منظمة التعاون الاسلامي والعار العربي
سارة المقطري
بيان صادر عن منظمة التعاون الاسلامي بانعقاد اجتماع طارئ لها تستضيفه مدينة مكة المكرمة.
خبر برز عن المنظمة الإسلامية للوهلة الأولى تشعر أن الحمية العربية والاسلامية قد تغلغلت الى داخلك , وشي يحدثك قائلا : هاهو الصوت الجماعي للعالم الاسلامي سيعلو من جديد تجاه انتهاكات الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين, أو أن هناك موقفاً موحداً تجاه تصريحات ترامب الاخيرة ضد الملسمين , وربما إدانة لقتل المدنيين في اليمن ,أو إستنكار لممارسات داعش في العراق وسوريا , وأضعف الاحتمالات براءة تلك المنظمة والدين الإسلامي من العمليات التفجيرية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في أوروبا تزامنا مع ذكرى تفجيرات باريس .
تتلهف لاستكمال قراءة الخبر بكل حماسة واستنفار …..
(اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي , وذلك عملاً بتوجيه اللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري حول إطلاق (ميليشيا ) الحوثي – صالح ) بالستيا باتجاه مكة المكرمة) !!!
لم تأل جهدا السعودية وتحالفها المزعوم في إضفاء الطابع الديني بتحالفها على اليمن .
ساعة تزج بإيران في هذا الصراع تحت شعار التمدد الفارسي , وساعة تستجلب الصراع الطائفي والمناطقي في البلاد , وهي تدرك أن اليمن لم ولن يكون سلعة للاستهلاك الطائفي الذي تحاول إستثارته.
السعودية تدرك أن الورقة الدينية ورقة رابحة في المجتمعات العربية , خاصة ان هذه المجتمعات تحركها انتماءاتها الدينية , وككل مجتمع يحركه الدين وهو نقطة الانفعال في أي مجتمع , لكن السعودية استخدمت هذه الورقة بشكل خاطئ ليس الآن ولكن منذ زمن , فعندما تبنت نهج محمد عبد الوهاب ( الوهابية ) وظفته سياسيا , وعندما أدعت أنها حامية للكعبة المشرفة وظفت بيت الله ماديا واستخدمته للربح , وعندما اختارت منظمة التعاون الاسلامي جدة مقر لها وظفته سياسيا أيضا كما وظفت الازهر وجامعة الدول العربية في صراعاتها .
نعود إلى السبب الذي سيتعقد من أجله هذا الاجتماع .
الصاروخ الذي أطلقه الجيش اليمني واللجان الشعبية في نهاية أكتوبر بإتجاه (مكة المكرمة )كما تقول السعودية يجعلنا نقدم العديد من الايضاحات :
قلنا مراراً وتكراراً ان الصاروخ وجه الى جدة وتحديداً إلى مطار الملك عبد العزيز
لاتكفيهم تصريحات السفارة البريطانية التي أكدت الصاروخ كان يستهدف مطار الملك عبد العزيز .
إذا كانت السعودية (غبية ) عندما قررت أن استعداء 27 مليون يمني فاليمنيون ليسوا أغبياء لاستعداء 1.6 مليار نسمة .
إذا كانت السعودية مصرة على أن اليمنيين استهدفوا مكة المكرمة كما تدعي , ألا تعتقد أن الأولى بها إيقاف هذا العدوان لكي تتوقف الصواريخ وتتوقف كل أشكال الحرب .
وفي هذا السياق هناك مفارقة عجيبة …
أقرت اللجنة الوزارية للكيان الصهيوني مشروع قانون بمنع رفع الآذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس والمناطق القريبة من المستوطنات , هذا القرار يسمح للشرطة الاسرائيلية صلاحية استدعاء مؤذنين وإتخاذ إجراءات جنائية بحقهم وفرض عقوبات عليهم ,
وهنا السؤال
لماذا لم تعقد المنظمة جلسة طارئة بهذا الخصوص ؟ أليست فلسطين المحتلة جزء من العالم العربي والاسلامي ومن قضايا القومية العربية بل ومن أبرزها ؟
ألايعد هذا القرار إنتهاكاً دينياً للمقدسات الإسلامية ؟أم أن الكيان الصهيوني بات لايشكل خطراً على تلك المقدسات وعلى المنظمة الإسلامية وعلى السبعة والخمسين دولة المنضوية فيها.
على هذه المنظمة أن تعيد دراسة مواقفها الهزيلة بحجم هزلة بعض المواقف العربية .. أما القدس فيكفيها صوت النائب الذي رفع صوته بالآذان داخل الكنيست الاسرائيلي قبل أن يرفع العرب صوتهم تجاه كل انتهاكات هذا الكيان وهذا خير دليل على أن صوت مآذن القدس لن يخفت .