يتباكون على المجاعة في اليمن وهم سببها الأول!!

معروف درين
كنا ولا زلنا نسمع عن قواعد وقوانين الحرب التي يجب على الأطراف المتحاربة والمتصارعة لأي سببٍ كان الالتزام بها وعدم مخالفتها مهما  كان الأمر وفي مختلف العصور والأزمان، لكن العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تجاهل  كل هذه القوانين والقواعد وضرب بها عرض الحائط ولم يراع في عدوانه الظالم اي شيء من ذلك فقد وصل بهم الأمر إلى شراء مواقف وصمت المنظمات الدولية والحقوقية بل ووسائل الإعلام التي أغراها المال السعودي وغير مسارها ودنس مهنيتها وقلل من هيبتها واحترامها في الأوساط العالمية.
فمنذ بدء العدوان السافر والظالم على اليمن والمنظمات الدولية والحقوقية ووسائل الإعلام مُغيبة وفاقدة للمصداقية من خلال مواقفها السلبية والسلبية جداً جراء ما يتعرض له اليمن طوال فترة العدوان وحتى اللحظة والا كيف نفسر استهداف المنشآت الصناعية والرياضية والطرق والجسور والمدارس والمستشفيات والمعالم التاريخية والأثرية والتجمعات السكانية وتجمعات المناسبات سواء الأعراس او العزاء التي لم تسلم من غدر طيرانهم الحاقد، وكيف نفسر استشهاد وجرح أكثر من 37الف مدني جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن؟!.
كل ذلك يحدث في اليمن إضافة إلى حصار جائر بري وجوي وبحري ولم تتجاوز ردة فعل ومواقف بعض المنظمات الدولية حاجز القلق، فقد استباح العدوان السعودي الامريكي على اليمن كل شيء واصبحت اليمن ساحة حرب مفتوحة لم يستثن منها أحد، ولم يكتفوا بذلك بل سعوا وبكل الطرق إلى ممارسة ادوار قذرة جداً سواء مباشرة أو غير مباشرة من خلال أدواتهم بالداخل والخارج ومن ابرز تلك القذارات هو استهداف المنشآت الصناعية والمزارع وفرض الحصار ونقل البنك إلى عدن الذي يعد كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولعل ابرز نتائج ذلك هو حدوث المجاعة ونقص في الغذاء والدواء وتأخر مرتبات موظفي الدولة لثلاثة أشهر، فإذا كانوا يدعون انقاذ الاقتصاد الوطني وخصوصا بنقل البنك المركزي إلى عدن فماذا عملوا للاقتصاد سوى مزيد من الدمار والانهيار، وأين المرتبات التي وعدت الشرعية بتسليمها بعد قرار نقل البنك الكارثي، ولماذا صندوق النقد والبنك الدوليين لم يظهرا الحقيقة ويكون لهم موقفاً خصوصا بعدما ساءت الأحوال أكثر فأكثر؟!.
لقد تسبب العدوان في ارتفاع نسبة الفقر والبطالة ونقص الغذاء والدواء وحدوث مجاعات جراء ما يمارسونه من الحصار والقصف المتواصل على كل المنشآت الحيوية والاقتصادية على وجه الخصوص ومع هذا وبأسلوب رخيص ومبتذل ومفضوح لكل صاحب عقل نجد الإعلام السعودي وابواقه يتباكون على المجاعة في اليمن وفي تهامة الخير تحديداً وكأن سببها عدوان من كوكب زحل على اليمن وليس هم، ألم تكن طائراتكم وحصاركم واستهدافكم لكل المنشآت والمرافق الحيوية هي السبب الذي اوصل الحال في بعض المناطق إلى ما هو عليه، ألم تكونوا سببا في أن 1.5 مليون طفل مصابون بسوء التغذية وأن 90% من سكان اليمن يعانون من نقص الغذاء بحسب تقارير اليونيسف، وهل قصفكم لمديرية الزيدية مؤخرا  تعاون او اغاثة لابناء تهامة الذين  تتباكون عليهم في وسائل إعلامكم ليل نهار؟!  صحيح وكما يقول المثل “الي اختشوا ماتوا” فبدلاً من أن تذرفوا دموع التماسيح على حال اليمنيين وما يحدث لهم سواء في تهامة أو غيرها من المناطق كان يجدر بكم تركهم وشأنهم، لأن عاصفتي الحزم والأمل وذريعة إعادة الشرعية هي من اوصلت اليمن إلى هذه الحال وهذا الحال نفسه من سيكون وراء نقمة وغضب الله عليكم في المقام الأول ووراء ثورة جياع وانتقام من قبل ابناء الشعب اليمني الذين لم تتركوا له باب أو فرصة للعيش الا وتدخلتم فيه وأوصدتموه في وجوههم فليس لهم سبيل إلا الاقتصاص من القاتل الذي يمارس دور الضحية ويصور لبعض المختلين عقلياً أنه يدافع عن نفسه وعن المقدسات الاسلامية وكان آخر فصول المسرحية الهزلية ادعاء استهداف مكة المكرمة من قبل القوة الصاروخية اليمنية، إنهم يبررون بذلك لجرائمهم التي لا ولن تسقط بالتقادم ولن ننساها ما حيينا!! .

قد يعجبك ايضا