وكيل وزارة الثقافة: الكتاب الورقي لازال حاضراً بيننا رغم تطور التقنيات الحديثة

الثورة نت / تغطية/ خليل المعلمي

برعاية وزارة الثقافة واتحاد الناشرين اليمنيين أقامت مجموعة الجيل الجديد- ناشرون أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء الملتقى الثقافي لإشهار معرض تخفيضات الكتاب الثاني خلال الفترة (19 – ص30) نوفمبر الجاري بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية في بلادنا.
حضور الكتاب الورقي
وفي المناسبة أكد الأديب هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة أن الكتاب الورقي لازال حاضراً بيننا رغم تطور التقنيات الحديثة وظهور الكتاب الالكتروني وانتشار وسائل نقله وتصفحه.
وأضاف لا مناص للكتب من أن تشترك في مصير المجتمعات التي هي جزء منها فكلما فكرنا في الكتاب علينا أن نفكر في المجتمع أولاً، وكلما قلقنا بشأن مستقبل الكتب علينا أن ندقق النظر في المجتمع واتجاهاته، ولكي نجعل الكتب صالحة للمجتمع الذي نعيش فيه علينا أن نحاول منع ذلك المجتمع من أن يصير غير صالح للكتب.
موضحاً أننا لا نزال نعيش أزمة الكتاب الأولى وهي أزمة الكتابة والقراءة، أي أزمة الأمية الأولى فمعظم الناس لا ينقشون الحرف ولا يفكون الخط.
وأشار إلى أن العالم اليوم الذي قطّع تاريخه إلى مجرد أحداث، قد تعتمد الكتب على قوة جاذبيتها بعد أن تحولت هي الأخرى إلى أحداث، ومن هنا تأتي المفارقة بين تزايد عدد رواد معارض الكتاب والتراجع الشديد في عدد القراء، كما يدل تقليد قائمات الكتب الأكثر رواجاً على تحول الكتاب إلى حدث وإلى موضة.
وثمن وكيل وزارة الثقافة جهود اتحاد الناشرين اليمنيين ومجموعة الجيل الجديد إحياء هذه المبادرة للعام الثاني على التوالي واستمرارهم في دعم نشر الكتاب من خلال تخفيض سعره ووصوله إلى شريحة واسعة من أفراد المجتمع.
20 ألف عنوان مخفض
فيما كشف محمد عبدالله الآنسي رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين ومدير عام مجموعة الجيل الجديد عن تخفيض أسعار أكثر من 20 ألف عنوان خلال فترة المعرض بنسبة تصل إلى 50% من سعر الكتاب، وتتنوع هذه العناوين في مجالات مختلفة وتخصصات علمية متعددة.
وأشار إلى أن إقامة هذا المعرض يأتي استشعاراً بالمسؤولية من قبل المجموعة التي تشاطر شعبنا الهم وتدرك بعضاً من تفاصيل المشكلة التي يمر بها القارئ اليمني، وذلك بعد توقف معرض صنعاء الدولي للكتاب خلال العامين الماضيين، مؤكداً أن الأمم لا تقاس إلاّ بعدد قراؤها.
وثمن الآنسي جهود وزارة الثقافة الكبيرة لإنجاح هذه الفعالية الرائدة وكذلك دعم ومساندة عدد من المؤسسات الثقافية الفاعلة في تنشيط الحراك الثقافي.
نحن أمام أمية شاملة
من جهته وصف الأديب عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب وضعنا الحالي بأننا نعيش أمام أمية شاملة، أمية تقنية وأمية ثقافية، فقد كانت أمتنا هي أمة أقرأ وأصبحت الآن تسمى أمة الأمية حيث تعدت الأمية فيها 60%، ولا يمكن الخلاص من هذه المأساة إلا بالعودة إلى الكتاب.
وأشار إلى أن أهمية هذه المبادرة في نشر الكتاب بكافة تخصصاته، كما تؤكد المقولة الإيجابية (أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام).
الكتاب.. قيمة حضارية
