> في صباحية شعرية نظمها مجلس أسر شهداء وجرحى الصالة الكبرى بصنعاء
الثورة نت/ متابعات
ضمن إطار فعاليات أربعينية شهداء الصالة الكبرى وتحت شعار ” المحرقة الكبرى انتهاك للحياة” نظم مجلس أسر ضحايا المحرقة الكبرى ” الشهداء والجرحى” صباح أمس صباحية شعرية على رواق بيت الثقافة بصنعاء، وذلك بحضور عضوا المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي وجابر عبدالله الوهباني وعدد من والمسئولين وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من الأدباء وثلة من الشخصيات الاجتماعية وعدد من أهالي وأقرباء وأصدقاء شهداء وجرحى الصالة الكبرى بصنعاء.
وفي بداية الصباحية تحدث الشاعر جميل مفرح الذي أدار الصباحية , عن هذه الفعالية وأنها تأتي لتعكس ذلك الألم والأسى والوجع الذي حل في نفوس وقلوب وأعماق الجميع نتيجة لقصف الصالة الكبرى من قبل طائرات العدوان السعودي الامريكي الغاشم والذي راح ضحيته كوكبة كبيرة من الشهداء وكذلك نتج عنه جرح العشرات من الأبرياء الذين كانوا في عزاء آل الرويشان.
وأشار مفرح إلى أن هذه الصباحية الشعرية التي ينظمها مجلس أسر شهداء وجرحى الصالة الكبرى هي فعالية يعبر فيها الشعر عن وجعه والقصيدة عن أنين ضميرها والكلمة عن ألمها وحزنها تجاه تلك المذبحة التي يندى لها جبين الإنسانية.
وأشار مفرح إلى أن هذه الصباحية عابقة بروعة حب هذا الوطن الغالي وصورة تعكس مدى صلابة شعبنا تجاه العدوان وان الشعر في هذه الصباحية يقف في حضرة أولئك الشهداء والجرحى العظام الذين بدمائهم الزكية كتبوا قصيدة حب للوطن الشامخ والصامد في وجه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.
وفي الصباحية التي بدأت بالسلام الجمهوري وبآي من الذكر الحكيم وقف الجميع دقيقة حداد على أرواح شهداء الصالة الكبرى وتم قراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .
وفي الصباحية، ألقى كل من الشعراء: عبد الرحمن مراد، ميسون الإرياني، زياد السالمي، وعلي احمد الطاهري ، باقة من قصائدهم المعبرة عن الألم والحزن لما فقده الوطن جراء هذه الجريمة الوحشية والتي تمثل انتهاكاً صارخاً وغير مسبوق لكل قيم الحياة كذلك القى الشاعر جميل مفرح قصيدة للشاعر عبد الرحمن الرجوي.
ونوه الشعراء بإصرار الشعب اليمني على الصمود والتحدي في مواجهة العدوان مهما كانت التحديات، مؤكدين أن دماء الضحايا لن تذهب هدرا.
من قصائد الصباحية
موشح الألم
* عبدالرحمن مراد
بيت
وطني في خاطر الوقت مضى
ككتابٍ في النشور كالقضا
ترسم النار أسً في مقلتي
ويداً تبكي على كفَّ الرّضا
وبلاداً لم تزل ناظرةً
في ضمير الليل صبحاً معرضا
سوف نمضي كالعرايا ريثما
يضع الفجرُ كتاباً أبيضا
***
تو شيح
يابقايا من ألمْ
ياجروحاً من صَنمْ
في حياة من عدمْ
***
تقفيل
كافر الحسِّ على وجدانه
بحَّة الشاكي وذلَّ المشتكى
