السعودية أجندة أجنبية
حسن الوريث
يقول الناس أن السعودية تنفذ أجندة أمريكا وإسرائيل والغرب بشكل عام في المنطقة على اعتبار ما تقوم به من أفعال تتماشى مع ما تريده وتخطط له تلك الدول في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم العربي والإسلامي وبالتأكيد أن كل هذه الفوضى والحروب والدمار والخراب الذي تموله السعودية يجعل أولئك الناس لتبني هذا القول .
لكني سأختلف مع هؤلاء الناس في هذه المقولة التي يرددونها وأقول أنها غير صحيحة فالسعودية حقيقة لا تنفذ أي أجندة خارجية وأجنبية في المنطقة بل هي نفسها أجندة أجنبية فقد تم إنشاء هذا الكيان من قبل المخابرات البريطانية على يد الجاسوس البريطاني المستر همفر ليس لتنفيذ أجندة بريطانيا والصهيونية العالمية بل لتكون هي الأجندة الأجنبية نفسها التي يتم تنفيذها في منطقتنا والتي أوصلت العالم العربي والإسلامي إلى هذه الدرجة من الحروب والدمار والخراب وهي التي تم وضعها وغرسها في خاصرة الأمة العربية والإسلامية لتدميرها عن طريق الفكر الوهابي الإرهابي الذي انطلق بالتزامن مع الكيان السياسي والعسكري وتشكل ما تم تسميته بالمملكة العربية السعودية ليكونا معا أي الفكر الوهابي الذي مثله محمد عبد الوهاب مع الجانب العسكري والسياسي الذي مثله محمد بن سعود هذا الكيان الإجرامي الإرهابي الذي دمر العرب والمسلمين منذ نشأته وحتى اليوم .
السعودية كانت هي أجندة بريطانيا في المنطقة حيث نفذت من خلالها خططها الشيطانية في المنطقة وتم تقسيمها إلى دويلات وكانتونات متناحرة ومتحاربة وكانت السعودية هي راس الحربة في هذا الأمر والآن جاءت أمريكا لتكمل مسيرة بريطانيا في الإشراف على هذه الأجندة وتسيرها كما تريد وبالفعل فقد نفذت أمريكا من خلال أجندتها المتمثلة في السعودية ما تريده وأوصلت العرب والمسلمين إلى هذه الحالة المزرية والمتردية فقد دمرت الشعوب والبلدان وزرعت الفتنة بينهم وبعد أن كانت للعرب والمسلمين قضية واحدة هي قضية فلسطين فقد صار لهم الآن قضايا كثيرة فمن فلسطين إلى لبنان إلى سوريا وليبيا والعراق والصومال والسودان ومصر واليمن وأفغانستان وباكستان وستتبعها بقية الدول وكل هذه القضايا نفذتها اجندة بريطانيا وأمريكا في المنطقة بالفكر الوهابي الذي خرج من رحمها وبالمال الذي تعبث به كيفما تشاء .
ويمكن أن نسترجع جميعاً بعض الأمور التي تؤيد هذا الطرح فهذا الكيان منذ إنشائه عمل على التفريق المذهبي بين المسلمين حيث كان يقوم محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود وأتباعهما بقتل كل من يخالفهم الرأي ويقول بما يقولونه وكانوا ينكلون بهم ويصدرون الفتاوى التي تبيح قتل الناس واستباحة أموالهم وكل منطقة كانوا يدخلونها كانوا يحكمون بالحديد والنار وهذا ثابت في التاريخ وكان لهم فرق يسمونها فرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي الأساس الذي أنتج القاعدة وداعش وكل التنظيمات الإرهابية التي جاءت فيما بعد واعتمد عليها نظام بني سعود لزعزعة امن واستقرار الدول والشعوب وها نحن نشاهدها في كل مكان من اندونيسيا شرقاً وحتى نيجيريا والسنغال غرباً مروراً بكل الدول العربية والإسلامية .
ومن يقول أن السعودية ليست أجندة فعليه أن يقرأ تاريخها جيداً ويعرف كيف نشأت ؟ ومتى نشأت ؟ ومن الذي أنشاها ؟ ولماذا أنشأها ؟ وما الذي فعلته منذ نشأتها وحتى اليوم ؟ وبالتأكد عليه أن يعود إلى تقارير المخابرات البريطانية ومذكرات كبار قادتها وجواسيسها وعملائها وكذا تقارير المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والكثير من تقارير مخابرات الدول الأوروبية وروسيا ليعرف كيف أن هذا الكيان تم زرعه في جسد الأمة العربية والإسلامية ليكون أجندتهم التي ينفذون من خلالها ما يريدون كما فعلوا مع الكيان الصهيوني الذي هو أيضاً أجندة لكن بثوب آخر وفي الأخير فهما يلتقيان ويجتمعان في هدف واحد لمن أنشأهما وهو أن يكونا أجندات لتنفيذ ما يخططون له في منطقتنا لتدمير العرب والمسلمين .