساليب العدو الحقيرة التي أثبت بها هزيمته بذاته عندما لجأ إلى استخدام الورقة الأخيرة والمتمثلة بالجانب الاقتصادي بعد أن أسرف بالحديث عن معركة صنعاء وما اسطاعوا وما استطاعوا أن يكبحوا جماح الأبطال الأشاوس في العمق السعودي. وما يشد الانتباه ردة الفعل العقلانية لموظفي أجهزة الدولة وصبرهم لإيمانهم الكبير بمقاصد العدوان من نقل البنك المركزي إلى عدن ليثير لنا واحداً من أساليبه القذرة بالأزمة الاقتصادية وتجويع الشعب ولكن ثقتنا بالله الذي بيده خزائن كل شيء لابد لهذه الظلمة أن تزول وإن شاء الله قريبا سيتحقق للشعب اليمني النصر المؤزر وفي حالة استمرار قوى العدوان بغطرستهم فما من شك أن هنالك أحداث وراء الأفق ستغير المعادلة، لأن الفطرة تحتم على الإنسان أن يدافع عن الأرض والعرض.
وقال: في الأخير نحيي أبطال اليمن في مختلف الجبهات الذين بفضل الله منحونا السلام في زمن الحرب والتكاتف في زمن التخاذل والتضحية في زمن التخلي.. تحية لكل أم ولكل أب ولكل مقاتل ولكل معلم ولكل طالب علم ولكل من يعمل من أجل عزة وكرامة ورفعة الشعب اليمني.
فيما يقول الأخ عصام محمد العجمي -نائب مدير إدارة التربية الشاملة بمكتب التربية بإب :صبيحة يوم العدوان كتب شاعر قصيدة مطلعها “عاصفة الجرم ستنهزمي // سينالك غضب براكيني” ومن ذلك اليوم ونحن نردد تلك الأبيات مؤمنين بأن النصر قادم لا محالة، وتمر الأيام وأطفال ونساء وشيوخ يمننا الحبيب يلاقون أسوء وأقسى مراحل الطغيان، والقمع، والتسلط فعدوان التحالف الخاسر من قبل (بعرآن الخليج) المدعومين من أمريكا التي ترفد المجازر بأعتى أنواع الأسلحة المحرمة دولياً تهدف إلى إذلال هذا الشعب وإبقاءه تحت الوصاية السعودية.. ما يقارب ستمائه يوم من العدوان لم يرى العالم سوى أن الإبرامز بعد قتل أو أسر طاقمها يقف عليها أسود الجيش واللجان الشعبية، وبأقدام حافية، ومن ثم يتم إحراق فخر الصناعة الأمريكيه بأبسط الوسائل (ولاعة).. إهانة ما بعدها إهانة محاولين توصيل رسالة مفادها.. أقول لهم توقفوا فأنتم في الاتجاه الخاطئ إلا أن آل سعود الذين امتلكوا نجد والحجاز (الأرض والإنسان) وأصدروا صكاً رسميا بذلك فنسبوا الشعب إليهم وأصدروا القرار الملكي بتسميته شعب المملكة العربية السعودية تسميةً خالدةً إلى يوم الدين “بنظرهم”.
وأضاف: لم تتوقف أفكارهم الشيطانية بتدمير اليمن أرضاً وإنساناً بالخيارات العسكرية فقد لجأوا إلى تجويع الشعب محاولين نشر الفوضى عن طريق قرصنه بائسة تمثلت بنقل البنك المركزي إلى عدن الأمر الذي أضر بالكثير من الأسر، وتضاعفت معاناتهم، وآلامهم، وهمومهم.. وتأسيساً على كل تلك الحقائق فإن الشعب اليمني لن ينسى ولن يغفر ما ألحقه العدوان من قتل، وتشريد، ودمار للمقدرات والبنى التحتية لوطننا الحبيب فلقد تساقطت الكثير من أوراق العدوان السعودي الصهيوأمريكي، وبالمقابل يزداد الصمود الأسطوري للجيش واللجان الشعبية صموداً، وتلاحماً، وحكمة وسيحكى عن هذا الصمود بين شعوب العالم.
صمد الجيش واللجان، وصمد الشعب والبنيان، وتحرك الفقير، والغني للسبعين كالفيضان، وصمدت القبيلة وأعلنت النفير العام، وتشكل المجلس السياسي ونستعد لعودة (عسير ونجران وجيزان)، ودعم المواطن الغلبان البنك – وفشل الرهان بل وتقوى النسيج الاجتماعي وتعاون الجيران.. فيا كتاب العالم أطلقوا أفكاركم عنان السماء واكتبوا عن هذا الصمود العظيم فقد آن الأوان.. فجيش، ولجان، وشعب صمدوا ما يقارب العامين قادرون على الصمود بعون الله لألف عام.. ولن نعلق آمالنا على ولد الشيخ أو الأمم المتحدة أو ترامب فنحن نؤمن بأن الله معنا وأن النصر حليفنا.. وما يفل الحديد إلا الحديد وغدا لناظره قريب.