كلمَّا خَبَّ الندَّى في جفنه
أرسلَ الطرف شجياً وبكى
***
بيت
مدعي حدول حقلي إنما
في زهوري لم يزل عطري يفوحْ
في جبالي من شموخي نبتتة
مثل هامي في الاعالي قد تلوحْ
فأنا من شجر البن الذي
عاش وهراً في متوني والشروحْ
فكرة في قلب مجدي لم أزل
مُلْهِمَ المعنى أغاريد الطموحْ
***
توشيح
أيُّ جُرْحٍ يازمنْ
من خطايا “ذو يزن”
***
تقفيل
يا حصوناً حالماتِ في الضحى
أَرِقَ الوقتُ على بعض دمي
كلما حئت طريقاً مظلماً
رصد الدهر خطايا قدمي
***
بيت
مدن الملح شظايا في يدي
عصر الدهر دمي في الرهجِ
لم نكن ندري النوايا وهل
عرف الصبح نوايا المهجِ
في المرايا صرخ المجد الذي
كان يوماً في رباط السرُّجِ
في بلادي من بقايا حميرٍ
شرف المعنى ومعنى البلجِ
***
توشيح
إنَّهُ المجد أبى
ياشماريخ سبا
أن يبيع الكتبا
***
تقفيل
قيل يوماً جاء صاروخٌ وهل
تدرك المعنى أبابيلُ البشرْ
قتل الصاروخ شعباً كاملاً
في عزاءٍ .. ثمَّ قالوا لا أثرْ
***
بيت
هل روى الدهر على أمَّةٍ
ماجرى في الصالة الكبرى
أمَّةٌ ماتت على جرجها
في التعازي تحملُ النصرا
أيقظ الشُّرُّ على هامها
ثأْرَ مَنْ قد أَوْقدوا الجمرا
ومضى الوجد على رسله
حاملاً في حاجبي البشرى
***
توشيح
عاثر الحرف شجي
مثخن الجرح عصي
صابر القلب أبي
***
تقفيل
إن يكن حزني غدا مظلما
في دمائي أشرقتْ روح سبا
نقهر الصبر ثباتاً ولا
يَعْبَثُ الشَّرَّ بتأريخ الإبا
***
جُرحُ الصالةِ الكِبرى
* عبد الحميد الرجوي
مـَوتٌ بـمَـوتٍ فَـثَـمَّ الـجُـــرحُ و الألَـــمُ
و قـاتـلٌ جـاءَ في المَـوتَـيـنِ يَـبـتـَسـِمُ
مَـوتـانِ ، شَـتّـانَ عــنـدَ اللهِ بـيـنهـمـا
فـي الأولِ الـحَـقُّ أمـّا الـثـانـي الـظُـلَـمُ
كذاكَ في الصـالـةِ الـكُـبـرى عُروبَتُنا
قـَتـيـلةٌ ، إذ نـَعـَتْـهـا الأشـهُـرُ الـحُـرُمُ
عـامـانِ و الـمَـوتُ يَـلــهــو فـي أزِقَّـتـِنـا
ظُلماً ، وقد خَرِسَتْ عن رَدعِهِ الأمَمُ
و مِـن ضَمائرِ هـذي الأُمَّـةِ اْجتَـمَـعَـتْ
بَشاعَةُ القَتلِ حتى اْستَـعــذَرَ الـكَـلـِمُ
عـن أيِّ شَـرعـيّـةٍ يُفضي تحالُفُهمْ !؟
إنّ الـنـذالـةَ في تـَشـريـعِ مـا زَعَــمــوا
تَـبـّتْ يَـدُ الـشـرِّ إذْ مُـدَّتْ بـغَـطـرَسـَـةٍ
لـقـتـلِنـا ، و مـَصـيـرُ الـبـاغـي الـنَـدَمُ
يا ثُـلّـةَ الـعُـهْـرِ لا تَستَـرخِـصـوا دمـَنـا
بـعـضُ الـدمــــاءِ بـراكـيـنٌ لـهـا حِـمَـمُ
أمِـنْ دمـوعِ الـثـكـالـى تَـبـتَـغــون لـكـمْ
نصراً ، فهيهاتَ أن يَستَعليَ الصنَـمُ !؟
قُـلـتُـمْ لـنـا أمَــــــــــلٌ تُـحـيـونـَهُ كـرَمـاً
لا بُـورِكَ الأمَــــلُ المَـذبـوحُ و الـكـرَمُ
مــاذا تـَبَـقّـى وقــد أوغَـلـتُـمُ عَــبَــثــاً
صـدورَنـا اليومَ جُرحاً قَـطُّ يَلتَئِمُ !؟
ماذا تُمَنّون مِن ( عَطّـانَ ) أنفُسَكُم ؟
و كيف تَرهَبُ مِـن أذنـابِـهـا القِمَمُ !؟
للهِ درُّكَ يـا وجـــــــهَ الـشــمـــوخِ بـنـا
