إنها اليمن.. يامغول القرن الـ21

م . يحيى محمد القحطاني

سيسجل التاريخ الحديث، أن مغول القرن الـ21، من دول البترودوﻻر وحلفاؤهم من اﻷعراب، الذين ﻻيعرفون سواء الحقد والعمالة، والمكر والخديعة، ولغة السلاح والدم، تساندهم أقوى دول العالم، أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهم، منتجوا الأسلحة الفتاكة، ذات التدمير الشامل، تحالفوا ضد اليمنيين، وقاموا بارتكاب أكثر، من 50 مجزرة بشرية، بطريقة همجية ووحشية مقيتة، تقشعر منها اﻷبدان، وإمعانا بمواصلة جرائمهم، ضد اليمنيين، أضافوا إلى تلك المجازر، الأسبوع الماضي، مجزرة جديدة بالزيدية محافظة الحديدة، راح ضحيتها أكثر من 120 مابين شهيد وجريح، وقبلها بيوم واحد ارتكبوا، مجزرة في الصلو محافظة تعز، راح ضحيتها أكثر من 45 ما بين شهيد وجريح، وقبلها، ارتكبوا مجزرة الصالة الكبرى في صنعاء، راح ضحيتها أكثر من 810 مابين شهيد وجريح.
هؤﻻء المجرمون الحاقدون على اليمنيين، عاثوا ودمروا وشردوا، خلال 600 يوم مضت، آلاف القرى والمدن اليمنية ، وقتلوا وجرحوا أكثر من خمسة وثلاثين ألف، من اﻷطفال والنساء وكبار السن، وقاموا بتهديم منازل المواطنين، هدموا المساجد والمدارس، والجسور والطرقات، والمستشفيات، والكهرباء، ، والمدن التاريخية، والمصانع، والجامعات، وصاﻻت اﻷفراح واﻷتراح، وسكن اﻷيتام، وفرضوا حصاراً شاملاً وخانقاً، من البر والبحر والجو، ومنعوا الدواء والغذاء، ما أدى إلى موت المئات، من الأطفال والنساء والرجال، جوعا وعطشا، في تهامة، ومن لم يمت بالصواريخ والقنابل التي يطلقها العدوان السعودي مات جوعا وعطشا، وبالتأكيد سيكتب التاريخ عن هذه الفضيحة، للنظام العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا وأوروبا.
وعن المال السعودي الذي، اشترى كل شيء في هذا العالم المتوحش، بدءاً من مسؤولي اﻷمم المتحدة ومجلس اﻷمن، وجامعة الزريبة العربية وأمينها العام، والمنظمات الإنسانية والقانونية، وولد الشيك مبعوث اﻷمم المتحدة، الذي تحول إلى مندوب يمثل السعودية، يدعمها في حربها الظالمة ضد اليمن، ويغطي على جرائم العدوان، ويتغافل عن معاناة الشعب اليمني، بتقاريره الكاذبة التي يقدمها للأمم المتحدة، حتى التصريحات والبلاغات الصادرة، عن مسؤولين كبار في الكونجرس الأمريكي، ومجلس العموم البريطاني، ومجلس حقوق اﻹنسان الأممي الذين أطلقوا الاتهامات عدة مرات، ضد السعودية وحلفائها، بارتكاب جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان، وقتل النساء والأطفال، كل ذلك أستسلم لمفعول سحر البترودولار.
وبالمال السعودي المدنس تم إعادة انتخاب النظام السعودي في مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، رغم أنه نظام مصنف في القائمة من أسوأ الدول انتهاكا لحقوق الإنسان، وتحول الصاروخ اليمني “بركان1”، الذي أطلق على القاعدة الجوية في مطار جدة، إلى الكعبة المشرفة لتهديمها حسبما جاء في بيان حزب الاصلاح، الذي أدان وأستنكر الصاروخ اليمني الذي شاهده معتمرا في مكة المكرمة، وبالمثل قامت بعض الدول، المشتراه بالمال السعودي، بما في ذلك رئيس الوزراء اﻹسرائيلي واصدر بيانات استنكار، وتنديد ضد اليمن واليمنيين، مستخدمين وسائل الإعلام، المختلفة لتزييف الحقائق، وقلب الموازين، وتصوير الضحية بصورة الجلاد والفوضى على السلام، والقوة والمال، على القيم، والأخلاق، والديمقراطية، وإضفاء الشرعية لمغول القرن الـ 21، في عدوانهم الظالم، وقتلهم لشعب بأكمله، بطريقة بشعة وﻻ إنسانية.