وأكد الأديب محمد القعود رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء في كلمة عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أن وجود الكتاب في حياتنا هو قيمة حضارية عالية وبادرة رائعة لابد من الحفاظ على هذا الوجود والاهتمام بالكتاب والعمل على تكريم القائمين على هذا المعرض الذي سيمثل تحريكاً لجهود النشاط الثقافي في بلادنا.
وأشار إلى أن جميع المؤسسات والجهات الثقافية الرسمية والأهلية تتحمل المسؤولية في تجاهل الثقافة وتدني القراءة وندرة اقتناء الكتاب..
وأوضح ضرورة  الاهتمام بالمعالم الثقافية وعدم تهميشها.
مبادرة ذات قيمة ومعنى
فيما أشار الأديب عبدالرحمن مراد في كلمته عن مؤسسة سبأ الثقافية إلى أن هذه المبادرة ذات قيمة ومعنى في حياتنا الثقافية في هذه الظروف التي نعيشها، مؤكداً أن السبب المباشر لما يحدث في اليمن في هذه الفترة هي فجوة المعرفة في بلادنا.
وأضاف: علينا إثارة التساؤلات حول الواقع الثقافي المتردي بعد أكثر من خمسين عاماً على قيام الثورة اليمنية الخالدة، وبالتالي على الجميع تحمل المسؤولية والعمل لتجاوز ذلك، مؤكداً ضرورة تطوير مثل هذه المبادرات وتوسيعها على نطاق واسع خاصة داخل الجامعات اليمنية.
الكتاب.. مقياس حضاري
وأوضح الدكتور عبدالقوي الأحمدي رئيس شبكة يمن إبداع أن الكتاب والعمليات المرتبطة به من قراءة وكتابة وطباعة ونشر وترجمة هو مقياس حضاري لتقدم أي أمة، مشيراً إلى أن كل ذلك له علاقة بنظم وتطور وتراكم المعرفة للفرد وللمجتمع، حيث أصبحت المعرفة الإنسانية هي ميزة العصر الذي نعيشه فسمي بعصر المعرفة.
وتطرق الأحمدي إلى واقع دول الوطن العربي ومنها بلادنا مقارنة بالمجتمعات الغربية التي تتقدم عنا في الإنتاج المعرفي وفي القراءة والاطلاع بكثير، مشيراً إلى أن إهمال الكتاب والعمليات المرتبطة به على رأس أسباب ومسببات فجوة المعرفة التي تسببت في تغذية فجوة التخلف والفقر والجهل والعنف والإرهاب والاقتتال وكل ما نراه من مآس .
أساس بناء العقول
فيما أكد أحمد المنصوب المدير التنفيذي لمؤسسة أمة أقرأ أن القراءة هي أساس بناء العقول الفكرية، وقال: كلما كان الإنسان قارئاً كلما ارتقى وارتفع، وكلما كان قارئاً كان تحليله عميقاً واستنباطه مقنعاً واستقصاءه شاملاً واستدلاله واضحاً وإسقاطه على الواقع بما يتناسب مع الحال.
وأضاف: إن القراءة تجعل الإنسان قريباً من الحقيقة وكلما قرأ أكثر كلما وصل إلى الحقيقة أكثر، بل ويصبح لديه القدرة في إقناع الآخرين بهذه الحقيقة.
تحديان كبيران
وأكدت الدكتورة منى المحاقري رئيسة منتدى شهرزاد للثقافة أن هذا الحدث يمثل تحديين كبيرين الأول إقامة المعرض في هذه الظروف التي تعيشها بلادنا من حصار وعدوان يستهدف الإنسان والحضارة والتاريخ في بلادنا، والثاني هو تحدي الكتاب الورقي الذي لا زال يعلن الصمود بنكهته المميزة وشكله الأخاذ ورائحة أوراقه التي يعشقها القارئ، أمام التقنيات الحديثة وبالأخص الكتاب الالكتروني.
وأشارت إلى أن الكتاب الورقي يظل هو الخيار الأمثل والجليس الأرقى في الصحراء والوادي.
وثمن المشاركون والحاضرون من خلال طرح عدد من المشاركات والتساؤلات أمام اتحاد الناشرين اليمنيين جهود اتحاد الناشرين اليمنيين ومجموعة الجيل الجديد بإقامة معرض تخفيضات الكتاب للسنة الثانية على التوالي، ولما يقدماه من دعم للثقافة ونشر الكتاب في أوساط المجتمع.

تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا