أبواق الفتنة
عبدالفتاح علي البنوس
يحاول العدوان عبر أجهزته المختلفة ومن معهم من المنافقين والعملاء والخونة والمرتزقة اللعب بورقة شق الصف الوطني وتفكيك وحدة وتماسك وصلابة الجبهة الداخلية بإسقاط المجلس السياسي الأعلى من خلال إثارة النعرات والترويج للشائعات والأكاذيب التي تتحدث عن خلافات وانقسامات بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله والعمل على استغلال كتابات ومنشورات بعض أبواق الفتنة من المحسوبين على الطرفين وتوظيفها لتعزيز ما يروجون له والتلبيس والتدليس على البسطاء من أبناء الشعب وجرهم نحو الانسياق خلف هذه الترهات والخزعبلات والانشغال بها عن مواجهة العدوان والتصدي للمؤامرات والمخططات التي يسعى آل سعود ومرتزقتهم لتمريرها وفرضها بالقوة ، وللأسف الشديد فإن أبواق الفتنة هؤلاء لا يقدرون حساسية الأوضاع التي تمر بها البلاد وحجم الضرر الذي يطال الوطن جراء مثل هذه المناكفات والسجالات الحمقاء والتي تخدم الأعداء وتصب في مصلحتهم وقد تمكنهم من الحصول على مكاسب وتحقيق انتصارات ولو معنوية ، لم يتمكنوا من تحقيقها منذ أكثر من 600 يوم من العدوان والحصار المفروض على بلادنا ، وإذا ببعضنا يتسابقون برعونة وحماقة وغباء على خدمتهم ، هكذا (بلاش أبلشي ) لأسباب ومبررات تافهة ونتيجة لمواقف و خلافات و مصالح شخصية يتم تغليبها على المصالح الوطنية العليا وفي مقدمتها التصدي للعدوان والحصار بكافة صورهما وأشكالهما .
لا مبرر لمثل هذه المناكفات والمزايدات الإعلامية اليوم في ظل وجود المجلس السياسي الأعلى كأعلى سلطة في البلاد قائمة على التوافق والتناغم والمصير المشترك والعمل الوطني الموحد الجهود والطاقات، لنترك (البعسسة) فالوضع لا يحتمل ذلك ، ومن لديهم طاقات في القيل والقال وإثارة وإشعال الفتن وشق الصف فعليه أن يسخرها ويستخدمها في مواجهة العدوان والتصدي لكافة أشكال الخدع والحيل التي يقوم بها ويمارسها، لا نريد أن نتحول إلى صبية مراهقين ونظهر أمام الأعداء كسذج نضر وطننا وأنفسنا بأنفسنا، لنكبر بكبر وحجم هذا الوطن، لنترفع عن الصغائر ونحترم تضحيات الشهداء الأبرار، ونراعي مشاعر أسرهم وذويهم، ولنقدر أوضاع ومعاناة أبناء الشعب ونتعامل مع كل ما سبق بمسؤولية وطنية وبتجرد من كافة الولاءات والمصالح والحسابات فهذا ليس وقتها ولا ميدانها، فنحن أمام عدو يجب أن نسخر طاقاتنا وإمكانياتنا وجهودنا لمواجهته، وما هو داخلي ستتم معالجته وتقويمه في الإطار الداخلي دونما إضرار بوحدة الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية .
كل طرف ملزم بضبط عناصره وأفراده ،لا نريد شطحات ومشاحنات، كما لا نريد دعممة على مثل هذه التصرفات والمواقف كوننا نفتح عدة ثغرات للأعداء يسرحون ويمرحون من خلالها، كل طرف يضبط أو يربط مجانينه فالمرحلة لا تحتمل (الجنان والمجنانة)، فينا ما يكفينا وزيادة، وليس من مصلحة أي طرف من الأطراف الوطنية المناهضة للعدوان السكوت على مثل هذه السلوكيات والمواقف السلبية، ولن تصب في مصلحة أي طرف منهم سوى الطرف الآخر المتمثل في قوى العدوان ومرتزقتهم، هناك (غويان) في الجانبين، وكما يقول المثل (مع الغاوي عاقل) فنريد من العقلاء في المؤتمر وأنصار الله ضبط وردع غويانهم كون المسألة بدأت تتشعب والمناكفات تزداد وتيرتها يوما بعد آخر، إلى هنا ويكفي ومن أراد أن يغرد خارج السرب ليس منا ويجب إعلان البراءة منه فخطره لا يقل عن خطر المرتزقة والعملاء وقد يكون ضرر أبلغ من ضررهم .
الوطن وطن الجميع وعلينا أن نكون عند مستوى المسؤولية الوطنية وأن نتحلى بالحكمة والعقلانية وأن لا ننجر خلف المناكفات والمكايدات التي يروج لها أبواق الفتنة عبر شاشات الفضائيات وأثير الإذاعات وصفحات الصحف والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة ، كلنا على متن سفينة ومهمتنا جميعا يجب أن تكون الإبحار بها وصولا إلى شاطئ الأمان، لأنها لا سمح الله وغرقت ستغرقنا جميعا ولن ينجو من الغرق أحد.