ومع ذلك فإن اليمنيون كعادتهم، برهنوا للعالم من جديد، بأنهم شعب عظيم، وشعب صلب وشجاع، يستلهموا صمودهم اﻷسطوري، من تاريخ عريق وحضارة ضاربة في جذور التاريخ، واثبتوا أن تفوق آلة التدمير الحديثة، التي تمتلكها مملكة آل سعود، وتحالفها المغولي المشؤوم، لم ترعبه و لن تخيفه وأن التعتيم الإعلامي، وهراء القنوات الإعلامية، لن تستطيع حجب حقيقة أن هذا الشعب اليمني المناضل، من أحفاد بلقيس، وأروى، وسيف إبن ذويزن، واﻷوس، والخزرج، واﻷنصار، مصرون على الصمود والتصدي، لعدوان السعودية وحلفائها، ويقفون وحدهم بوجه عاصفة الجهل والخراب، عاصفة التابعين بامتياز لأمريكا ومشروعها ألتدميري التي عاثت في منطقتنا العربية، قتلاً وتدميرا وفساداً بلا حدود.
هذا الشعب الذي يعرفه التاريخ، وتعرفه الشعوب، بقوة بأسه، وشجاعته النادرة، قادر على تلقينهم درسا لن ينسوه أبدا، وسيجرهم إلى مستنقع لا يعرفون كيف يخرجون منه إلا بداء عضال وهزيمة نكراء، وما صموده المشرف، ودخوله إلى نجران، وعسير، وجيزان، رغم ضراوة العدوان، والتجويع والحصار والتشريد، إﻻ خير برهان على ذلك، وسيظلون اليمنيون صامدون وأقويا، ولن يركعوا لأحد، ﻷنهم قلب العروبة النابض، وهم تاريخ وجغرافيا وحضارة، عمرها أكثر من سبعة ألف سنة، لكن حكام هذه الدويلات الكرتونية، ﻻ تاريخ لهم، فلولا النفط والمال، ما كان لهم وجود على خريطة العالم.
وباﻷخير نقول لغربان الخليج: منذ متى كانت العمالقة أقزاما؟ ومنذ متى علتِ السُّفوح فوق القمم؟، أيها العابرون المارقون فوق أرضنا، يا أعداء الإنسانية، وملوك اﻹرهاب، اليمن ليست نزهة لإرهابكم، إنها مقبرة للغزاة، عبر التاريخ القديم والحديث، وإن إرهابكم سيكون نسياً منسياً، لأن يمنيتنا أقوى من إرهابكم، اسألوا أجدادكم من اﻷحباش، والبريطانيين، والفرس، والبرتغال، واﻷتراك، الذين حاولوا من قبلكم أن يغزوه، وهاهو التاريخ يكتب من جديد، على أرضنا بمداد دماء، خطه الشهداء اﻷبطال، من الجيش واﻷمن واللجان الشعبية، أن شعباً فُطِرَ على العزة والكرامة، لن يستطيع أحد في الكون، أن يستعمره من جديد، ولو استقدمتوا كل إرهابي وشذاذ اﻷفاق في العالم، لكي يحاربوه بأموالكم وأسلحتكم، فستكون هذه الحرب طال أمدها أو قصر، برداً وسلاماً علينا، لأنه يوجد رب الأرض والسماء وما بينهما سيحمينا، ويوجد جنود الله في الميدان، معانقة أرواحهم هوى، ريح الوطن اليمني في وجدانهم، وأقسموا العهد أنه إما يكونوا وتكون اليمن، أو لا يكونوا وتبقى اليمن، فلا خوف عليك ياوطننا اليمن، لأن العزة لك في نصر، يخطه أبنائك رجال الله في أرض اليمن، والله من وراء القصد والسبيل.

قد يعجبك ايضا