نواقيس الخطر!!!

حميد عبدالقادر عنتر

يمر وطننا بمنعطف تاريخي بالغ الخطورة يضعه أمام خيار أن يكون أو لا يكون وسا دخل إلى الموضوع مباشرة وعلى النحو التالي:
وقبل البدء لابد من شجاعة الاعتراف بأننا نعيش منذ عام????م سلسلة إخفاقات وعجز وفشل في إدارة وقيادة شؤون الدولة والمجتمع ومع بدء العدوان الخارجي الغاشم على بلادنا الذي قادته بالمعلن السعودية وادارته أمريكا وبريطانيا وفرنسا وباركته وشاركت فيه دول عربية وإفريقية وآسيوية على اختلاف نسب المشاركة إضافة إلى عصابات الإجرام العالمي وتجارة المخدرات العالمية وهو عدوان ظالم ومتجبر لايستند إلى مبررات ومسوغات مقنعة على الإطلاق هذا العدوان أدى إلى اتساع نطاق إخفاقاتنا وزيادة حدتها وخاصة بعد الحرب المالية المدمرة ونقل البنك المركزي أو بالأصح تعطيله متضافرا مع الحصار الشاملة الكامل على بلادنا أن هذا كله أدى ولايزال إلى تعميق الفشل في إدارتنا لشؤون الدولة والمجتمع؛سياسيا واقتصاديا وماليا وإداريا وذلك بسبب اقصائنا للكفاءات والخبرات الوطنية المجربة والنظيفة عن إدارة الشأن الوطني وإحلال أصحاب الولاء والثقة والمزايدين على قلة كفاءاتهم وتجاربهم وخبراتهم وهذا هو في تاريخ كل الدول يشكل بداية انتكاستها وانهيارها، وادخل في ناقوس الخطر الأول فاقول:
أن الثورة أي ثورة هي فعل إنساني يقدم نموذجا أفضل وبديلا ايجابيا للأوضاع القائمة وهي أخلاق وسلوك قبل أن تكون شعارات و(زوامل)ودعاية إعلامية تطنب بكيل المديح والتبجيل لولاة الأمر لمجرد التزلف والتقرب والحصول على مصالح شخصية لهم والثائر الحقيقي اقتداء بالإمام علي والأمام الحسين ينبغي أن يكون اول من يضحي وآخر من يستفيد وإلا كان انتهازيا متسلقا يضر بالثورة ونموذجها وأخلاقها.
* الناقوس الثاني
أن الفساد المالي والإداري المتراكم لعقود عدة خلت لم يمس حتى الآن ولازال يضرب بجذوره عميقا في شتى مناحي الحياة بل انه فيما يبدو نجح في كسب واستمالة فاسدين جددا أدخلهم معه في(ساقية)فساده من رافعي شعارات الثورة والثوار الجدد معززا بهم مواقعه القديمة ومدخلا دماء جديدة مستفيدين من ظروف الاضطراب والعدوان وآلام البسطاء من الناس الذين لايجدون إلا كفافا وهم يرفلون أمام أعين الناس بحلل الوشى والفاخر من السيارات والمباني والأموال الخ..
* الناقوس الثالث
نعم نحن نحمل العدوان الخارجي ومرتزقته المسؤولية فيما آلت إليه ظروفنا وأحوالنا التي لا تطاق لكننا ننأى بأنفسنا عن تحمل أعباء دورنا الوطني ومسؤوليتنا في مواجهة كل تلك الظروف والأحوال والمعاناة العاصفة التي يتحملها الشعب ورحنا نغط في نوم عميق وكأننا لسنا مسؤولين ولاكأننا حكاما.
وقفت مرتبات الموظفين في الجهاز الإداري للدولة وهي دخل وحيد يعتاش منه الملايين لتدبير قوت يومهم وفي هذا الاستهتار والتنكب عن المسؤولية ماذا فعلنا ما هي الحلول والمعالجات والتدابير التي يجب اتخاذها هل صارحنا الشعب هل وضعنا المشكلة بكل شفافية جمعنا كما قيل تبرعات ودعم من الشعب للبنك المركزي أين هذه الأموال؟من الجهة الشرعية المسؤولة عنها؟وفي أي مجالات ستنفق أو تستثمر؟
* الناقوس الرابع
ان التصدي لإيقاف مرتبات الموظفين ممكنة ويسيرة لكن يبدو ان هناك من يتعمد استمرارها بكل صراحة وإلا فإن معالجتها ممكن؛
1)أكثر من نصف موظفي الدولة في المحافظات الجنوبية وهي حاليا تحت احتلال تحالف العدوان وهو المسؤول عنهم بحسب القانون الدولي في مسؤولية دول الاحتلال.
2)أن المجاميع التي التحقت بالعدوان مدنيين وعسكريين من أكثر الأشياء منطقية إيقاف مرتباتهم على الأقل.
3)أن كل موظف مدني أو عسكري كائن من كان امتنع وتخلف عن الالتحاق بعمله الوظيفي يجب قانونا وقف راتبه على الأقل.
4)يجب إزالة الأسماء الوهمية وهي بالآلاف من كشوفات الموظفين بعد تلكؤ لسنوات طويلة مراعاة للفاسدين.
تخيلوا لو ان معالجات كهذه ابتدأت على الفور لكن الموظفون العاملون المداومون مدنيين وعسكريين يتقاضون مرتباتهم بانتظام لكن لماذا لم يعمل المسؤولون هذا؟ذلك هو السؤال الكبير علما ان هناك إيرادات تغطي ذلك وتفيض حتى بدون النفط وبدون الجنوب وبدون مارب!.
* الناقوس الخامس
لا أظن أن الممسكين بزمام الأمور في صنعاء لا يتابعون ولايعرفون أن الجماعات المتطرفة والإرهابية وتجمع الإصلاح من خلال سيطرتهم اليوم على مارب وإيراداتها النفطية وغير النفطية وكذا سيطرتهم على المنافذ الحدودية البرية الشمالية وإيراداتها يسيرون حثيثا لبناء أقتصاد مواز خاص بهم من بنكوك وشركات صرافة وتجارة سلاح ومخدرات ومن هذه العائدات المالية ينتشرون شعبيا وتنظيميا وعسكريا(ميليشيات مسلحة ومدربة) ويقوى نفوذهم السياسي الخ أظن أن هذه الوقائع ليست غائبة عن ذهن إدارة صنعاء وإلا فهي كارثة.
* الناقوس السادس
لقد قام تحالف سياسي،بحسب ما أعلن،بين المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله وعلى أساسه تشكيل المجلس السياسي الأعلى وأوكلت له مسؤولية قيادة الدولة …حسنا هذا جيد ولكن لابد من القول بصراحة أن هذا التحالف الثنائي قام وكل طرف من الطرفين يكيد للآخر ويتربص به الدوائر.

قد يعجبك ايضا