اليمن ومشروع الدعشنة
عبدالفتاح علي البنوس
مخطئ من يظن بأن جرائم الذبح والسحل والتنكيل التي يقوم بها الجناح الإرهابي التابع لآل سعود في حق المواطنين الأبرياء من أبناء تعز والتي تقشعر من هولها الأبدان وتشيب الرؤوس ستقتصر على محافظة تعز وأن أولئك الأبرياء الذين تمارس في حقهم تلكم الجرائم كل ذنبهم أنهم ضد العدوان على البلاد والعباد أو لكونهم من الجيش واللجان الشعبية أو من المناصرين لهم ، فهؤلاء القتلة يرون بأن هذه الممارسات الإجرامية هي المنهج والسلوك القويم وأنهم يمثلون روح الإسلام ويطبقون أحكامه ومبادئه وأن كل من يقف ضدهم أو يخالفهم مارقون عن الدين يستحقون الذبح والسحل حتى ولو كانوا من المنتمين لهم وهذه هي ثقافة التطرف والغلو وهذا هو مشروع الدعشنة الذي يسعى وهابية آل سعود لفرضه على اليمن واليمنيين من وراء هذا العدوان الهمجي خدمة لمشاريع ومخططات أسيادهم الأمريكان والصهاينة .
ما حصل ويحصل في تعز وقبلها في حضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع وعدن والبيضاء من تمدد للعناصر الإرهابية الصهيونية التوجه والعمل والسعودية التمويل والرعاية والوهابية الفكر والعقيدة والثقافة تحت مسميات داعش والقاعدة وغيرها من التفريخات الاجرامية الوهابية وما تشهده هذه المحافظات والمدن اليمنية ما بين الفينة والأخرى من جرائم قتل وذبح وحرق وسحل وتنكيل وصلب وتمثيل بالجثث تمارس بتلذذ ونهم وحشي يفوق وحشية الحيوانات المفترسة مؤشرا خطيرا يدق ناقوس الخطر إلى داخل كل بيت يمني في عموم أرجاء الوطن ، ويدفعنا إلى التساؤل ماذا لو تسلط هؤلاء على رقاب اليمنيين وتمكنوا لا سمح الله من التمدد في المحافظات اليمنية يا ترى كيف سيكون تعاملهم مع المواطنين؟ !!
وأعتقد جازما بأن هذا التساؤل لا يحتاج إلى إجابة كوننا عايشنا عن قرب ما صنعه هؤلاء الأرجاس عندما بسطوا نفوذهم في المكلا بحضرموت وفي بعض أحياء مدينة عدن وفي زنجبار وجعار ولودر بأبين وفي حوطة لحج وفي بعض أحياء مدينة تعز ، ولن يكون تعاملهم مع المواطنين في بقية المدن والمناطق اليمنية إلا نسخة طبق الأصل لما حصل ويحصل في المناطق السالفة الذكر ، بل ونتوقع منهم ما هو أبشع وأشنع وخصوصا في المحافظات المناهضة للعدوان والرافضة لمشروع الدعشنة والوصاية السعودية الأمريكية الصهيونية على البلاد .
لا أحد يفكر أنه سينجو من بطش هذه العناصر والجماعات الإرهابية إذا ما اكتفينا بالفرجة على جرائمها ومذابحها فهؤلاء بلا عقول وبلا قلوب وبلا دين وكأن أدمغتهم مبرمجة على الذبح والسحل باسم الله ورسوله من باب تشويه صورة الإسلام والمسلمين ، لكي يوصلونا إلى مرحلة نرى فيها اليهود والنصارى أرحم وأشفق بكثير من مسلمي (داعش والقاعدة ) وغيرها من الجماعات التي تتدثر بعباءة الإسلام وهي لا تنتمي له بأدنى صلة ، وهو ما يحتم على الجميع استشعار المسؤولية والتعاطي بوعي وإدراك مع هذا الخطر الداهم ومغبة التساهل واللامبالاة تجاهه والتعامل على أن مواجهته مهمة مقتصرة على أفراد الجيش واللجان الشعبية فحسب ،فالجميع معنيون بالتصدي لهذا المشروع ومواجهة أدواته الإجرامية دونما اتكالية أو تهاون ، قد تكون أنت أو أنا الضحية القادمة لهؤلاء إن نحن دعممنا ولزمنا بيوتنا وتركنا الحبل على الغارب ، هذا وطننا وأمنه واستقراره فيه أمننا واستقرارنا ولن يتحقق لوطننا ولنا ذلك إلا بمواجهة هذا المشروع والتصدي للمؤامرات والمخططات التابعة له.
يجب علينا التحرك قبل فوات الأوان ، لنردع العدو الباغي والمحتل الغازي والعميل الأجير والمرتزق الحقير ولنثبت للعالم بأن اليمن ليست لقمة سائغة وفريسة سهلة كما يتخيلون ، وبأن اليمنيين لن يقبلوا على أنفسهم حياة الذل والعبودية ولن يصبروا حتى يساقوا كالنعاج إلى مقاصل الجماعات الإرهابية الوهابية السعودية الأمريكية الصهيونية وسيدافعوا عن وطنهم وعن وجودهم وكرامتهم وعزتهم حتى آخر قطرة من دمائهم وسيكون مصير مشروع الدعشنة الوأد والفشل وستظل اليمن مقبرة للغزاة ولكل الأفاكين والمجرمين والإرهابيين ، وسيعود اليمن السعيد سعيدا كما كان ، وسيهزم الجمع ويولون الدبر بإذن الله وسيكسر قرن الشيطان وتتساقط جرذانه وتتطهر البلاد من رجس أدواته وعناصره الإجرامية وستعود البسمة للارتسام من جديد على محيا كل شرفاء وأحرار هذا الوطن المعطاء.