حلم بعيد المنال!!!
عبدالله الاحمدي
في اليمن أصبحت الدولة حلم بعيد المنال, والأبعد من ذلك الديمقراطية والوحدة.
القوى التقليدية رأت انها سوف تخرج من المائدة بلا حمُص – كما يقال – فعملت على تفجير الحرب, وجلب التدخلات الخارجية الى اليمن. هذه القوى الممثلة في المشايخ والعسكر والكهنوت لا تريد ثورة, ولا وحدة ولا ديمقراطية, وتعسا قبلت بالجمهورية. هي تعلم بحكم ممارستها للسلطة والتسلط, أن قبولها بمخرجات الحوار الوطني, يعني خروجها من السلطة, وتحجيم دورها في الحكم, والتقليل من نفوذها ومصالحها غير المشروعة.
لو رجعنا إلى بداية مؤتمر الحوار لعرفنا أن هذه القوي كانت تعمل على افشال الحوار, بأي طريقة, واقترفوا العديد من التعطيلات للحوار داخل المؤتمر وخارجه.
الملياردير حميد أبو صندقة رفض المؤتمر من البداية, وقال لهادي صراحة ( اترك الحوار وتعال نجدد لك سنتين) وغيره من الأفراد والمكونات كان لها حضورها الضاغط من أجل تعطيل الحوار, وهادي يعرف ذلك, وقد أكد في تصريح متأخر أن حميد الصندقة كان ضد الحوار ومخرجات الحوار, نجاح المؤتمر بأي شكل من النجاح جعل القوي التقليدية تذهب إلى تفجير الحرب.
قيل إن اليمنيين بعد كل وثيقة يفجرونها حربا, كما حدث بعد وثيقة العهد والاتفاق, في عام 94م, لكن الحرب هذه المرة, هي غيرها في 94م, هي حرب فيها تدخل أجنبي, واليمنيون اسلموا قيادهم للخارج, وغير قادرين على التحكم بهذه الحرب, أو إيقافها.
الحرب طالت كل شيء في اليمن, بل وطال امدها, وطالما وهناك اموال باذخة تدفع إلى تجار الحروب فلا أعتقد أن الحرب سوف تتوقف. ابتداء من شهر سبتمبر نحت الحرب منحى اقتصاديا, إذ انقطعت رواتب موظفي الدولة, بعد أن قام هادي رئيس ما يسمى بالشرعية بسحب البنك المركزي إلى عدن. اليوم البلد مهدد بالمجاعة والتمزق والخراب.
كانت المرتبات تمثل رمزية للدولة والوحدة, بإيقاف المرتبات, يبدو أن هذه الرمزية للدولة والوحدة قد انتهت. كان الكثيرون يقولون أن من يصرف المرتب هو الدولة باعتبار أن التنمية والخدمات قد توقفت, بعد توقف صرف الراتب يبدو أن ما كان موجوداً من رمزية للدولة قد انتهى, ودلفت البلاد نحو منحى آخر, ليس له آخر.