كـأنـمـا أنــتَ فـي أرواحـِـنـــا حَــــــــرَمُ
كـأنّ فـيـكَ نَــبــيّــاً يَـحـتَــويــكَ سَــنــاً
بَـخٍ بـَخٍ لـكَ هـذا الـفَـضـلُ يا ( نُـقُـمُ)
لـغَـزّةَ الـيـومَ في (صـَنـعـاءَ) مـَلـحَـمَـةٌ
يَـراعُـهـا الـمـوتُ أمّـا حِــبــرُهــا فَـــدَمُ
وبـيـن أروقَـة ِ الـتـاريـخِ في ( عَـدَنٍ )
يَلُـفُّ خَـانَ الخـلـيـلِ الـجُـرحُ والـنِـقَـمُ
يـابَـيـتَ حَـانُـونَ في عينيكَ لي لـغـةٌ
تبكي ( تَـعِـزَّ ) لـعَـلَّ الـجُـرحَ يَنـقـَسِـمُ
هـذي فلسطينُ ذابَـتْ في أسَـى يَـمَــنٍ
حقداً عليهِ مضى الأعـراب ُوالـعَـجـَمُ
إنّـا قُـتِـلـنــا عـلـى أوزارِ عـــاصــــفــــةٍ
جـاءت مِـن الـجَـارِ ذي الـقُـربَـى بما حَلُموا
لمْ نَـأسَ مِـن قَـتـلـنـا حــاشــا فـإنّ لـنـا
إلى الـشـهـادةِ أجـــنـــاداً لـهـا بـَـسَـمــوا
لـكـنْ وفـي أسَـفٍ مِـلءَ الـنـفـوسِ ثَـوَى
يـالـيـت قـاتـلَـنـا صُـهــيـــونُ لا الـحَـرَمُ
صبر القادرين
* زياد السالمي
أقلُّ صدىً نشيدٌ دون حال
فتختالُ الشفاهُ على الخيال
سل اليَمنَ السعيدَ إذا تَمنى
يَجب من عزمُه فوقَ المآل
يُنَهنهُ سُهدَه ويطلُّ فجراً
ندى زهر ورمزاً للرجال
يرى في البَذل رَغبَتهُ ويُبدي
تالمَه من النَفطِ المُسَال
لأنَّ طريقه في الغيث تغُني
عن الأسَفِ المُشير إلى الرِمال
كفى.. من غيرُه في القيد حرٌ
وفي الأشواك إبراءُ المُبَالي
يمانيون يا بن الشعبِ جئنا
نجدِّد عَهدَنا رُغم القوالي
بلاد لو يضج فثم موتٌ
ولو يرضى فإسراف الدوال
هنا ما ضاق درعا أو تأنى
على غدر العمالة والعقال
***
كمن أبدى الأذى سفراً جديداً
وليس سوى التستر بالمحال
غزانا العُربُ واحتشدوا بغازٍ
ليغزوا بالختام من الموالي
صواريخ محرمة تعدت
وطائرة تحوم على مجالي
حصار أو حشود من خواءٍ
تناست أن ربي كل ما لي
أياتي من ينادينا قبولاً
وأضحكُ.. كيف نقبل باحتلال!
يماني إذا ما خضت حرباً
مضيت لها كماضٍ لاحتفال
برامز كيف فرت حين لاقت
رجالاً بالبنادق والنصال
وأبدت عجزها لما بدأنا
نصدُّ الزحف من بعد احتمال
صبرنا قادرين لعل يوماً
ضمائرهم تحول عن القتال
لعل عقولهم تصحو أخيراً
على ربع من الصحراء خال
وتنظر حجم ما صنعاء جادت
عليهم بالأخوة والوصال
ولكن السفيه إذا حليم
عفا عنه تمادى بالضلال
كإنسانية تاهت وراحت
تغادر في الرهان إلى الزوال
فما يدعى السكوت أمام قصف
على الأطفال في عز الليالي
وما سر العروبة في نساء
تموت بدون ذنب لا تبالي
ومن خمسين مذبحة علينا
وأكثر .. جاء يزعجها انفعالي
وأبشع من تحالفهم جميعاً
يماني حثيث الانخذال
يمالئ قاتلي حيناً… وإن لم …
تواطأ بالسكوت مع الريال
لذلك ما نسمي كل هذا
أيدعى فعلهم عين الحلال..!
وفي قتلي يظل الأمر هزءاً..!
كفيت إذن .. على الله اتكالي
عجائب يا جموع الشعب فعلاً
عذول بعد ذلك أو مغال.
تصوير/حامد فؤاد -فؤاد الحرازي